- ١٩ -

40.5K 1.2K 66
                                    

تم النشر على الواتباد بتاريخ ١٥ سبتمبر ٢٠٢٠

- الفصل التاسع عشر - 

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

احذر لان كل الشرور التى عرفتها فى الدنيا خرجت من هذا الكهف المعتم. تبدأ فكرة و تنتهى شرا :انا على حق و رايى هو الافضل، انا الافضل اذا فالآخرون على ضلال.

(بهاء طاهر)

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢


جلسا كليهما بصمت شديد داخل سيارة شهاب الذي لم يتحدث إليها بجملة مفهومة سوى استفساره عن طريق المشفى الذي تتواجد به هبة.. عدا ذلك لا شيء، لا كلام، لا حديث.. فقط أنفاسه المنتظمة الهادئة وتنهيداتها التي تعبر عن تفكير عميق لا يستطيع التوقف برأسها..

أين إعتذاره؟ إلحاحه؟ حديثه؟ تغزله بها الذي صدته؟! أين ذهب كل ذلك؟! هل هذا فقط بسبب رؤيته لإياد وأسما أم هناك المزيد في رأسه.. كما أنها ليست مستعدة أبدًا أن تكون في وضع من يسترضيه، فهو من أخطأ معها وليست هي.. 

"أخبار المستشفى إيه صحيح؟" ألتفتت له بملامح استفسارية بحتة 

"تمام.. تحبي تروحي تشوفيها؟" اجابها ثم سألها مقترحاً دون أي ملامح تستطيع قرآتها 

"ماشي.. نطمن بس على هبة وممكن نتفق نروح في يوم" أومأ لها بالموافقة دون أية تعابير ظاهرة على وجهه لتشعر فيروز بالريبة ثم عادت لتتذكر تلك الأوجه، كان دائماً ما يتظاهر بها في البداية..

ربما غضبه بعد ملاقاة إياد وأسما كان أكثر مما تعتقد هي ولكنه بمنتهى الذكاء تحكم به، ماذا لو طرقت على غضبه واستفزته؟ هل وقتها سيُعمى من كثرة الغضب أم سيتحكم بهدوءه؟

ربما هذا تفكيراً أحمق من قِبَلها! لا ليس ربما، بل بالتأكيد هذا تفكيراً في منتهى الحماقة.. حسنا.. إذا تركته ليظن أنها على علاقة بإياد وأسما لن يستبعد أنها تعرف كامل العائلة بأكملها، سيعود للشك مرة أخرى، سيرتاب في أمرها.. وسيريد الإنتقام أو معاقبتها أو ليسميه مثل ما شاء.. ولن يأتي هذا الإنتقام إلا برؤيتها والتواجد معها..

لا تستبعد أنه يريد استدراجها مثل بقية النساء، كما لاحظت أنه منجذب إليها بمرضيته السيكوباتية في أن يرى إنعكاس جاذبيته بأعين النساء وهذا ما لا يجده بها.. لا تستبعد أنه يريد أن يفعل بها مثل ما فعل مع غادة أو ميرال!! لا تستبعد ساديته وهوسه بتعذيب النساء، ولكن ليس معها.. تقسم أنه لو حاول حتى أن يلمس شعرة واحدة لن تتردد في كسر يده!!

دفعها تفكيرها لتتذكر محاولته في تجفيف دموعها التي انتهز بها حالة الحزن واللهفة التي كانت بها، لو كانت فقط في وعيها وبموقف غير الموقف لكانت كسرت تلك اليد!

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن