- ٤٧ -

34.8K 1.1K 156
                                    

تم النشر على الوتباد بتاريخ 17 ديسمبر 2020

- الفصل السابع والأربعون - 

~ حين أظنني رحلت إلى النوم يظل جزء مني يتابع حياته السرية ، مسكونا بك ، ممعنا في حبك ويوقظني عند الفجر بضربة من فأس الشوق ، في منتصف رأسي ، أهو صداع ..؟ أم تصدّع في روحي ..؟!

غادة السمان

الجمعة.. الخامس عشر من نوفمبر .. الخامسة والنصف صباحًا..

شهقت خلال نومها ثم نهضت لاهثة بشدة ثم نظرت حولها لثوانٍ لتتأكد أنها لا تزال بغرفتها.. أخذت أنفاسها اللاهثة في الهدوء شيئًا فشيء وهي تمسح على وجهها وحاولت أن تتناسى ذلك الكابوس الغريب.. 

لا تدري ما الذي يحدث معها منذ أيام، وجهه أصبح يداهمها في كل احلامها، أغلب الأوقات يكون حُلمًا جميل هادئ، ومرة تخلل أحلامها قُبلات بريئة، أما هذا الكابوس المرعب الذي رآته للتو فان جديدًا تمامًا..

لُعن عقلها الباطن.. ولُعنت تلك الحالة الغريبة من المراهقة التي فجأة تذكرتها لتتركها في دوامة أحلام لا نهائية به هو وحده.. هي تعلم جيدًا كيفية عبث عقلها معها عندما يكون لديها موعدًا هام.. إمّا انعدام النوم وإما كوابيس مُزعجة!! حسنًا.. لك هذا أيها العقل السخيف..

تفقدت الساعة بهاتفها لتجدها الخامسة والنصف صباحًا فتنهدت في انزعاج، تعلم أنها لن تتذوق النوم بعد أن استيقظت الآن.. عليها إذن الشروع في بدايته على كل حال.. 

توجهت لتتناول بعض المياة وصنعت كوبًا من القهوة وتركته حتى تهدأ سخونيته وتوجهت للحمام حتى تتوضأ وتُصلي ودعت كثيرًا أن تنتهي من اليوم دون خسارة فادحة.. فهي بالكاد احتملت تلك الأيام الماضية!

أمسكت بكوب قهوتها وتوجهت للمرة الآلف لتتفقد تلك الورقات التي تحمل رسائل منه منذ يوم ميلادها، إلي الآن لا تستطيع أن تتملك الشجاعة حتى ترى ما الذي كتبه بها.. هي فقط ليست في حاجة للوقوع في عشقه أكثر! لا تريد أن تبكي من جديد وهي تُفكر به، بملامحه، بكل ما حكاه لها في تلك الجلسات وغيرها، ليست في حاجة لمزيد من وسائل التعذيب التي تتركها في حرب مع كلتا يداها بأن تجذب احداها الهاتف كي تُحدثه!

لن تُنكر أنها بالأيام الماضية شعرت بالراحة، استعادت حياتها مع اصدقائها وأسرتها، اعترفت بمنتهى السهولة إلي "هبة" بوقوعها في عشقه، ويا لها من ردة فعل لا تستطيع نسانها.. وجدت نفسها تبتسم بسخرية عندما تذكرت ذلك اليوم..

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن