6

1.1K 88 36
                                    

.
.

" يا سُكر، هل تملك أصدقاء غيري؟ "

تسائل صاحب الشعر الفحمي بينما يدس الطعام في فمه بشراهة

" يا زاك، أجل أملك البعض "
هتف مقلداً طريقة حديثه ليدحرج الآخر عينيه بضجر

" أتعلم.. في لقائنا الأول لم أظن أنك بهذا السخف "

" حسناً أياً يكن، أغلق فمك بينما تأكل هذا مقزز "
قال ساتو يحرك كفه بعدم إكتراث ليتنهد الآخر بقلة حيلة على صديقه العزيز... ربما؟

-----

مضى  وقت طويل منذ أن أصبح كلاهما صديقاً للآخر، شهر أو ربما أكثر، منذ ذلك اليوم الذي صوّب فيه ساتو المسدس أمام وجه زاك، اليوم الذي رأى فيه زاك ساتو يضحك.. و لأول مرة

أصبح ساتو أفضل قليلاً، هو ما زال يدخن، يشرب الخمور، و يخطئ كثيراً لكنه يحاول بقدر الإمكان أن لا يقحم زاك معه في ذلك الجانب منه، لا يريد أن يلوّثه بخطاياه كما يزعم

هو لم يخبر زاك عن أي شيء من ماضيه، و زاك لم يسأل رغم فضوله الذي يظهر جلياً في كثير من الأحيان، هو لا يريد أن يجعل ساتو ينفر منه بسبب تدخله الغير مرغوب فيه كما يبدو

كلاهما كان يصب كامل تركيزه على دراسته لا غير

زاك كان يتهرب من الفشل، لا يزال يعيش ذات حياته المليئة بالضجر و الرّتابة، لا يملك أصدقاء فعلياً غير ساتو الذي يكون غالباً مشغول بأشياء يجهلها هو

ساتو أصبح يملك هدفاً أخيراً و هو أن يصبح متفوّق دراسياً لأنه كره مجتمع المدرسة حقاً .. إنها مليئة بالحمقى الرُضّع و المراهقات المزعجات

نمط حياته لم يتغيّر كثيراً هو فقط يصبح أكثر مرحاً مع زاك، يتردّد من حين لآخر إلى ملهى مارتن الذي يمطره بوابل من النصائح اللّا متناهية و التي تمثّل طوق نجاته في حالاته الحرجة دوماً

حواراته مع نفسه و لوم ذاته؟ .. هو لم يعد يملك متّسع من الفراغ ليمارسها، أصبح يملأ وقته بالدراسة أو مراسلة زاك.. والدته أو أحد أصدقائه

يذهب لعمله الجزئي كمحاسب في متجر تسوق ليأتي في الليل ليطبّق الحيلة التي أخبره بها زاك، يستلقي و يغمض عينيه إلى أن يغلبه النعاس

هذه الحيلة لا تجدي نفعها دائماً، لكنه لا يزال شاكراً لزاك

-----

تمدّد على الأرض بينما ينفث الدخّان من فمه لينضم إليه صديقه

هما كانا في السطح فقد أصبح مكانهما المفضل، ساتو يحب كل ما هو ممنوع.. أمّا زاك فهو فقط يريد البقاء بجانب ساتو

SATOUحيث تعيش القصص. اكتشف الآن