- ٧١ -

29.6K 999 200
                                    

الفصل الحادي السبعون

~ العجز مؤلم و مؤلم أكتر لما تبقى عارف و فاهم

(نور عبد المجيد)

نظر إليها في تأهب شديد وملامحه يلوح بها تلك النظرات التي يبدو عليها الإستعداد لأمر جلل بينما جذب الأغطية من عليها وألقى بأحدى الأسلحة لها لتلاحظ أنه هو الآخر يمسك بسلاح لتبتلع في خوف مما يحدث بينما لم يترك لها الكثير من الوقت ليجذبها من احدى يداها وتوجه لغرفة ملابسه ليتناول سترة لها واخرى له ومن داخل المنزل توجها للمرأب!! 

امسك بمفاتيح احدى السيارات ثم توجه لأحدى الكبائن المغلقة ليفتحها واخرج منها سترتين واقيتين للرصاص وناولها واحدة وأخذ هو الأخرى وقام بإرتدائها على الفور ومن ثم سار قاصدًا السيارة ليدخلها لتتوقف هي ونادته حانقة:

- ممكن افهم فيه ايه؟! ايه اللي بيحصل بالظبط؟! 

توقف ليلتفت لها وملامحه ابتُلعت في خضم ابتئاسٍ صلب من عنادها الذي لا ينتهي فأجابها على عجالة:

- تصفية حسابات من عيلة تانية! لازم نمشي بسرعة ونرجع سيسيليا حالًا! 

ابتسمت ساخرة نصف ابتسامة لم تلمس عينيها وهي ترمقه وتحدثت أعينهما بما لا يستطيع اللسان قوله.. ولكنه كان حديث مؤلم من فقدان ثقة، يأس كجبل اوشك أن يصيب كلاهما بالعجز، وكراهية منها، وعشق مرضي منه! 

وقف عاقدًا ذراعيه ثم تهكم بسخرية:

- خلينا واقفين نلوم ونعاتب بعض لغاية ما اللي جايين في طريقهم يوصلوا وتتبسطي بموت حد فينا! 

ابتسم بسماجة لتتوسع ابتسامتها ثم تحولت ملامحها للمقت بوضوح ليلمح بعينيها كل ما أراد أن يتأكد منه لتتشدق نابسة:

- كل حاجة بتتكرر! نفس الدايرة القذرة! 

تقوست شفتاها في احتقار واشمئزاز بينما توجهت للسيارة وهي تُمسك بهذا السلاح بعد أن ارتدت السُترة الواقية مثله وبداخلها تساورها الأفكار وانقض على عقلها وحش يفترسه بفكرة واحدة ليس لديها غيرها بأن تتخلص منه وتقتله! 

ارتجفت لجزء من الثانية عندما لاحظت تلك المكابح التي انطلقت فجأة ليجبر السيارة على التوقف بينما التفت نحوها وهو ينظر لها بلمحة سريعة بمنتهى الجدية ثم اقترب منها ليتأكد من ارتدائها للحزام لترمقه هازئة وهي لا تبتاع كل ذلك الخوف الزائف من اجلها وتلك الأنشودة السخيفة بأنه يعشقها وأن الأمر بأكمله سينتهي بعد ساعات، ويا لتلك الخطط الوردية بما يود فعله لاحقًا!! 

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن