- ٧٨ -

23.8K 952 135
                                    

تم النشر على الواتباد بتاريخ 13 مارس 2021

- الفصل الثامن والسبعون - 

ثم إن الدنيا كلها ليست سوى فصل واحد من رواية سوف تتعدد فصولها .. فالموت ليس نهاية القصة ولكن بدايتها !

(مصطفى محمود)

منذ شهر. . .

الأول من ديسمبر عام 2020. . .

أخيرًا استطاعت أن تمكث بمفردها بعد الإجراءات التي باتت خبيرة بها، نفس وجع الرأس بالصداع، نفس الآلام، كل شيء يتكرر.. حتى وجه اختها المهتم الذي يُقطر آلمًا وصديقتها التي نظرت لها بآسى وشفقة وزوج اختها الذي كان لا يدري ما الذي عليه قوله والخجل يعتريه وحتى والدته كانت متعاطفة معها.. ولكن الأسوأ أن لم يأتِ أحدًا منهم على ذكره ولم تستطع هي أن تسأل عنه!

زفرت والآلم ينهشها، الآلم لم يعد يترك بها ذرة إلا وسيطر عليها، ليس الآلم الجسدي فهذا هين، بل الآلم بالخيبة الشديدة والإهانة والقسوة وكل ما عرضت نفسها له يومًا ما.. 

أخذها الغرور، قالت أنه ستُساعده، ستُعالجه، ستغيره بالعشق، بالدعم والمؤازرة، وثقت بمن لا أمان له، اختارت ذلك الطفل المُراهق وهي تظن أنها ستكون شعاع الأمل له في الحياة، ستكون له صديقة وعاشقة، أُمًا وزوجة، ستكون كل من افتقده بالحياة وإلي ماذا أوصلها هذا؟ إلي الآلم أم إنتهاك روحها؟ 

لقد أخطأت.. والآن أدركت.. أدركت كل شيء!! أدركت أن ذلك الحلم معه وعلاجه الذي عذبها لأكثر من عام لم يكن سوى ذريعة استفاد هو منها بمنتهى الذكاء، استخدم كل ما عالجته به ضدها.. خدعها.. أكاد حقا أن يقتلها؟ أبفعلته تلك اهداها كل ما تمنته يومًا ما؟ جنينًا وطفلًا سيكون هو والده أو والدها؟!

لقد اصبحت بعلاجه هو مريضة، خائفة أن تغادر جدران تلك الغرفة، تتظاهر أمام الجميع ولكن أن تذهب للمرآة وتتفقد جسدها، هذا ما ترتعب منه! 

لا تزال تتذكر تلك العصا وهي ترتطم بجسدها، تلك النيران وهي تُلهب جسدها وتحرقه، اعتداءه عليها بمثل هذه البشاعة، اغتصابه اياها من جديد، وتتذكر كل مرة صدقته، كل مرة آمنت بأنها ستُغيره، لقد كان الحل منذ البداية أن يُعزل هذا الرجل لسنوات حتى تُحدث به تغييرًا!

ما الذي جذبها؟ هل هي جاذبيته؟ هل هي شخصيته بمزاحه الطفولي؟ ربما وجه رجل الأعمال الدبلوماسي؟ هل يُمكن انها سعدت بأمواله ونجاحه وكل ما هو عليه؟ 

لقد اختارت منذ حوالي عامٍ بأكمله بمحض ارادتها ولم تستمع لأي شخص وظنت أنها لديها الطاقة بتغيره وتغير الكون كله، ولكن الآن أدركت مدى خطأها وفداحته.. فلقد اختارت لنفسها برغبتها أن تُصبح روحًا ممزقة مُنتهكة لم يعد بداخلها سوى طيف إنسان لا يقوى على الإستمرار.. ويا لويلتها لقد كانت على ثقة بكل ذلك منذ البداية وخطأت كل الخطأ بالإستماع لصوت قلبها وتجاهلت كل أصوات العقل بداخلها وبخارجها من أصوات الحقيقة المُجردة!

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن