- ٧٩ -

25.3K 1K 203
                                    

تم النشر على الواتباد بتاريخ 14 مارس 2021

- الفصل التاسع والسبعون -

ماتت.. تعني انهيار الحياة

ماتت.. كلمة تأتي من الأعماقتحمل معها أنفاس الألم الحقيقيماتت.. هي التلاشيهي الخواء العاجز والشامل

(ماريو بينديتي - الهدنة)

لن تنهار، لن يملك قلبها الشفقة، لن تُعاتب.. لن تبكي، لن تشعر بالآلم، لن تفعلها الآن، ستهزم تلك المشاعر ولن تستمع إلا لصوت العقل المجرد.. لقد حرمت على نفسها أن تستجيب لأي شيء.. ستُكمل الطريق الوعرة وستُكمل ما أرادته.. ستتشبث بضراوة وبكل ما تبقى بداخلها من قوة بآخر فرصة لها بالحياة.. ستصل إلي نهاية الطريق ولن يوقفها أحد.. ليس من اجله ولا من أجلها بل من أجل جنينها فحسب!!

ابتلعت العبرات التي تكونت بمُقلتيها وهي تحارب نفسها ألا تتأثر بصوته الصارخ بالداخل وأقسمت على أن تكون قوية حتى النهاية وأجبرت نفسها على سماع المزيد عندما صاح بصوته:

- أنت كداب! هي مماتتش.. فيروز دايمًا بتصحى.. انت كداب.. دي حركة انت عاملها عليا بس! 

لم يُصدق تلك الكلمات التي رُصت في توالي جعله يشعر بالقهر وهو يقرأ على تلك الورقة المنسوخة من الأصلية ما يُفيد بوفاة "فيروز أحمد عبد الحي".. زوجته بسبب نزيف ادى إلي إجهاض! 

ابتعد "معاذ" عنه ليقف ناظرًا له بإحتقار ليُحدثه بنبرة امتلئت بالإشمئزاز:

- حاولنا نبعدها عن المرايات.. مكنتش متوقعة اللي هتشوفه.. بعد ما قالت انها سمعت اللي حصل قبل ما تضرب بالنار، وللأسف كانت سامحتك.. بس لما شافت الفضيحة مع منظرها طلبت اننا نبعد عنها وتاني يوم الصبح لقيناها ميتة! 

نظر إليه يتفحصه بأنفاس متسارعة ليضيق نظره وإلي الآن لا يُصدق أي من تلك الكلمات ليستطرد الأول حديثه:

- كل البلد شافتك وانت بتعذبها، عريانة من غير هدومها.. اخواتك مش عارفين يودوا وشهم فين من الناس! أنت دمرت كل اللي حواليك! 

ابتلع وهو يتريث ليقرأ الصدمة بملامحه ليحاول أن يستعطفه قليلًا:

- كانت فرحانة اوي بالحمل.. بس الصدمة بعد ما بقت تريند البلد كلها كانت صعبة اوي عليها! كانت بتقول إنك هتتعالج وهتخرج من كل التهم دي وحتى قالت لأخوك يجبلك محامي.. بس يوم ما ماتت مفيش حد وقف جنبك ولا فرقت معاه.. حتى أمك وأخوك! 

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن