تم النشر على الواتباد بتاريخ ٣٠ أغسطس ٢٠٢٠
- الفصل السادس -
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
إن الماضي دوامّة، إذا تركته يسيطر علي لحظتك الحالية سيمتصك ويجرفك
(إليف شافاق - قواعد العشق الأربعون)
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
ارتشف قهوته وهو يُعيد داخل رأسه كل موقف حدث اليوم معها، منذ أن رآها تهرول خلف أختها إلي كلماتهما منذ قليل، وإلي الآن لا يدري ما الدافع خلف إقترابها منه، ولا يدري ماذا تريد تلك المرأة الغريبة!
لا تعامله مثل الفتيات الثريات ولا تحاول أن تجذبه بمفاتنها، تتمسك بالقيم والعادات بل والدين لتشابه أي إمرأة عادية في مثل هذا المُجتمع المتخلف، ملله أصبح لا يُطاق، وتلك الشخصية الجديدة التي حاول أن يُظهرها أمامها هي ليست سوى طُعم لمعرفة ما تُخفيه وما تُريده..
ولكن تبدو ليست بالسهلة أبداً، وما أزعجه أكثر هو تدخلها الذي لم يغفل عنه في حياته! ماذا تريد من وراء سؤالها له عن أصدقائه وعائلته وعن إرتباطه العاطفي؟
زفر في تأفف وهو يُعيد تذكر كل ما حدث منذ أمس إلي الآن ليجد نفسه ينزعج عندما تذكر تجمع والديها معها ليتناولوا الطعام، ابتلع في مرارة وانزعجت ملامحه كثيراً عندما ذكره ذلك الموقف بما تمناه يوماً ما ولم يحصل عليه..
"ماما أنتي كويسة؟" سأل شهاب والدته التي تبدو وأنها ليست بخير على الإطلاق
"آه يا حبيبي" بالكاد أجابته وهي تجر قدميها بصعوبة حيث المطبخ لتصنع له أي طعام قد تجده لتقف أمام مبرد الطعام الذي لا يتواجد به سوى رغيفين من الخبز وبعض الجبن التي لا تعلم ما إن كانت صالحة للإستخدام لتخرجهما وهي تحاول صنع شطيرتان وبالرغم من علمها أن ذلك لا يكفي طفل في عمره ولكنها وقتها لا تملك سوى ذلك القليل
"بس انتي شكلك تعبان" همس وهو يتفقدها ببراءة
"هاروح للدكتور النهاردة حاضر" أخبرته وبداخلها تعلم أنها تكذب عليه
"طب هاتروحي امتى علشان اجي معاكي؟"
"هتكون يا حبيبي في المدرسة والدكتور موجود الصبح بس"
"طب بابا هيروح معاكي؟"
"آه هياخد إذن من الشغل ويجيلي.. يالا عملتلك السندويتشات.. ركز يا شهاب في الفصل في كل كلمة بيقولها المدرسين علشان تبقى شاطر وتعرف تحل كويس في الإمتحانات، ولما تكبر تاخدني توديني لأحسن دكتور في الدنيا"

أنت تقرأ
دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملة
Romanceحاصلة على المركز الأول في #تنمر #اجتماعية #نفسية #سادية بتاريخ ٥ فبراير ٢٠٢١ المركز الأول في تصنيف #مرض بتاريخ ١٣ فبراير ٢٠٢١ كان قاتماً بماضٍ مؤلم أستعاد نوره بعشقٍ جديد ولكن ماذا لو أن هذا العشق كاذباً حتى الثُمالة؟! ماذا سيفعل رجل أعتاد أن يقسو...