رائحة الهواء غريبة ...

322 42 23
                                    


لقد أقبل الخريف بالفعل ، وهاهي أوراق الشجرة الزهرية كقلوب الاطفال الصافية
قد تحولت بفعل الجو الى اخرى برتقالية غامقة ، الرياح أصبحت تعصف مصدرتا

صوت تحذير تنبه الناس ليستعدوا جيدا لخريف مثير ...
المدارس قد انهت الامتحانات اخيرا ، وهذه هي عطلت الخريف المنشودة ...

داخل ذالك المنزل الجميل بالضاحية ، وقف الرون يحدق بتلك الشجرة التي نمت معه طوال ستت عشر عاما
وكيف اصبحت شبه مجردة من الاوراق ، تواجه عصف الرياح و برودتها دون ردائها الجميل ...
تنهد بخفة هامسا بداخله < وددت مساعدتكي حقا اتدرين .... ايمكنكي ان تعرفي ذالك >

اتكأ سيلڤاس على كف يده بملل : أيها الفتى الى متى ستظل محدقا بالشجرة ؟!
التفت اليه الرون بضجر : لا شأن لك بذالك ، كن ضيفا مطيعا و اخرس...
اخرج سيلڤاس سيفه بغضب ، ليمسكه الليل قبل ان يقدم على فعل احمق ، وقال : اهدأ سيلڤاس الصغير الرون معه حق ، نحن ضيوف لديه الان علينا ان نحسن التصرف ....
رد سيلڤاس بعصبية : لولا توسلات شقيقه لما بقيت بذات الغرفة معه ....

دخلت الام الى الغرفة فجأة ليتصلب الرون مكانه خوفا من ان والدته رأت اولائك الثلاثة بالداخل ، نظرت والدته داخل الغرفة بدهشة ، بينما بدأ هو يتصبب عرقا من شدة القلق رغم برودت الجو ....

الام بشك : الرون مع من كنت تتحدث ؟!
نظر الرون ناحية الليل برعب لغمز له الاخر بمرح ، ادرك بعدها من انه قام بشيئ ليجعل رؤيتهم مستحيلة على والدته ...
اعادت والدته السؤال ليجيب بارتباك
: مم.مم..مع الشجرة ...فقد احزنني انها وحيدة بالخارج من دون ما يحميها من البرد
ردت الام مربته على رأس ابنها بلطف ...: لابأس صغيري ، هي كبيرة بما يكفي لتعتني بنفسها..
رد الرون بشيئ من الحزن : اتمنى ذالك ...

استقامت الام بوقفتها واضعة يدها تحت ذقنها : و بالحديث عن ذالك فشقيقك تأخر عن العودة
اتنبه البقية لحديث الام اكثر : لقد بعثته منذ ربع ساعة ولم يعد بعد ... هذا غريب في العادة هو لايتأخر ...
رد الرون بلامبالاة : لابد انه يلعب على الاوراق المتساقطة بالطريق ... تعلمين هو يجعل من كل شيئ مغامرة خيالية
رد الام بقلق : ارجو هذا ...
ثم خرجت ، ليزيح الليل رداءه ، قال بيرت متنهدا براحة : لقد قفز قلبي من مكانه لقد فاجأتني بدخولها
رد الليل بشيئ من الانبهار : حتى انني لم اسمع وقع خطواتها خارج الغرفة .... انها قدرات الام الخارقة

جلسوا بعدها معا ، الليل و بيرت و الرون يلعبون الورق ، سيلڤاس ينظف سيفه قرب النافذة ، لتأتي حمامة و تقف عند الزجاج طارقة بمنقارها
النافذة ....
نظر الجميع اليها ، ليقول الرون بملل : ماخطب حمامتك
ادخلها سيلڤاس قائلا ببرود : ارسلتها خلف الطفل لتراقبه
اجتمع الجميع حوله ، ليقول سيلڤاس مداعبا حمامته : هل وصل ...؟!
نظروا الى الحمامة لدقائق بذهول ليقول سيلڤاس بغيض : الى ماذا تحدقون هي لا تتكلم
بيرت بخيبة : ظننتها تفعل
اتبع الرون بسخرية : اذا انت تمتلك قدرت التواصل مع الحيوانات ...
لم يتلقى ردا غاضبا كما في العادة ، لينظر الجميع الى سيلڤاس الذي كان ينظر الى الحمامة بنظرة حادة يتخللها القلق ..
لحظات ، وفتح النافذة و قفز خارجا ، حط بقوة على احدى فروع الشجرة اليابسة لتتحطم به و يسقط على الارض

Emon , Elron حيث تعيش القصص. اكتشف الآن