- ٢٣ -

38.7K 1.3K 107
                                    

تم النشر بتاريخ ٢١ سبتمبر ٢٠٢٠

- الفصل الثالث والعشرون - 

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

لست ادري ما السبب وراء نوم العقل وغفلته عن كل ما هو غير اعتيادي اثناء القرب ممن نحب .. لا نلاحظ تصرفاتهم .. ولا نفكر فيها او نحاول ايجاد تفسير لها الا في بُعدهم عنا .. اننا نجد في البعد فرصة لمراجعة سلوك من نحب .. كما ان قربهم في حد ذاته .. ولانه يشكل ضرورة يعمينا عن النظر الى اي شيء آخر مهما بدا واضحاً

( سعود السنعوسي )

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

زفرت في ذعر، هو لم يقتلها.. إذن كان يستخدم احدى أساليب التأثير النفسي عليها، هل يعلم إحداها؟ أم هي مجرد حيلة من الحيل التي تعلمها!! 

نظر إليها في استمتاع شديد، ها هي أخيرا خائفة مرتعدة أسفل عينيه، شعرها يُجذب وهي جالسة كالعصفور الصغير الهش الذي لا يعرف كيفية التحليق بعد.. شعور رائع.. خوفها وملامحها.. تلك الإرتجافة التي سرت بجسدها سببت له المزيد من الإستمتاع..

جذب شعرها أكثر وهو ينظر بعينيها، هي لم تعد خائفة إذن.. تلك النظرة بعينيها لا تعني سوى الشجاعة وعدم الإكتراث! أتتحداه؟! كيف لها وهي من أوشكت على الموت منذ ثواني! أليس هناك نهاية لجسارة هذه المرأة؟

عليها أن تحسب حركاتها جيدا.. أين ما علمها ماهر؟ أين سنوات التدريب؟ تعلم كيف تتغلب عليه بمنتهى السهولة.. نعم.. لو أظهرت المزيد من الضعف والخوف والذعر سيستمتع هو وسيُعيد ما يفعله مرارا وتكرارا حتى يجدها بذلك الخوف ليستمتع بداخله المريض.. حسنا.. 

يده تحمل السلاح الفارغ ولا تزال موجهه لرأسها، الأخرى تجذب شعرها.. منحني ينظر لها، لماذا ينظر لها هكذا؟ نظرته لم تعد مخيفة مثل السابق.. إذن قد هدأ، يظن أنه يستمتع بفعلته.. يظن أنه حقق انتصارا بهيمنته عليها.. ستريه إذن!

 ثني يده التي تحمل السلاح بإمسكاه جيدا من منطقة ساعده والضغط عليها ثم أخذ السلاح منه لإسخدامه لضربه به على رأسه، ستسبب له بعض الدوار وعدم الإتزان، ثم عليها أن تلكمه بأنفه سريعا حتى تُدمي كي يتحسسها بيده التي لم يُصبيها الضرر وهي اليد التي تجذب شعرها بقوة.. وكل ذلك يجب أن يتم في أقل من ثانية واحدة.. وفعلتها بلمح البصر وكانت ردة فعله مثلما توقعت تماما.. 

ها هي حرة ولم تغادر مقعدها بعد.. كانت تدافع عن نفسها.. اما الآن فلتلقنه درسا صغيرا على إحضاره لها بتلك الطريقة الشنعاء.. ركلة بمنتهى القوة بين ملتقى ساقيه.. لا فلتحاذر.. اهدأي.. لا تبالغي معه بالعنف وإلا سيعيده لك أضعافا مضاعفة.. هي تعلم تلك الشخصيات جيدا

نهضت ثم نظرت إليه وملامح الغضب والعصبية تتحكم بملامحه ثم نظرت إليه بإحتقار وتوجهت بعيدا عنه وهي تتفقد بعينيها أين باب ذلك المنزل، منزل آخر.. كم يملك من المنازل على كل حال؟ هي حتى لا تعرف أين هي!

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن