- ٨٠ -

23.5K 964 99
                                    

تم النشر على الواتباد بتاريخ ١٧ مارس ٢٠٢١


- الفصل الثمانون -

إذا كانَت البدايات وحدها جميلة، دعنا نبدأ مجددًا، دعنا نبدأ مرارًا وتكرارًا، دعنا لا ننتهي أبدًا، دعنا لا نتوسط ولا نتعمق ولا نمل فننتهي، دعنا نبدأ ثُم ننسى أننا بدأنا ونعيد البداية، وننسى إلى اللا نهاية.

(أسما حسين)

أطلقت زفرة مطولة والقشعريرة قد طغت من جديد على جسدها بأكمله، لقد انتظرت كثيرًا من أجل هذه اللحظة، كانت تظن أن هذا اليوم لا يأتي أبدًا ولكنه قد آتى أخيرًا..

تفقدت تلك الأعين أمامها وهي تنظر إليها، ترى الخوف والحُزن، تقرأ تلك المشاعر الفطرية بأعينهما التي لا تستطيع الكلمات وصفها في هذا اللحظة خصيصًا ولكن أكثر ما رآت بأعينهما كان السعادة المُطلقة من أجلها!

تقدم نحوها ليُقبلها مجددًا من رأسها والآخر أخذ بيدها يُقبلها ليُحدثها زاجرًا عندما رآى بريق العبرات يتلألأ بزرقاويتيها:

- خلاص اتفقنا بقى مفيش عياط.. وانت امسك نفسك ومتخليهاش تعيط!

تحدث لكلًا من اخته ووالده الذي حاول أن يدعي الصلابة بمشقة ثم عاد ليهمس لها بإبتسامة وصوت متحشرج بالبكاء:

- جاهزة!

أومأت "سيدرا" له بإبتسامة وهي تحاول أن تمنع نفسها عن البُكاء ولم تُصدق أنها اخيرًا سيتحقق حلم حياتها بالزواج من "أدهم" الذي دام عشقهما منذ أن كانا طفلين..

مد "سليم" ساعده لتُمسك به وكذلك فعل "بدر الدين" لتُمسك به كذلك واتجهت معهما سويًا كي يبدأ الجميع مراسم حفل زفافها..

لم يكن الأمر هينًا عليه، في تلك اللحظة تحديدًا، وهو يشعر وكأنه وصل إلي نهاية حياته بفعل تلك الصغيرة التي يعشقها، لم يكن يظن أنها ستجعله يدرك الكثير من معنى أن تكون أبًا لفتاة، معنى أن تكون والدًا في المُطلق..

عندما دخل "سليم" حياته كسب صديقًا قبل أن يشعر بأنه أبًا.. ويعلم أنه ربما لم يكن لها الوالد مثلما كان "سليم" لها ولكنها هي الوحيدة التي عندما انجبها قد أخذت آخر ذرات خوفه لتبددها بعيدًا وأخذت تبرهن له عبر السنوات أنه يستطيع أن يكون والدًا دون أن يتوجس من أن يفشل مع ابناءه!

توجه ثلاثتهم وهم يهبطون ذللك الدرج الذي صممت على أن تتم أولى مراسم زفافها عليه، لقد كانت تريد حفل زفاف اسطوري كأحدى الأميرات.. ولقد كان بالفعل..

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن