- ٤ -

72.7K 1.5K 252
                                    

تم النشر على الواتباد بتاريخ ٢٨ يونيو ٢٠٢٠

"آسفة، أتأخرت عليك" ابتسمت له ليتناسى تماماً انها لم تأتي لتلك الأيام ولم تتحدث له، فقط رؤيتها تُمثل له كل شيء بتلك الحياة 

"لا خالص" بادلها الإبتسامة وهو ينظر إليها في عشق 

"معلش أصل الكام يوم اللي فاتوا كنت مع بابا وماما في فـ"

"غادة، مش لازم تعتذري، أنا مقدر" قاطعها لتتوسع ابتسامتها 

"بجد يا شهاب أنت جميل اوي، كل مرة تثبتلي إنك احسن مني" 

"مفيش حد في الدنيا دي كلها احسن منك" ابتسم إليها ونظرات الإعجاب الشديدة تنساب من عينيه إلى خاصتيها لتغتر هي أكثر بنفسها بعد أن سمعت كلماته "اتفضلي" أفسح لها الطريق لتدلف وهي تنظر تلك الغرفة التي يتشاركها مع احد ولكنها لا تعلم كيف يعيش شخصان بغرفة مقسمة لمطبخ وحمام وكذلك هناك سريران وكل ذلك بمساحة لا تقارب حتى غرفة نومها، بدون الحمام!

"ممم، كتفك عامل إيه دلوقتي؟ بقيت احسن؟" حمحمت بعد أن شعرت بالتقزز من ذلك المكان الذي لم تتصور أنها قد تتواجد به أبداً

"احسن من الأول" مالت رأسه يساراً قليلاً ولم يستطع سوى أن ينظر لها وهو يتفقد ملامحها التي يتمنى أن لا يرى سواها "تحبي تشربي حاجة؟" سألها بعد فترة من الصمت لتومأ له 

"ميرسي يا شهاب"

"مش عزومة مركبية على فكرة" ابتسم إليها لتبادله 

"عارفة، بس مش عايزة اتعبك" أقترب منها وهو ينظر لها ملياً ثم همس

"أنا مبسوط إني شوفتك النهاردة" نظرت له بعينين تتفحص داكنتيه وابتسمت له بدلال 

"كان لازم اجي علشان اشوفك واطمن عليك، وبردو مفيش حد احسن منك ممكن يلحقني في الإمتحان الجاي" 

"متقلقيش، هنخلص كل حاجة النهاردة" توسعت ابتسامته وقد راقه تملقها له ولكنه وقتها أخذها بمحمل آخر تماماً.

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

"آسفة، أتأخرت عليك" أخبرته بحيوية تفيض من عينتين تأكد تماماً انهما تشابه الزمرد بينما أنهى هو مكالمته الهاتفية دون أن يتفوه بكلمة لتتنهد فيروز وهي تنظر لملامحه الجامدة التي لم تستطع قراءة أية مشاعر بها "أصل، أنا لما بشوف الأطفال بنسى كل حاجة وبفضل قاعدة معاهم، وكان فيه بنت مامتها بتشتغل هنا و"

"اسمعيني كويس" أخبرها بتحذير مقاطعاً "أنا مش فاضي لشغل الهبل بتاعك ده، واتعلمي تاني مرة لما حد يسمحلك بوقته ويفضيلك نفسه إنك تحترميه، صلاة إيه وبنت إيه!" تهكم بجملته الأخيرة ولم يقصد الإستفسار ثم رمقها بتقزز والتفت ذاهباً لينفرج فمها رغماً عنه لتتبعه مسرعة 

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن