.
.نهضت عن فراشي بعد عدة محاولات، حسناً أنا في العادة أستيقظ باكراً لكني لا أتزحزح أبداً إن لم يكن هناك ما يستدعي النهوض من أجله
نظرت بهاتفي متفقّداً الساعة لأجدها الثالثة عصراً!
أنا لم أتناول شيء حتى، صحيح أنني لا أحب الوجبات الصباحيّة و أتخطّاها دائماً لكنني مستيقظ منذ الخامسة صباحاً و لم أخرج من تحت غطائي و اللعنة! ، حسناً لن أكذب.. نهضت صباحاً لأقضي حاجتي و عدت أتقوقع تحته مجدداً
ماذا سيكون رد والدتي إن رأتني بهذا الحال؟
فكّرت بينما أغمر جسدي بالماء البارد، رغم أنه الشتاء لكنني لا أرغب بالحصول على تقرّحات بسبب الماء الدافئ كما أني أحب البرودة لذا لا بأس لي بذلك
هبطت نحو المطبخ متعجلاً، جدياً معدتي تعتصرني من الجوع
صنعت بعض الطعام و تناولته على عجلغسلت الأطباق و انسابت يداي نحو درج شفّاف مرتفع قليلاً ظهرت من خلفه زجاجات الخمر التي كنت آخذها من مارتن
أظن هذه ستفي بالغرض
فكّرت بينما أحدّق بخمس زجاجات قمت بصفّهم أمامي بعناية لأضعهم داخل كيس أسود-----
" كل ما أحتاجه الآن هو مدمن أحمق مثير للشّفقة "
همست أتجوّل في أحد الشوارع المشبوهة و لحسن الحظ وجدت ما كنت أبحث عنه
رجل يبدو في بداية عقده الثالث، تملؤه الوشوم مع ثقوب كثيرة بأذنه.. أراهن أنه تألّم كثيراً ليحصل عليها، هذا جعلني أشعر بطيشه و غبائه لذا قمت بنفض الغبار الوهمي عن سترتي السوداء مبتسماً بجانبيّة
تقدّمت منه ليلحظني بعد أن وقفت أمامه مباشرة
" مرحباً صديقي "
رحّبت به أفكّر ببيع كحولي لهإن لم تكن مستعد لمواجهة شخص يوقفك ليعرض عليك الممنوعات فجأة فأنت لا مكان لك بهذا الشارع
" أهلاً يا صاح، هل من خطب؟ "
حسناً هو لم و لن يستنكر نعتي له بصديقي، في عالم الفساد جميعنا نكون أصدقاء و ربما إخوة
" لديّ بعض الخمور المعتّقة أرغب ببيعها إن كنت تهتم "
رفعت الكيس لينظر لي بإهتمام، هو أسهل ممّا ظننت" أرِني "
أردف يسحبني، جعلني أجلس على صخرة في أحد الأزقّة ليفترش هو الأرض الجرداء
أنت تقرأ
SATOU
Teen Fiction"لطالما أخبرتني أمي أن أحب أصلي.. لكنني لم أشعر يوماً بالإنتماء" ماذا يحدث عندما تجد نفسك مجبراً على مجالسة.. مجاراة.. و مصادقة من تكبرهم بأعوام، العيش في مجتمع لم تجربه يوماً.. أن تعيش الحياة على طريقة البشر العاديين.. وليس مريض أضاع سنوات من عمره...