26

418 54 23
                                    

.
.

" هل تملك خططاً لآخر يوم اختبارات؟"

استفهم بهدوء يمسك بالمثلجات التي ابتاعها له ساتو و فعل المثل لنفسه

لديهم عطلة قصيرة بعد إنتهاء إختباراتهم و ساتو لم يفكر حقاً بجدية حول الأمر

" لا.. لا شيء مميز، ماذا عنك؟"

سأل بفضول يريد معرفة ماذا سيفعل زاك فهو قد فقد شغفه لتلك الأشياء منذ وقت طويل

" أفكر بزيارة قبر والدَي"

لم يستغرق كثيراً حتى يجيب، هو كان ينتظر أقرب فرصة ليقوم بزيارة منطقته القديمة

تناول ساتو مثلجاته بشرود دون رد، هو لم يزر قبر والده من قبل

بل لم ير مقبرة في حياته حتى الآن

" أيمكنك مرافقتي؟، إن كنت متفرغاً بالطبع"

رمقه ساتو بهدوء و ارتباك طفيف لم يعلم ما عليه قوله ليضيف زاك بعد إحساسه بذلك

" أريدك أن تقابلهما حتى و إن كانا على هيئة هياكل تحت التراب لأخبرهم أني و أخيراً حظيت بصديق جيد"

" صديق جيد؟"

ردد بخفوت ليومئ الآخر

" بخصوص هذا، زاك.. أنا لست جيداً كما تظن "

" تعلم أنه من الأسهل قول لا أريد بدلاً عن كل هذا؟"

رفع رأسه بعد أن كان يخفضه يمعن النظر بيديه الشاحبتين
زاك قد أخطأ فهمه و الآن عليه تصحيح الأمر بسرعة

" تشرفنّي زيارة قبريهما حقاً، لكنني لا أملك الحق بذلك"

" من أين أتيت بهذا الهراء؟، و اللعنة أنا أعطيتك الحق بالفعل.. بل أن من طلب ذلك! "

قال زاك بإنزعاج، هو حقاً لم يعد يفهم طريقة تفكير الآخر
لا يهتم لأفعاله كثيراً، ما يهمّه أنه يعامله بشكل جيد وهذا يكفي

اللهو و التدخين و الشرب.. هو لا يراهم كمقياس حتى
أنه على يقين تام بأن أي فعل يوجد له سبب و كل تلك الأفعال سببها مخبّأ في ماضي الآخر

زاك لم يعد يهتم لمن هو ساتو في الماضي و ماذا فعل، لقد رأى روحه بالفعل و وجدها نقيّة ساذجة و تائهة

ساتو البارد المغلّف بالسواد لم يكن إلا جداراً هشاً بالنسبة لزاك، مع أنه لم ير ما خلفه بشكل كامل لكنه يستطيع أن يشعر بمدى الظلم و القسوة التي عاشها حتى جعلت منه معقداً و هذا بدأ يزعجع الأصغر بصدق

SATOUحيث تعيش القصص. اكتشف الآن