15

575 66 53
                                    

.
.

" ماذا سنفعل حيال ذلك؟"

" ماذا تعني بنفعل!، أنت من سيقوم بكل شيء أنا بالخارج حسناً"

نفث الدخان من أنفه يتمتم بإنزعاج

" أنا حقاً لا أفهم صدّقني، يبدو الأمر كما في ملهى مارتن"

أحنى رأسه غير آبه للذي يحاول إنتقاء الكلمات المناسبة ليوضّح له أن المؤسّسات التعليمية لا تمد لتلك الأماكن بأي صلة

" أعني عندما تراك إحداهن تجلس بإستكنان ترتشف نبيذك الفاخر، تأتي و تتملّقك عندها تدعوها لرقصة و تصبحان أحِبّة.. الأمر هنا سيان حسب.. "

كان يحملق به يحاول تخييل مدا سطحية أفكاره حتى إكتفى و قرر إنهاء هذا الهراء

" لا يا رجل، الحب لا يأتيك بسبب رائحة نبيذك الفاخر و تلك الشكليّات.. هذا مجرّد إستغلال، لا أعلم حقاً عن الشعور لكن بالتأكيد هو أعمق من ذلك بكثير "

إعتدل بجلسته حيث أصبحا قبالة بعضهما

" المدرسة ليست كالملهى بتاتاً، في المدرسة أنت تتلقى إعتراف يمكنك أن تقبله و تبدأ بالمواعدة و يمكنك رفضه بشكل لائق و... ماذا الآن.. ما هذه النظرات؟ "

كان يتحدث بهدوء حتى نزع الآخر نظارته يرمقه بفراغ و تملّل

" لا شيء، أكمل"

رفع المعني حاجبه غير راضٍ ليكمل متجاهلاً ضيقه

" تحاول التلاعب بك.. هي لا تعلم شيء عنك بإستثناء إسمك، إن كانت تراقبك كما تزعم لشعرت بذلك على الفور
كما أننا نقضي معظم وقتنا هنا.. على السطح، و ذلك ممنوع بالطبع لن تلحق بنا"

وضّح يحرّك يديه بالأرجاء و قد بدا منفعلاً بعكس ساتو الذي ينظر له بفراغ مربِك

إمتنع زاك عن الحديث و قد ضجِر حقاً من صمت الآخر، مد الظرف نحوه ليصفّق بخفّة نافضاً الغبار الوهمي عن كفّية

" هذا كل ما لدي "

أخرج صُندوق طعامه ليجعله يتوسّطهما و وضع علبة عصير إضافية أمام الأكبر

" ليس عليك ذلك، أنا حقاً لا أُحب الطعام"

تذمّر ساتو من إصرار زاك الدائم على إطعامه ليُغمض الأصغر عينيه بضيق و يقضم شطيرته بهمجيّة

" كُل فقط لا تُثرثر كثيراً"

إرتفع حاجبا ساتو من عدائيّة زاك المفاجئة ليمتثل له بهدوء

SATOUحيث تعيش القصص. اكتشف الآن