لم يتوقف قلمه عن الخط بإنسيابية، يكتب بشرود يضع كفه الأيمن على خده
اخذ يراقب ساعة الحائط حتى مر من الوقت ما مر ليسلم ورقته ويخرج بهدوءلم يكن باري من المتقاعسين عن الدراسة أبداً، هو لا يدرس بذلك القدر المكثف لكنه لا يضيع أي فرصة لحضور دروسه بانتظام
خرج عن ساحة المدرسة يحمل حقيبته على كتفه بشكل جانبي يسير بترنح وكانت وجهته مجهولة له
-----
إتكأ على أقرب مقعد التقطته عيناه، ضغط على جبينه بينما يستنشق بقوة وعمق، بقي ممسكاً رأسه حتى شعر بجسد يقترب منه ببطء
"أكل شيء بخير؟"
"أجل، شكراً لك "
رد باختصار مع ابتسامة متعبة ليلحظ قارورة مياه تمد إليه
أخذها وابتسم مجدداً وراح يراقبه يمشي ببطء حتى وقف مع إمرأة طاعنة في السن وأخذ يدفع مقعدها المتحرك بينما يحادثها ببشاشة'والدته.. جدته؟'
همس وهز كتفيه ليقوم بسكب الماء على رأسه
هو قد أغرق شعره ووجهه بالماء حرفياً'مدمن.. مديون.. ومشرد، ما الآتي يا ترا؟'
قال بهمس ومدد جسده على امتداد المقعد واحتضن حقيبته مغمضاً عينيهمر الوقت وكأن الدقائق تجري سباقاً فيما بينها
انتفض جسد باري بقوة مع انقباض قوي بقلبه ليفتح عينيه على وسعهما يلهث بصعوبةأخرج هاتفه بيد مرتجفة حتى كاد يسقطه، هو قد كان سيتصل بوالدته.. لكن لسبب ما وجد عقله يرفض الفكرة واتجهت يده لإسم تيدي
-----
"مرحباً باري ماذا تريد أنا لست متفرغاً اتصل بمارتن"
"تيدي.. سوف أموت"
"ماذا تقول.. أين أنت؟"
"في الحديقة التي بجانب مدرستي"
"كيف لي أن أعلم أين تدرس!"
لما يعاملني الجميع كأني جرذ قذر مثير للشفقة؟
كم يؤلمني ذلك.. كارل والآن تيدي"سأرسل لك موقعي"
أخبرته بنبرة محبطة ليغلق بعدها
أنفي وعيناي لا يكفان عن التقطير، جسدي واهن لا يقوى على حملي ورأسي حقاً أرغب بتحطيمه لعلي أرتاح قليلاً
أنت تقرأ
SATOU
Teen Fiction"لطالما أخبرتني أمي أن أحب أصلي.. لكنني لم أشعر يوماً بالإنتماء" ماذا يحدث عندما تجد نفسك مجبراً على مجالسة.. مجاراة.. و مصادقة من تكبرهم بأعوام، العيش في مجتمع لم تجربه يوماً.. أن تعيش الحياة على طريقة البشر العاديين.. وليس مريض أضاع سنوات من عمره...