- ٦٨ -

26.6K 987 149
                                    

- الفصل الثامن والستون - 

~ المجرم هو دائما انسان ينزف من الداخل ..

أما من يعيش في سلام مع نفسه فهو يعيش دائما في سلام مع الآخرين ..

 انه لا يستطيع أن يكره .. 

ولا يخطر بذهنه ان يرفع سلاحا في وجه أحد ..

 أنه قد يطلق ضحكة أو يترنم بأغنية، ولكنه أبدا لا يفكر في أن يطلق رصاص .. 

وإنما تولد الكراهية للآخرين حينما تولد للنفس ..

(مصطفى محمود - الشيطان يحكم)

بعد مرور يوم..

الثالث والعشرون من أبريل عام 2020..

أطلق كل ما برئيتيه من أنفاس وهو يتفقد ملامحها التي بدت كواحدة من سبابا تلك الحرب الدائرة بينهما وكأن ليس هناك نهاية لكل ما يحدث سوى موت حتمي لواحدًا منهما!! 

هو لم يعد لديه المقدرة أن يتشتت بينها، بين محاولاته للفرار من انتقامات المافيا القديمة، وبين ظنونها وانعدام ثقتها به بعد كل ما مر عليهما!

عقد حاجباه ثم حدثها مُحذرًا ولم يعد ينتظر منها أن تجيب فلقد عبر سأمه السماء السابعة ليهتف بها:

- خليكي زعلانة وكملي في زعلك.. أنا لو مكونتش عملت اللي عملته ده كان زماني بدل ما أنا ما عمال اقنع فيكي ترجعي كويسة معايا بدفنك وببلغ اهلك بموتك!! 

فيروز اجمدي لغاية ما نمشي من هنا، بعد كده مفيش اي حاجة هتحصل، كل حاجة هتخلص، هنسافر، هنبعد .. مفيش اي حد هيتعرضلنا!

تلمس أسفل ذقنها بالإجبار بعد أن اطرقت برأسها للخلف ليرمق عينيها المشمئزتان ليجد الغضب يسري بدمائه.. لم يعد يتحمل تلك النظرات القاتلة التي ترميه بها كلما تلاقت اعينهما، لقد بات هذا اصعب مما تخيله يومًا ما، لقد اخبرها بما هو عليه، بما يفعله، لقد حذرها بأن تلك الأيام لن تكون سهلة.. لماذا تعامله إذن بتلك الطريقة؟! لقد قارب على الجنون من كثرة ذلك التمرد والكراهية الجليتان بمقلتيها! 

تنهد في شعور بالخيبة من تجاهلها اياه بعد أن باء بالفشل في البحث عن ملامحها بكل ما يريده، أو حتى لو شيئًا واحدًا مما يريده، يدرك بقرارة نفسه أنه لا يريد فرض تلك الحراسات عليها، لا يريد أن يفعل بها ذلك، يريد تلك المرأة التي عشقها، حتى لو اصبحت تلك المرأة التي كان يسترضيها لأيام.. ولكن ما الذي يفعله وهو قد اصبح يرتاب حتى بنفسه قبل الجميع وليس بها هي وحدها فحسب وهناك مئات الرجال قد يقتلاهما سويًا إن لم يكن متيقظًا جيدًا ليتركها خائب الرجاء والأمل في استعادتها عما قريب ووضع لنفسه المزيد من الخطط التي سيستعيدها بها ولكن على الأقل عليه الانتهاء من الحياة بإيطاليا كي يستطيع البدء معها من جديد..

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن