- ٥٨ -

39K 949 177
                                    


تم النشر على واتباد بتاريخ 20 يناير 2021

الفصل الثامن والخمسون

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

~ من ألف عام ..
عشت أحلم أن أري امرأة..
تعربد في كياني .. كالزلازل..
وتطير في بستان عمري كالفراشة..
عندما تغفو علي صدر الجداول..
ابني لها عشا علي العينين..
أسكنها ضلوع القلب ..
تكبر في عيوني كالسنابل..
وأعود عصفورا أغني الحب..
لحنا للحيارى..
أكسر القضبان حولي .. والسلاسل..
الآن يا عمري ..
دعيني كي أنام علي جفونك ساعة..
إني أري خلف الجدار ..
فحيح جلاد .. وقاتل..

(فاروق جويدة)

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

الرابع والعشرون من فبراير عام 2020..

الثالثة صباحًا..

استيقظ وهو يفتح عينيه ليجد أنه لا يزال معانقًا اياها فرفع نظره إليها وارتسمت ابتسامة على شفتاه لم يكن يُدرك أن مشاعره هي التي تحكمت به وجعلته يفعلها..

ابتلع وهو يحاول أن يُنحي احساسه بالظمأ جانبًا وتفقدها بعينتين مُسبلتين.. نظرة عشق لم ينظر بها قبلًا لأي إمرأة ولا حتى لها هي نفسها.. ليته كان يرى نفسه.. لو يعلم كيف يبدو الآن لطاحت كل افكاره بالإنتقام وكان استسلم لها بكامل قواه ولكن ذلك الجزء القاتم بداخله لن يتركه ليفعلها!

تمعن في ملامحها أكثر وهو يتذكر تلك الأوقات التي تشاركاها يوم أمس، ذلك الفيلم، تلك العناقات واللمسات بينهما، مجرد تلك الحميمية لم يشاطرها سواها.. كان يظن أن الأمر سيكون هين، ولكنه كره أن بكل ما فيه من قدرات على الإنتقام وما فعله بها وبعد كل ما يعلمه عنها.. هو ببساطة يستمتع بوجوده بالقرب منها أيًا كان ما يفعلاه!

ابتلع من جديد في مشقة وامتعضت ملامحه وهو يعقد حاجباه مُذكرًا نفسه أن هذا لن يدوم وأن ما يفعله هو مجرد خدعة أكبر من خدعتها لأن ليس هناك من يقوم بخداع "شهاب الدمنهوري" وينجو بفعلته.. وخصوصًا إمرأة!

على الأقل عليها أن تتذوق من نفس الكأس الخادعة!

تنهد في إنفعال ونهض في هدوء ليتوجه عاريًا وشرب بعض المياة وهو يُفكر أن بالطبع قد تمت حادثة "سليم" وعندما يتفقد الأخبار إمّا سيجده ميتًا وهذا ما يتمناه وإمّا سيعرف أنه تعرض إلي حادث مروع.. عمومًا سيحاول قتله من جديد أو قتل احدى أفراد عائلته.. على كلٍ هم كثيرون وهناك العديد سواه.. مجرد معرفة أن "بدر الدين" يحترق قلبه على ذلك الفتى المغرور أو احد آخر من عائلته سيجعله في حالة من السعادة والنشوة لا مثيل لها!

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن