- الفصل الأربعون -
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
~ الفارق بين شياطين الإنس والجن هي أن البشر لا يصفدون، وإذا استعذت منهم لايفرون
( حياة الياقوت )
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
نظر نحو "هاشم" الذي وصل لتوه بإبتسامة دبلوماسية واقترب ببشاشة رسمها على ملامحه وصافحه بحفاوة ليبادله الآخر بينما قال:
- أخيرًا وصلت، ده أنا قاعد هنا من امبارح مستنيك
توسعت ابتسامة "هاشم" وهو ينظر له بإندهاش وحدثه ليقول:
- ياه للدرجادي.. سهران من امبارح ولا إيه؟
أومأ له وهو يشير له أن يجلس على احدى الأرائك بمكتبه وجلس بالقرب منه والتفت له بإهتمام وتصنع الإنشغال ليرد مجيبًا:
- اديك شايف أنا حتى مغيرتش لبس امبارح، والشغل مبيخلصش!
أومأ له بتفهم ليحدثه بنبرة تحمل بعض التعاطف ومن ثم الإعجاب:
- أكيد.. بس مظنش حد زيك لو مكنش شاطر مكنش هيعرف يوصل لكل ده
توسعت ابتسامة "شهاب" الذي تنهد في النهاية وقال بعد أن أومأ في موافقة:
- بس أظن واحد لواحده غير اتنين .. علشان كده أنا عايز اتكلم معاك النهاردة في كل حاجة .. بس قولي الأول نشرب قهوة امبارح اللي ملحقنهاش نشربها سوا ولا تحب تشرب حاجة تانية؟
يا له من طفل ساذج، لم يأخذ معه وقتًا أكثر من ساعة واحدة فقط.. ساعة ليقتنع أنه أخيه الذي فرق بينهم الزمن بوحشية ضارية، وكم كان "شهاب" مخطِئ بما فعله، كم وقع ضحية للعديد من الكذبات وبنفس الوقت لم يدعه يعلم ولو حرفًا واحدًا من تلك الحقائق التي أخبرتها إياه والدتهما، والآن لا يجد من يثق به، خاصةً وأن أغلب العاملين بالفرع الرئيسي بالشركة ولائهم بالكامل كان لأبيه، ولا يدري بمن يثق..
ارتدى واحدًا من تلك الأوجه البريئة المقنعة التي تعود لواحدًا من الضحايا المظلومين، اعتر ف بحاجته الشديدة لوجود من يثق به، عرض مالي رائع لن يجده "هاشم" سوى بعد سنوات وسنوات من العمل والمجهود لشاب في مقتبل سُلمه الوظيفي، وعندما حاول اخباره أنه لا يملك الخبرة الكافية نظرًا لصغر سنه وعدم معرفته الكافية بمجال العقارات ومجال الحسابات بها أقنعه أنه بالطبع يحتاج للتدريب والمزيد من الدراسات التي سيوفرها له، وحتى وإن أراد أن يترك العمل معه بعد سنوات له الحق في ذلك ولكن في هذا الوقت يحتاج إليه بشدة، فلم يجد أمامه حلًا سوى الإقتناع الشديد بكل تلك الخيالات التي رسمها له "شهاب".

أنت تقرأ
دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملة
Romansaحاصلة على المركز الأول في #تنمر #اجتماعية #نفسية #سادية بتاريخ ٥ فبراير ٢٠٢١ المركز الأول في تصنيف #مرض بتاريخ ١٣ فبراير ٢٠٢١ كان قاتماً بماضٍ مؤلم أستعاد نوره بعشقٍ جديد ولكن ماذا لو أن هذا العشق كاذباً حتى الثُمالة؟! ماذا سيفعل رجل أعتاد أن يقسو...