أقبل الربيع أخيرا ، و الأجواء باتت دافئة ..
مياه النهر انطلقت تروي النورات الصغيرة عند الضفة ..
والعصافير عادت تغرد من جديد الى الأشجار التي هجرتها منذ بضع أشهر بسبب البرد الشديد و الأمطار ...وقف عند شرفة غرفته مستنشقا نسمات الربيع الدافئة محدقا بشجرته المفضلة و التي أخيرا ارتدت حلتها الوردية المزهرة ، و راحت تتباها بها أمام السماء و أشعة الشمسة..
'راحة نفسية شعرت بها هذا الصباح و سلام داخلي لا يمكن وصفه..
وببساطة هذا السلام يقطع و يتحطم ، بواسطة صراخ أحدهم علي منذ الفجر 'أخرج إيمون حذاء الرون الجديد و رماه اليه بعصبية : إلرون إرتدي حذاءك هيا
هل غسلت أسنانك ؟!
هل مشطت شعرك ؟!
حقيبة طعامك جاهزة في الأسفل
هل جهزت حقيبتك و كل كتبك ؟!
مناديلك معي سأعطيها لك
لا تنسى قنينة الماء ... الخ' هذه حياتي منذ بدأ الدراسة في الثانوية ،
..~تنهد~ .. حتى أمي لا تهتم بي كما يفعل ..
انه يظن انه كبر بدخوله الصف الاول من الثانوية ، اعلم أن هذا طبيعي ..... ولكنه عذاب بالنسبة لي 'إيمون بصراخ : الرون !!، ارتدي حذاءك هيا
الرون بملل يبعثر شعره بعشوائية : حاضر حاضر...
نزل كلاهما الى الطابق الأول بسرعة فهما متأخران ...شرب ايمون حليبه سريعا و مسح فمه بمنديل بينما وضع الرون قطعة من الخبز بالعسل بفمه و انطلقا ركضا نحو مدرستهما ..
إيمون بعبوس : كل هذا بسببك ، لقد تأخرت عن المدرسة .. هذا سيشوه سجلي المشرف .
الرون و الخبز بفمه : كف عن المبالغات
إيمون بعتاب : لا تأكل و أنت تركض ، قد تعلق اللقمة بحلقك و تختنق ..الرون بملل '' ليس مجددا "
سمع كلاهما صوتا من الخلف ، ليلتفتا الى مصدره فيجدا ليو و جاك و البيرت يركضون ايضا ..
ركض ليو بشكل اسرع و قفز على ظهر الرونليو : الـــ رون مر وقت طويل ، سعيد بلقائك مجددا صديقي العزيز ....~
الرون بانزعاج: ابتعد عني انت ثقيل
لم يأبه ليو لدفع الرون و تذمره و التفت بمرح الى ايمون : مرحبا لك ايضا ايمون كيف حالك ؟!ايمون بعجله : بخير بخير ، فقط هيا اسرعوا ستغلق المدرسة ابوابها ان تأخرنا اكثر ..
عادوا للركض مجددا ...
البيرت بضحك : يالها من طريقة للقاء !، جميعنا متأخرون .... ظننتني سأنهي تسريح شعري سريعاجاك : لقد كنت اجهز اخوتي لذى تأخرت ، التعامل مع اطفال لهو امر متعب ..
ليو بتفاخر : سببي اكثر منطقية ..
الرون بسخرية : سهرت تلعب و تشاهد الافلام اليس كذلك ..
ليو يفرقع اصابعه بسعادة : احسنت !!... لقد كان الامس اخر ايام عطلتي لذى استغللت كل ثانية منه..
أنت تقرأ
Emon , Elron
Aventura"لحظاتي السعيدة معك بالكاد تعد على أصابع يد واحدة أخشى أن أفقدها و أن تمحوها يد الردى أشفقت ذكراي علي من تكرارها ، لا أريد أن أنساها أنا أعيش منها و لأجلها .... و لكن ماذا إن فقدتها ، كيف لي بعد أن أعيدها . . كيف لي أن اذكرها ، بدونها سأنتهي داخل ظل...