كضياء ألوان الفجر ♡

224 34 7
                                    

..°《^》°..

جلس عند النافذة يتنهد بتعب ، محدقاً بأشعة الشمس و هي تشرق ببطئ مختلسة النظر الى الارض من الأفق .

' أنا أفتقده كثيرا ..'

همس بخفوت لينظر إليه شقيقه ،ويتجه اليه بعد أن أنهى ترتيب مكتبه
وقف قربه يمعن النظر بألوان السماء الجميلة وهي تتغير تدريجياً

: أتعلم ما الأغرب من أن أستيقظ باكرا ؟

رد إيمون بشيئ من الحزن : كلا !، ما هو الشيئ الأغرب ؟

أجاب الرون بملل واضعا يداه خلف رأسه : أن تنتابك نوبة كآبة منذ الأن ، إصبر أنت حتى لم تعش بداية اليوم

ارتخت عينى إيمون و انعقفت شفتاه ببكاء ،
أمسك يد شقيقه و جعله يجلس على السرير ، بينما جلس هو بركبتيه على الأرض و عانق خصره مرخيا رأسه بحضنه .

: إلرون ، أنا أفتقده جدا جدا

ربت الرون على رأسه بخفة : أتعني فتى النافذة ذاك ؟!

هز إيمون رأسه ، وعيناه بدأتا بذرف الدموع ، فما عاد يستطيع المحافظة على رباطة جأشه أكثر ...

الرون بتنهد : ليس و كأنه لورو مثلا

شد إيمون على عناقه : انت لا تفهم ... لقد كان أخي الصغير الأول ... كان لطيفا جدا و انا احببته ..

الرون بهدوء : مازلت لا افهم سبب تعلقك به بهذه السرعة ..؟

ابتعد ايمون عن الرون وهو يشهق بقوة
: لقد كان بين الفينة و الاخرى يسأل عنا ..
وحين اخبرته اني عجزت عن صنع افكار جديدة  ...
واني لم اعد اطيق الملل حولي ، احتواني باهتمامه
بينما شغل البقية عني ...

حين تحدثت معه ، لم يكن متكلفا كما البقية ، بل كان مرحا و مرحبا ، رغم شخصيته الهادئة ...

الرون بحيرى و ارتباك : مهلا ، اهدأ قليلا لم كل هذا البكاء !!

تابع ايمون كلامه وهو يشد على قميصه محاولا حبس شهقاته و دموعه
: إرتكبت خطأ أحمق ، والأن لا يسعني حتى أن اعتذر منه ، الأمر أشبه بالتعذيب البيطئ حيث ترى الحل أمامك و لست قادرا على الوصول اليه ..

أريد أن أخبره بأنه مهم لي حقا حقا !!، حتى حين أردتكما ان تتحدثا معا ، كنت اريد اسعاده بذالك ...
وقد فرحت كثيرا حين نلت مبتغاي ... ولكن حين استرسلتما بالحديث شعرت بالغيرة منك حقا انه يشاطر سعادته معك اكثر مني ..

الرون يمسح على رأسه ببطئ ببسمة صغير : اوي ، انت صريح اكثر من اللازم عندما تبكي ، اعر بعض الاهتمام لكرامتك تلك ..

ايمون بصراخ : ما دخل كرامتي بذالك ...
كيف لي ان اواجهه الان ، لقد اخطأت

عانق الرون مجددا متوسلا اياه : ماذا افعل ، كيف اصحح الامور ... لابد انه غاضب و حزين ..

ابعده الرون عنه قليلا قائلا بجدية و حزم
: توقف عن البكاء كاطفل مدلل و اكتب له اعتذارا اذا

ايمون بحيرى : ماذا ؟!

الرون بملل : ان كنت صادقا حقا باعتذارك ، وراغبا حقا في مصالحته ، فعليك ان تكتب له شيئا ... وبالطبع هذا الشيئ سيقرؤه الكثيرون ، وبذالك سيبدو كاعتذار علني
يا صاحب الكبرياء الصعب

ايمون بتوتر يمسح دموعه : ا.. اتظن ان ذالك سينجح ؟

الرون : لن نعلم حتى نجرب ...

اتجه ايمون سريعا الى مكتبه و اخرج ورقة وقلما
وبدأ يكتب ...

الرون بسخرية : عليك ان تسرع والا ستفقده ..هه

فرك ايمون شعره باضطراب و راح يكتب سريعا ، ليأخذ الرون اليه لمحة صغيرة ، ثم خرج من الغرفة
تنهد متكئ على الجدار
: لم يقم بالاعتذار هكذا حتى لي او لأمي ، لن اسامحك ان لم ترها يا فتى النافذة !!

بعد ساعة و نصف ، وحين ارتفعت الشمس و أقبل الاصيل بضوئه ، خرج إيمون باحثا عن شقيقه على عجل
ليجده جالسا بشرفة غرفة المعيشة يحدق بالمطر الذي يتلألأ بخيوط الضوء المتناثرة بين فحوات الغيوم

فشد قميصه طالبا منه بعض الانتباه ..

: هل انهيتها ؟!

هز رأسه مجيبا بخجل و بعض الاستياء ..

صعدا الى السطح معا بتلك المظلة الكبيرة ...
ليقول الرون بهدوء
: اخبره قل له ما لديك أولا ...

رد ايمون مستغربا : و.. ولكنه ليس هنا !!

الرون بتأنيب : الا تراهم جميعا هنا ، تربطنا سماء واحدة
ستوصل كلماتك اليه

شد ايمون على الورقة بيديه ساحبا نفسا عميقا

:
أخي ،أنا اتمنى منك إن وقفت عند نافذتك بهذا
الجو الماطر ، ان تعلم ان السماء توصل بدموعها العذبة
مدى اشتياقي اليك و أسفي
وان عفوت عني فسيصل عفوك الي بنسمات الرياح الباردة
وستكتمل سعادتي بمرسولك

فرسالتي ستصل اليك على جناح حمامة بيضاء صغيرة
وستطرق نافذتك لتسلمها لك

وانا واثق ان قلبك الطيب
لن يجعلها تنتظر بظلام هذا الشتاء وحيدة
بل سيحتضنها كضياء ألوان الفجر

وانا واثق ان قلبك الطيبلن يجعلها تنتظر بظلام هذا الشتاء وحيدةبل سيحتضنها كضياء ألوان الفجر

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


أعتذ أمام جميع من يقرأ ..
منه ...
وبالتأكيد فرز نفسه  ⭐

Emon , Elron حيث تعيش القصص. اكتشف الآن