- ۹ -

39.9K 1.2K 103
                                    

- الفصل التاسع -

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢


"البداية هى نصف كل شىء"

أثير عبدالله النشمي 

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢


"اتفضلي" ابتسم إليها تلك الإبتسامة التي حاول بكل ما أوتي من سيطرة على أعصابه وبكل طرقه الملتوية أن تبدو حقيقية لتومأ له فيروز بوقار ثم دلفت خطوتان داخل منزله لتنظر بالأرضية بتركيز ثم أكملت حديثها بالهاتف

"والله اللي يشوفوه بقى، بس أنا مش حابة فكرة مكان بره، نخليه في البيت الأول وبعد كده ممكن ساعة الخطوبة نعلمها في المكان اللي يختاروه" شعرت بنظام حراسة من نوعاً ما يُصدر تكتكة ثم صوتاً تبعه في الباب نفسه

"بت انتي كويسة؟" سألتها هبة من الطرف الآخر من المكالمة

"آه جداً أنا موافقة على الإقتراح ده" شعر بالإنزعاج لعدم إكتراثها به ليقف أمامها يتفقدها وهي تنظر بالأرض في تركيز وأخذ يتطلعها لينزعج أكثر من تلك الملابس الواسعة التي ترتديها فهي تحول بينه وبين اكتشاف المزيد منها..

"طب تقصدي يعني انتي عنده دلوقتي ومش عارفة تقوليلي؟"

"أيوة أيوة، بالظبط كده"

"طيب انتي فيه حاجة مضايقاكي أكلم الراجل اللي اسمه بدر الدين؟"

"لا خلاص بقى سيبيهم براحتهم ويختاروا اللي همّ يحبوه.." أخبرتها بينما حمحم شهاب في هدوء "يالا هاكلمك تاني.. سلام"

أنهت المكالمة بينما رفعت رأسها لتنظر إليه ليقابلها بداكنتيه اللامعتين وابتسم لها إبتسامة مخادعة أدركت عن طريقها مراوغته وكذبه ولكنها لن تدعه اليوم إلا بتحول شامل في علاقتهما.. إما أن تكسب ثقته بالكامل وإمّا أن تنهي هذا الأمر الذي أصبح سخيفاً للغاية..

"اتفضلي" أشار لها بيده يميناً نحو أريكة ضخمة عصرية للغاية لتسير نحوها وعملت أن تسير بجانبه فهي لا تحبذ حملقة الرجال إلي جسدها أبداً بطريقة لا تليق..

"معلش كنت بكلم هبة علشان ترتيبات قراية الفاتحة وكده"

"ولا يهمك"

جلست ليجلس هو الآخر على مسافة مقبولة منها لتستكشف المكان بأكمله بنظرة سريعة لم تطل بها.. رخام أبيض لم تره بحياتها من قبل، كل شيء أبيض، لامع، نظيف، مُرتب، أين كل شيء على كل حال؟!

لا يوجد سوى تلك الأريكة العملاقة احتلت الركن الأيمن من المنزل أو ربما هي صالة الإستقبال ليس إلا وأمامها منضدة عصرية، بضع إطارات خشبية تحمل صور أو رسومات لفن تشكيلي من نوع ما، أضواء كثيرة لا تدري من أين تأتي، على يمينها ويسارها ستارتان من لون غريب لم تتعرف عليه، ليس بأبيض ولا ببني، هذه هي المرة الأولي التي ترى بها مثل ذلك اللون..

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن