داخل السيارة كان إلرون يحدق بشاشة هاتفه بشرود ، بينما إيمون يسأل والدته ...إيمون : هل المشفى كبير و به العديد من الطوابق؟!
الام : نعم هو كذالك !
إيمون : هل الموتى يوضعون بثلاجات هناك ؟!
الام : لما تسأل هذه الاسئلة الغريبة ؟!
إيمون بابتسامة عريضة : لا....لا لشيئ
عاد ليجلس على مقعده بشكل صحيح و نظر الى الرون بحماس ، ليناظره الاخر بطرف عينيه ثم قال ببرود : إنسى الأمر ، لن يحدث ما تفكر به و ساحرص على ذالك ...
عبس وجه ايمون بانزعاج و كتف يديه الى صدره : أنت ممل و مضجر ..تبا !
"نعم نعم اعلم ذالك " رد الرون بلامبالاة ثم وضع سماعته و شغل الموسيقى بصوت عالي حتى لا يسمع تذمرات ايمون ...
مرت بضع ساعات ، ليصلوا أخيرا الى المشفى ، كان مبنا ضخم هائل الحجم تحد أطرافه حدائق خضراء شاسعة خلابة قابع قرب سكت القطار القديم ....
اتجه الاربعة الى باب المشفى الامامي ، ليلمح إيمون رجلا عجوزا تجاوز الخميس و الذي كان يرتدي زي الحراسة ، نظر اليه بقلق و خوف .. ليبادله الحارس نظرة مليئة بالغموض ، و البرود....إرتجف جسده و أمسك ذراع والدته مفكرا < هذا الرجل ، أذكر أني رأيته سابقا > ،
دخلوا الى المشفى ..ساروا نحو الدرج ليوقفهم موظف الاستقبال قائلا بملامح حازمة : آسف سيدي يمنع دخول الأطفال الى هذا المشفى
نظر الاب اليه بشك و قال ساخرا : منذ متى ذالك ؟!
رد الموظف بجدية : إنه إجراء خاص بسبب بعض المشاكل التي حصلت مؤخرا ، كما ان هذا مشفى خاص لذى عليك احترام القواعد
نظر الاب الى الام بانزعاج : اذا اين اضع الاولاد ، لايمكنني تركهم بالسيارة لوحدهم فقد نتأخر بالزيارة ، و لايمكنني اعادتهم الى المنزل
فالطريق طويل ....
رد الموظف مقاطعا : يمكنك تركهم مع حارس البوابة ، فلديه غرفة بالخارج .... وقد حصل ذالك مع عدد من الاهالي
لذى فهم يتركون اطفالهم لديه ، لا تقلق سيدي انه رجل جيد ....زفر الاب الهواء بضيق و تبع الموظف الى الخارج برفقة إيمون و الرون ، الى ان وصلوا الى غرفة قريبة من النافورة ليدخل الموظف اولا
نظر اليه الحارس بتجهم ، ليقول الموظف: ارسلان هناك اطفال اريدك ان تعتني بهم ...
رد المدعوا ارسلان ببرود : وهل تراني جليس اطفال ؟!، انا لدي وظيفة مهمة هنا
اجابه الموظف مبررا : اعلم !، اعدك اني سأستلم مهمتك حتى مغادرتهم ولن اسمح بوقوع اي خطأ
حدق ارسلان به بتركيز مفكرا < إيثان لا يمزح ، ولكن اعماله كثيرة ، انا متأكد انه لن يتمكن من المراقبة بشكل جيدة .... ولكن لا حيلة امام جديته في الطلب >
ثم القى نظرة على الطفلين ليجد انهما من رآهما هذا الصباح ...
كان الرون يحدق به بملل مفكرا ( لما يجب ان ابقى مع عجوز طوال الرحلة ، كم هذا ممل ... انا سعيد اني احظرت هاتفي )
بينما إيمون مختبئ خلف والده و ينظر اليه برعب .....
الاب : هل اثق بك لرعايت الاولاد ؟!
ارسلان بسخرية : فلتكن مطمئن من ناحيتين .... لن ابتلعهما فانا لست وحشا ..... كذالك لن يتحركا من هنا حتى عودتك ، ولا اعدك بشيئ اخر
أنت تقرأ
Emon , Elron
Macera"لحظاتي السعيدة معك بالكاد تعد على أصابع يد واحدة أخشى أن أفقدها و أن تمحوها يد الردى أشفقت ذكراي علي من تكرارها ، لا أريد أن أنساها أنا أعيش منها و لأجلها .... و لكن ماذا إن فقدتها ، كيف لي بعد أن أعيدها . . كيف لي أن اذكرها ، بدونها سأنتهي داخل ظل...