تم النشر على الواتباد بتاريخ 1-1-2021
-الفصل الحادي والخمسون-
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
أقوى المحاربين هما الوقت والصبر..
(ليو تولستوي)
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
تفحصها بينما تصلب هي جسدها لم تعد حتى تستطيع أن تُذرف الدموع ووقعت في حالة من الذهول لما استمعت له وابتلع هو ولا يزال حابسًا أنفاسه في انتظار ولو حرف منها قد يستطيع أن يعرف عن طريقه قرارها.. هل توافق على زواجهما؟ هل ترفضه؟ هل سيتم رفضه للمرة الثانية في حياته البائسة؟ هل سيكون على يدها أن يُعذذب من جديد للمرة الثانية في حياته بسبب إمرأة؟!
بحثت بحدقتيها في ملامح وجه بأعين تتوسل أن تجد ملاذًا من كل ما يحدث لها معه، كيف ينجح دائمًا في إظهار تعابير وملامح كل مرة يقدر على أن يفاجئها بها وكأنه لديه وجه آخر يدعو للتعاطف والشعور بحاجته الماسة وصدقه الشديد الذي لا يشوبه شائبة!!
لم تجد سوى الصدمة التي احتلت كل ملامحها هي وحيرة جعلتها في منتصف الطريق بين جنان النعيم ونار الجحيم.. مظهره الذي يوحي بإفتقاره للنوم والحزن من أجلها وذبول هيئته التي يومًا ما كانت دائمًا وأبدًا تبعث رسالة واضحة بأنه أوسم الرجال وأفضل البشر أمّا الآن فهو يبدو كالحطام!!
ما قاله وما تفوه به لا تستطيع أن تُفسره بسهولة، هل كان عرضًا لزواجه منها، هل كان يقصد الزواج أليس كذلك؟ ليس الزواج فحسب، هو يهتف بأنه سيتغير، سيكون أفضل، مرة أخرى يأخذ عهدًا على نفسه أمامها.. يقول أنه لن يحدث بينهما أي شيء قد يخيب أملها، كان هذا ما قاله أليس كذلك؟ المزيد من الوعود التي تبدو أجمل ما قد تستمع إليه إمرأة من رجلٍ تعشقه، ولكن هل سيفي بهذه الوعود التي تبدو حالمة؟!
عقلها مرهق من مجرد مواكبة وتصديق ما قاله!! لا تدري كيف عليها التصرف الآن! شتات الحيرة بين السماع لصوت العقل وصراخ المشاعر يفتت سائر الحواس ليترك المرء بين دوامة لا نجاة منها أبدًا!
ازداد توتره وهو يقبض على كف يدها السليمة التي فلتت من تلك الحادثة وتلمس لحيته الكثة لمرات وخلل شعره وازداد ارتباك أنفاسه ولم يعد يقو على الإنتظار أكثر من تلك اللحظات وعينيها تبعثا به الخوف بل الإرتعاد من أن يُرفض من جديد فهمس هاتفًا في توسل هائل بنبرة صرخت بالتضرع والتذلل:
- قولي حاجة يا فيروز أرجوكي..
فكرت مرارًا في كلماتها المُقبلة، هي بدأت معه كمعالجة نفسية، قبل أن تراه بأشهر كانت ترتاب بأن هناك جزءًا كبيرًا وراء كل ما يُعاني منه هو صدمته من علاقته الأولى وبعد أن تحدثت معه بالأمر هي تعرف أنها لن تستطيع رفضه بنفس الطريقة مجددًا وعليها انتقاء كلماتها القادمة معه بمنتهى العناية، هذا أول سبب، أمّا السبب الثاني هي أنها تدرك أنها بداخلها قد اهتزت لمجرد سماعه ينطق بتلك الكلمة، توسله اياها أن يتزوجها كان كحلم تحول حقيقة بنطقه لتلك الكلمات!!

أنت تقرأ
دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملة
Roman d'amourحاصلة على المركز الأول في #تنمر #اجتماعية #نفسية #سادية بتاريخ ٥ فبراير ٢٠٢١ المركز الأول في تصنيف #مرض بتاريخ ١٣ فبراير ٢٠٢١ كان قاتماً بماضٍ مؤلم أستعاد نوره بعشقٍ جديد ولكن ماذا لو أن هذا العشق كاذباً حتى الثُمالة؟! ماذا سيفعل رجل أعتاد أن يقسو...