- ٧٤ -

29.1K 987 132
                                    

تم النشر على الواتباد بتاريخ ٨ مارس ٢٠٢١

- الفصل الرابع والسبعون -

 يالقوة النساء! لقد آمنت منذ ذلك الوقت بأنها لا حد لها.

يا لمكر النساء! لقد آمنت منذ ذلك بأنه لا أخر له ولا قرار.

يا لقدرة النساء على الكيد و براعتهن في التلوين و نهوضهن بأثقل الأعباء و ثباتهن لأفدح الخطوب


(طه حسين)

فرق عناقهما بمسافة ضئيلة ثم احتوى وجنتيها بين يداه وهو يرمقها متلهفًا لمزيد من معانقات عدةٍ تجمعهما ولكنه سيكتفي بالقليل كي لا تشعر انها مجبورة على كل ما يحدث بينهما، جزءًا نائيًا في اعماقه ود منها المودة ورغب أن ترغب به هي الأخرى كذلك دون إكراه منه على أن تفعلها.. الإجبار معها لم يعد غايته! 

جفف وجنتيها بإبهاميه ونظر متفحصًا عينيها التي طوال ذلك العام المنصرم قد فشل في تحديد لون ثابت لهما، تتأرجحا مُقلتيها بين ألوانٍ عدة، بداية بالعسلي والأصفر مرورًا بالرمادي الداكن ونهاية باللون الأخضر الذي يكرهه ولكنه لطالما انجذب بإندفاع ساقطًا في معاناته الخاصة بتلك الحدقتين.. 

تنهد وهو يبحث عن حل يُرضيه ويُرضيها ثم همس لها:

- أنا عايز نكون احسن بأي طريقة، بس خلاص مبقاش فيها غصب تاني يا فيروز.. يمكن أنا صحيت متأخر بعد ما وقت كبير ضيعته بأسلوبي الغلط معاكي، ويمكن كل اللي شوفتيني بعمله يخليكي مش عايزة تحاولي ولا تسامحي بس أنا لسه عندي أمل، حتى لو أمل بسيط في اننا نكون احسن! 

ترقبته وهي تنظر إليه بملامح مُرهقة ومعاناة بُكائها تتضح متجلية على وجها لتومأ بإقتضاب ثم تكلمت بصوتٍ خافت:

- إن شاء الله.. 

حمحمت وادعت التعب بكل ما اوتيت من ذرة كذب بداخلها ثم همست له بنبرة مُجهدة:

- شهاب أنا بردانة اوي من المطرة وحاسة إني دايخة.. ممكن تروحني لو سمحت؟

أومأ لها بالموافقة وسار بجانبها محيطًا كتفيها بذراعه وأكملا السير حتى عادا إلي السيارة التي دخلاها وانطلق من جديد مُكملًا قيادته كي يعودا إلي المنزل! 

دجى الليل الجزء الثالث - شهابٌ قاتم كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن