زار الليل السماء و ألقى رداءه الليلكي فغطاها ناثرا تلك اللآلئ اللامعة لتضيئ كمصابيح لهذا المساء... و قد تسامر مع القمر ، يراقبون الناس و ما يفعلون وتحديدا ... داخل منزل يقبع في حي صغير هادئ ، تحيطه أشجار الكرز من الجانبين ، ووسط ذلك الهدوء المسالم بعد أن خبت الأصوات و سكنت الأجواء
تبسم الليل ضاحكا ، مشيرا للقمر " ها قد بدأنا "انطلقت صرخة غاضبة من إحدى غرف ذلك المنزل ، وتحديدا هي غرفة النوم ، و الصراعات ، و اللعب ايضا رمى ذلك الفتى ذو الشعر الكستنائي ذراع اللعب و وقف ضاربا الأرض برجله مفصحا عن غضب عارم ، صحيح انها لعبة سباق و لكن هذه المرة المئة التي يخسر بها ! ، و الأسواء أن رفيق لعبه ينظر إلى الشاشة بملل وكأن الفوز أمر اعتيادي كشرب الماء لديه ...
شد قبضتيه بحنق " إلرون هذا ليس عدلا أنت تغش " ابتسم ذو الشعر القاتم ابتسامة جانبية و نظر إلى المتحدث بطرف عينه بمكر " تحلى بالروح الرياضية ، إيمون "
تقوست شفتا الصغير بانزعاج ! ، فإن كان يكره شيئا أكثر من الخسارة فهي ابتسامة رفيقه المستفزة تلك ، فصرخ به بانفعال " دعني أربح و لو مرة واحدة "
رفع إلرون حاجبيه بشيء من الدهشة ثم قال متسائلا بغباء " الا يعتبر هذا غشا صريحا، ثم هل أنت طفل لأفعل لك هذا"
نفخ إيمون خديه بانزعاج ، وهذا فعلا أوضح للأكبر أنه طفل فهز كتفيه و أعاد نظره إلى الشاشة " حسن مهاراتك ، وسوف تفوز علي بالنهاية "
ذاق إيمون ذرعا من كلمات إلرون غير المبالية ، و انقض عليه .. ليقف الاخر مبتعدا متوقعا ذلك التصرف الأهوج من رفيقه الصغير ، فهذا ما يحصل أغلب الوقت ... أعاد إيمون هجومه ، فابتعد الرون أكثر ولكنه تعثر بإحدى الوسائد الملقى على الأرض فوقع على ظهره استغل إيمون الفرصة و صعد فوقه ، و قبل أن يضربه ، شد الرون يديه بقوة ... حاول ايمون انتزاع يديه بكل قوة ، بينما ينظر إليه الرون رافعا احد حاجبيه بملل " ماذا تظن أنك تفعل !!"
عض الصغير على شفتيه بغيض و نظراته توحي بالغضب فعلا ، و قال بحدة " افلتني !"
توقع ايمون الكثير من القوة و الجهد لإبعاد قبضتي الرون عنه ، فلم يسبق له أن طلب ذلك و ابتعد عنه الرون مباشرة دون إزعاجه أو إغاظته .... و لكنه افلته بالفعل هذه المرة ...مد الرون ذراعيه على الأرض مستسلما و نظر إلى ايمون " أنت غاضب مني ؟!"
صرخ به ايمون بغيض " وما رأيك أنت هاا؟!" ليغمض عينيه متنهدا بعمق " اذا انتقم ..."
توسعت عينا ايمون غير مصدقا لما سمعته أذناه الآن ، فكرر الاخر " هيا الست غاضبا مني ، اذا اضربني ... أفضل أن اضرب على أن أراك حزينا "
قطب ايمون حاجبيه ، و ضرب صدر الرون بكلتا يديه بانزعاج ووقف عنه متجها إلى سريره فتح الأكبر عينيه و نظر لرفيقه قائلا ببلاهة " حسنا ، أنا اسف لا تغضب مني "
تنهد ايمون قليلا ،ثم التفت مقوسا شفتيه " لست غاضبا ، و لكني سأنتقم منك يوما ما "
ضحك الرون بخفة ، ليبتسم ايمون ، ولكن سرعان ما انقلبت ابتسامته إلى ملامح مرتعبة ... لاحظه الرون ليقول بشك يتخلله القلق " ايمون ، ما الأمر ؟!" ابتسم الصغير برعب " نسيت واجب الرياضيات ، و غدا ستكون حصته الاولى "
![](https://img.wattpad.com/cover/239913440-288-k704100.jpg)
أنت تقرأ
Emon , Elron
Aventure"لحظاتي السعيدة معك بالكاد تعد على أصابع يد واحدة أخشى أن أفقدها و أن تمحوها يد الردى أشفقت ذكراي علي من تكرارها ، لا أريد أن أنساها أنا أعيش منها و لأجلها .... و لكن ماذا إن فقدتها ، كيف لي بعد أن أعيدها . . كيف لي أن اذكرها ، بدونها سأنتهي داخل ظل...