- ٧ -

42.4K 1.2K 77
                                    

تم النشر على الواتباد بتاريخ ٣١ أغسطس ٢٠٢٠


- الفصل السابع -

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

إن مرارة الفشل تغير طعم الحياة في فمه وتشوّه أحكامه دون أن يدري فتصبح كل علاقاته مريضة يسكنها الحقد والشر .

بعد المشوار الطويل الذي يقطعه القلب نحتاج إلى راحة طويلة تمامًا كما نفعل بعد المشوار الطويل الذي نقطعه بأقدامنا فالعواطف كالدم واللحم والأنسجة تحتاج إلى وقت لتتجدد ."


 د.مصطفى محمود

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

في مساء نفس اليوم..

رجع يجر أرجل الخيبة ينزف كالمطعون بسكين لم تُنتشل من جسده بعد.. لماذا يحدث له كل ذلك؟ وكأنما اتفقت المقادير على ألا يتركوه منتصراً أبداً..

زوجة وابن؟ هذا ما كان ينقصه..

"بشمهندس.. الورق اللي معاها مظبوط، ولو الموضوع وصل للمحاكم موقفك قدام الناس وسمعتك مش هاتكون احسن حاجة، أنا رأيي إنك تتفق معاها بالتراضي على جزء من الورث افضل من إنها تشاركك في الشركة" حدثه المحامي بمنتهى الجدية بينما لم ينبس شهاب ببنت شفة وأستغرق في التفكير 

"حضرتك معايا؟" ناداه المحامي بعد أن لاحظ شروده

"معاك.."

"طيب حضرتك تحب تـ.."

"أنا عايز معاد مع الست دي" قاطعه بهدوء دون أية مشاعر ولا حتى ملامح تأثر حتى ارتاب المحامي أنه يعرف بالأمر مسبقاً

"هو أنت كنت على علم بجواز والدك الله يرحمه؟" 

"خدلي معاد معاها، هي والمِتر بتاعها، ولو حابب تيجي مافيش مشكلة.. بس ياريت يكون برا الشركة" لم يلق بالاً إلي ذلك السؤال الذي استمع له من المحامي ليمط الرجل شفته في تعجب "أنا هاحل كل حاجة معاها بالتراضي.." 

"خلاص، اللي تشوفه" هز الرجل كتفاه

"ابقى أكد عليا بالمعاد.." أخبره ثم توجه خارج مكتبه ليغادر.

رياح تلك العاصفة لم تكن سوى رياح إعصار مقحف، اشتد بضراوة ليأتي على أعتى ما شيد من جبال بداخله لوالده ويزعزه كنبته وليدة لم يتأصل جذرها بعد..

ما الذي فعله كي يطعنه والده بزواج وابن آخر؟ أكان سيئاً إلي مثل هذا الحد؟ لقد فعل ما لم يُطلب منه، لقد كان هو السبب في تشييد هذه الإمبراطورية، لم يتنصل منه ولم يتركه بل وكان أهم أسباب هذا الثراء الذي يريد الآن أن يُلقي به لإمرأة وطفل! 

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن