ليلة يوتوبيا (٤) " أفكار خاطئة "

259 38 20
                                    


أمسك قلم الحبر الخاص به ، وقام بالتوقيع على شهادة الوفاة ؛ ليعاود الطبيب الشرعي قراءتها لأسرة ذالك الرجل الذين قد نالهم الحزن و القهر لفقدهم له ..

'' ادوارد موردين ، ٤٥ سنة ...
توفي بسبب اصابة في القلب حدث في محاولة انقاذ ابنه من الموت غرقا ، مات تحت العملية ؛ نظرا لتوقف نبضه المفاجئ "

خرجت تلك الأسرة متتبعة الطبيب الشرعي الى المشرحة حيث نقل الجثمان قبل عدة دقائق ...

التفت ونظر الى رفيقه الذي مايزال جالسا على الأرض بغرفة العمليات و دماء الرجل تغطيه ، منزلا بصره للأرض بأسى...

تنهد بخفة و اتجه واقفا امامه وقال ببهوت: جورج ! ، تعلم انه ليس خطأك وقد أثبت الطبيب الشرعي ذالك ، فلتقف و لنخرج فقد انتهى كل شيئ..

نظر المدعو جورج الى رفيقه بحزن شديد : جان، انت لا تفهم !!

عبس جان و قال بانزعاج : انت تكرر هذه الكلمات منذ ان مات الرجل .. مالذي لا افهمه؟!

أجاب جورج وهو يشد قبضتيه بقوة : هو أساسا لم يرغب بالمواصلة ، لقد كان فاقدا للأمل تماما ، قال انه فقد حياته بعد فقد ابنه ، لذى فقد رفض قلبه الاستمرار بالعيش ....

زفر جان الهواء بضيق و أمسك ساعد جورج يحثه على النهوض : لقد حان اجله فقط ، دعك من هذا الكلام الفارغ الذي تشاهده بالأفلام ...

خرج كلاهما من المشفى متجهين الى سيارة جان ، مشاهدين تلك السماء قاتمة اللون ، و الهلال الذي كان نوره طاغيا على نور النجوم ..
بينما يفكر جان '' غريب لم تطل مدة قطع الكهرباء هذه المرة .. لقد عاد سريعا "

...................................
...................................

تراجع آش للخلف بضع خطوات و نظراته الخائفة معلقة بالواقف أمامه بتعابير جادة صارمة ...

آدلر : ألن ترحب بوالدك يا فتى ؟!

ابتلع آش ما بجوفه بقلق ..
" لقد قال أنه سيعود بعد يومين !، كيف وصل بهذه السرعة ؟! "

دخل آدلر لمنزله الذي غاب عنه خمس سنوات مردفا بانزعاج واضح : الى أين أنت ذاهب في هذا الوقت المتأخر ؟!، و أين ناو ؟!

إنعقد لسان آش و فرت الكلمات من عقله ...
كيف يخبر والده سريع الغضب و الانفعال ، ان ابنه الصغير يهرب من المنزل باستمرار على طول مدة غيابه ، ماذا سيفعل به ان عرف ..
كيف يمكن ان يبرر ..

آش بتلعثم : إ.. إنه
آدلر بنفاذ صبر : فلتجبني سريعا ..

....

دخل ناو عبر النافذة سريعا و أغلقها ، ثم استدار راغبا بوضع كتابه بالرف ؛ ليجد باب الغرفة مفتوحا على مصرعه ...

اتجه اليه راغبا باغلاقه ليقع بصره على قطعة الحلوى الموضوعة على المنضدة حملها بشيئ من السعادة فهذه الحلوى التي يحبها .
أمسك الملعقة و اراد أخذ قضمة ؛ لولا ان صوت قويا جذب انتباهه قادما من الاسفل ..

Emon , Elron حيث تعيش القصص. اكتشف الآن