23

474 57 55
                                    

.
.

" مارتن الذي بداخلي؟"

ردد بخفوت كما لو أنه يخاطب نفسه

طال صمته من الثواني للدقائق، هو حقاً لا يعلم كيف يكون مارتن الذي بداخله

مارتن هو مارتن، أنا هو مارتن

فكر يعقد حاجبيه مميلاً رأسه للجانب، أصبح ينظر للفراغ بضياع  و غرابة

تنهد كارل بصبر و قرفص أمام الحائط يقابل الأكبر بوجهه كاشفاً عن الأجزاء التي كان يغطيها بجسده من الرسمة

" حسناً لا بأس، ألقِ نظرة"

قال بهدوء ليبتسم و يشير بإبهامه للحائط خلفه

-----

غصت في تفكيري أحاول أن أفهم ماذا يقصد بمارتن الذي بداخلك

صمت طويلاً في محاولة لتجميع بعض الكلمات و إخراجها كإجابة لكن لم يسعني ذلك

كنت لأطيل سكوني لولا أنه حدّثني أخيراً، صوته الهادئ تسلل لمسمعي جعلني أرفع رأسي و أنظر إليه

كان يجلس القرفصاء و شعره يغطي وجهه، مع ثيابه تلك لو كان شخصاً آخر لبدا لي  كالممسوس، لكنه ما زال يظهر كقطعة فنية راقية في نظري

لتوي نظرت للحائط و قد توسّع محجريّ بإنبهار، حقاً متى قام برسم كل هذا؟

أخذت أتأمل الجدار بفاه مفتوح، كان قد رسمني مع عدة أجساد لا تحمل ملامح و قد صبغها باللون الرمادي

كنت أمسك بعدة ورود في يدي و أوزعها لتلك الأجساد التي تصتبغ أياديهم بلون الوردة التي يأخذها كل منهم ليتفرّع اللون بخط رفيع حتى يصل للمنطقة بأيسر صدورهم

حركت مقلتي على عرض الحائط حتى لمحت جسده يتحرك مجدداً كأنه يرسم شيء آخر، ظللت أحدق بيده التي تتحرك بسرعة و مهارة

شكّل شيء يبدو كالظلال، إنحنى قليلاً يكمل رسمه و لم أرَ هذا الجزء حقاً

إلتفت أخيراً ليخاطبني بإبتسامة و هو يعدل شعره ليعود كما كان

" أين هو قلبك؟"

" عفواً؟"

قلت بعدم فهم لتتوسع ابتسامته

" هل أعجبتك الرسمة؟"

" بالطبع"

SATOUحيث تعيش القصص. اكتشف الآن