- ٦٤ -

29.6K 1K 113
                                    


تم النشر على الواتباد بتاريخ ٣ فبراير ٢٠٢١

- الفصل الرابع والستون - 

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

~ وقف ملحد أمام السماء وقبض على ساعته متحديا صاعقة الموت، وقد منح ربه مهلة ربع ساعة، وبات ينتظر. إنها لفترة ملؤها أشد غضب وأفظع لذة، إنها لقحة بدايتها تناهي اليأس تحتك بقوات السماء..

 وهل كان ذلك الرجل إلاّ مخلوقًا شقيًا يتململ تحت الأرجل التي تركله؟ وهل كان صوته إلاّ نداءً هائلاً تدفع به المحن والآلام؟

 ومن يدري؟ لعل هذا التحدي الموجه إلى السماء كان في عين من ينفذ إلى خفايا القلوب نوعًا من الصلاة..

(ألفريد دي موسيه - اعتراف فتى العصر)

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

جلست في صمت بعد أن انهت حديثها إلي أُسرتها وإلي "هبة"التي كلما تذكرت أسئلتها إليها التي بالطبع تكذب بأغلب اجاباتها شعرت بمدى غبائها عندما تسرعت ووافقت على الزواج منه!

لا تدري كيف تُفسر ما فعلته.. أهي الوحدة والإحتياج؟ عشق شديد للغاية؟! أهذه هي الأسباب التي جعلتها تندفع بمنتهى الغباء ونست كل ما تعلمته في حياتها وذهبت لتوافق على الزواج منه؟

أهو حقًا يُعاني من اضطراب بعد الصدمة مثل ما قال ذلك المُعالج أم انه يدعي كل ذلك؟ لم تعد تشعر بالثقة نحوه.. هل يريد حقًا العلاج هذه المرة؟ هو من بدأ في نفسه وغير المعالج القديم الذي ذهب له قبل زواجهما، ولكن هذا ليس كافيًا أن تصدقه مرة ثانية!

ما الذي تفعله؟ أتريد أن تراه أفضل وتعطي له الفرصة أم تريد الهروب تماما وتحصل على الطلاق منه؟ يا ليت "معاذ" اجابها في نفس الوقت الذي ارسلت له بتلك الرسالة! على كلٍ ربما بعد عدة أيام ستجد أن الإجابة قد أُرسلت إليها وستستطيع أن تستخدم التطبيق مرة أخرى!

لا تدري اتريد الفرار.. المسامحة.. النجاح في هذا الزواج الذي لُعن بين ليلة وضحاها.. ربما تريد أن يصبحا أفضل.. الإلتزام بتلك الجلسات!! العديد من الأفكار تلوح بعقلها ولم تعد تدرك كيف لها أن تختار وكل قرار مما تُفكر به قد يؤدي إلي كارثة حتمية!

شعرت بالتشتت والحيرة الشديدة.. لم تلحظ أنها تنحدر معه ليصلا سويًا إلي تلك الهوة العميقة التي لا مفر ولا منقذ منها.. هو مضطرب وبشدة وقد جذبها معه إلي عمق سحيق من القتامة التي لا ينبثق بها ولو شعاع نور واحد!

استمعت لطرقات على باب الغرفة ثم ظهر هو عندما دخل يحمل كوبان من القهوة التي رآت تصاعد ادخنتها الساخنة فنظرت له بلمحة سريعة وقد أعطاها واحدًا من اقنعته المتعددة التي لا نهاية لها ولكن هذا القناع كان بلا مشاعر تُقرأ!

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن