تم نشر الفصل على الواتباد بتاريخ 29 يناير 2020
الفصل الثاني والستون
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
~ رنّ صوتي في صمت الغرفة الضيقة .. أخذته الأحجار المقوسة و حولته إلى صدى غريب .. صوت مهزوم لا ينتمي إليّ .. عاجز عن الحب و عن مواصلة الحياة..
و ها هو ملجئي الأخير .. تلك الغرفة الشبيهة بالقبو .. أبحث فيها عن أي نوع من التواصل .. و حياتي شذرات متفرقة .. تخضع للمصادفات العمياء و الحوادث العارضة ..
من حب إلى فراق.. و من قسوة إلى يأس ..
( محمد المنسي قنديل- انكسار الروح)
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
تفقدته بينما انتظرت أن تقوم "كلوديا" بالرد على المكالمة لتجد محاولاته في التنفس تتعالى في الصعوبة ليتعالى قلقها وفزعها مما يمر به، هي لا تدري كيف عليها التصرف وهي وحيدة معه دون أي مُساعدة تُذكر!
استمعت فجأة لصياح بالإيطالية لم تفهم منه شيء:
- أيها الوغد!! أين أنت؟!
حمحمت ثم هتفت في لهفة وهي تتحدث لها في توسل بالإنجليزية:
- كلوديا.. أنا فيروز.. نحن هنا في منزل شهاب بكاتانيا.. هو مريض، لديه جميع أعراض كوفيد وبالكاد يستطيع التنفس.. هل لكِ أن تساعدينا؟!
آتاها الرد سريعًا:
- وهذا عقاب من يتزوج من خرقاء.. حسنًا سأتصرف!!
ضيقت "فيروز" ما بين حاجبيها في تعجب مما استمعت له وهي ترمقه لتجد أن حالته تزداد سوءًا ليُأتيها تمتمة من جديد بالإيطالية بلهجة ساخرة:
- أسوأ عاصفة تهب عند الحصاد.
استمعت لإنهاء المكالمة بينما نظرت بشاشة الهاتف للتأكد فوجدت بالفعل أن المكالمة انتهت لترفع عسليتيها نحوه وتلمست جبينه لتجد أن حرارته تزداد فحاولت من جديد أن تُغير تلك الكمادات وسعلت هي الأخرى لثواني بينما وضعت تلك المنشفة الباردة فوق جبينه وكادت أن تخفض يدها ليُمسك بها ونظر لها بأعين مُرهقة ثم همس في مشقة بين لهاثه:
- أنا آسف.. آسف على كل حاجة!
رمقته في حُزن وقلة حيلة ثم نهضت لتبتعد عنه في محاولة منها للسيطرة على تلك المشاعر التي غزت وجدانها لا تدري هل هي الإنسانية لمجرد رؤية إنسان مريض.. التعاطف الشديد من أجل رجل قد ربما تنقضي حياته بعد عدة لحظات..
أم من أجل رجل وزوج عشقته بشدة قد أنالها الخذلان والقسوة والآن لا تستطيع أن تسامحه حتى ولو ذرف بدلًا من الدموع دماء!!
حتى ولو كان الموت يطرق على باب حياته.. لم يعد هناك بداخلها قدرة للمسامحة على كل ما فعله بها..
تستمع لصدى أنفاسه اللاهثة وهو يحاول انتشال بعض الهواء إلي رئيتيه.. تخلف له ظهرها كي لا تتملكها الشفقة نحوه من جديد وهو يصارع المرض الذي قد يؤدي به إلي موت محتوم.. تحاول وتثابر بشق الأنفس وسط أوجاعها الجسدية والنفسية ألا تنظر له، تحاول ألا تتملك تلك المشاعر منها.. لأنها ببساطة تعلم جيدًا أنها لو نظرت إليه نظرة واحدة فقط ستتلاشى قدرتها على التحمل!

أنت تقرأ
دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملة
Romanceحاصلة على المركز الأول في #تنمر #اجتماعية #نفسية #سادية بتاريخ ٥ فبراير ٢٠٢١ المركز الأول في تصنيف #مرض بتاريخ ١٣ فبراير ٢٠٢١ كان قاتماً بماضٍ مؤلم أستعاد نوره بعشقٍ جديد ولكن ماذا لو أن هذا العشق كاذباً حتى الثُمالة؟! ماذا سيفعل رجل أعتاد أن يقسو...