- ٧٥ -

36.3K 879 201
                                    

تم النشر على الواتباد بتاريخ ١٠ مارس ٢٠٢١

- الفصل الخامس والسبعون -

من المفترض أننا أنهينا الدهشة منذ زمن وصار كل شىء قابلاً للتصديق ..

( أحمد خالد توفيق، زغازيغ)

اكمل طريقه وأوشك أن يغيب عن عينيها وهو يعيد بكامل رأسه ما حدث بينهما منذ هنيهة، هل تخدعه أم يود عقله أن يُقنعه بذلك؟ هل كانت صادقة بقُبلتها تلك أم هي تستدرجه إلي شيء لا يعرفه؟ لربما هي تحاول أن تفعل، ولكن ما بال تلك الأيام الماضية التي لاحظ تغيرها بها؟ 

تحاول أن تراه، تهتم بمظهرها، تتحدث له عكس الأيام السابقة، واليوم تناولت الطعام معه! ما الذي تريد الوصول إليه؟ ما الذي تريد فعله هذه المرة؟

توقف عن أخذ الخطوات.. التفت وتلاقت اعينهما.. هو بما يملكه من نظرات ادركت الآن انها تُصيب أي شخص بالتردد من التعامل مع رجل مثله، وهي بنظرات لم يتضح بها أي معنى، مثل لون عينيها الذي لم يعرفه يومًا.. لم تعد تنقل عينيها مشاعرها مثل ما كانت تنقلها يومًا ما! أم هو لم يعد قاجرًا على توقعها وأصبحت قدراته مهترئة عكس ما كان عليه.. هو لا يعرف أو ربما لا يود أن يعرف..

عاد من جديد واقترب نحوها مضيقًا عينيه وتسائل بسخرية:

- انتي بتحاولي تعملي ايه؟

تفقدته لبرهة بحصافة، لن تعيد اخطائها بنفس السذاجة معه.. تهادى عقلها لتجيبه مبتسمة بسخرية:

- اجابتك في سؤالك.. بحاول! 

ابتسم لها هو الآخر بنفس طريقتها وكأنه مرآة تعكس ملامحها ليُصبح كلاهما غير متوقعان فتحدث بتهكم ونبرة إخبارية:

- أنا ممكن أكون بحبك، بس مش ممكن أبدًا أكون غبي.. 

جملته تحوي معانٍ خفية، يقول أنه لن ينخدع، ولكنها لن تقبل سوى بخداعه.. ستنجح في هذا على الأقل، فلقد صممت يومًا ما أن تُعالجه وفشلت ولن تفشل من جديد وستنجح بإبتعادها عنه! 

اقتربت نحوه بخطوتين تجاهه ورفعت احدى حاجبيها وهي تعقد ذراعيها ثم همست في تساؤل كلاهما يعلمان الإجابة عنه:

- مستغرب إني سيبتك تقرب مني؟.. أو مش سيبتك.. خلينا نتكلم بصراحة.. أنا اللي طلبت قربك! شهاب اللي كان بيجري عليا في لحظة وهو بيحاول يقرب مني فجأة اقوله ارجع البيت يقولي سيبيني كام يوم افكر! دي أنا مكنتش اتخيلها أبدًا بس حصلت.. 

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن