-24-

3 1 0
                                    

.
.
.
خرج مراد وتركها تتخبط نفسها بالمنزل
تبكي حبه  ووعوده
اين مراد الذي وقف بوجهه جواد وطلب الزواج منها
وهو يعلم انها فقدت رحمها جراء ذاك النزيف الملعون .. جراء شدت ضرب جواد لها ... جراء تلك المكالمه اللعينه مع مراد ...و اخيرا جراء ليلة محرمه
قلبها فاض من الوجع
رفعت هاتفها ل تخرج ما في قلبها لأسيل
ردت اسيل وهي تجلس عند التلفاز وبجانبها يوسف : مسا الفل ليش خطرنا على بالك
لمياء وهي تبكي : اسيل
شهقت اسيل وعدلت جلستها : لمياء ايش فيه
يوسف نظر لها
لمياء : تخيلي بعد كل الي صار والي مرينا فيه انا و مراد
زاد بكاها : قرر يتزوج
اسيل : وقفتي قلبي ! شي جديد
ام مراد كل يوم بتطلع بعروس جديده
وانتي بتعرفي  رأيي مراد
لمياء وهي تضرب فخدها : هالمره غير يا اسيل
هالمره هو الي حكالي
شهقت اسيل : بتمزحي!
لمياء : قال ايش بده يصير عنده اولاد
طيب وانا ؟؟؟؟
اسيل بضيق : يالله الرجال شو حيوانات
فتح عيناه يوسف الذي لم يفهم شيئ من حديث اسيل : لا والله !
ابعدت الهاتف عنها واقتربت منه : بس الي بيزعلو نسوانهم  وبيتزوجو عليهم
رفع حاجبيه وهمس : الله يبعدنا عنهم
عادت الى لمياء التي تشكي قهرها منه
لمياء : انا غبيه !!! وكل بنت زيي بيوم امنت ل رجال غبيه ! ولك مو حاس بالذنب اني بسببه مو حاس !
اسيل : الله يهديه
اقعدي وفكري كيف ممكن تتصرفي ، بس لو انا مكانك تركته !
لمياء: لو تركته رح اضل انا الخسرانه الوحيده
اسيل : مش خسرانه
لمياء وهي تسمع صوت باب المنزل : سلام اسيل سلام اجا مراد بنحكي بكرا
اقفلت الهاتف ل تتظاهر بالنوم سريعا
اما اسيل اقفلت الهاتف وهي  مهمومه على اختها
يوسف : حكيتيلي  الرجال حيوانات!
ضحكت اسيل وفي داخلها ضيق على اختها: لا بس عشان اواسيها
مررت يدها على ذقنه : في رجال حلوين زيك ، مش زي الحيوان مراد
يوسف: كل هاد عشان بده يتزوج !
الله حلل الزواج لأسباب والأولاد سبب من الأسباب
اسيل بقهر : بس هو السبب
يوسف : كيف يعني
صمتت لا تستطيع اخباره
وتداركت الموقف وهي تمسك اذنه وتسحبها : هلأ انا لو ما حملت بدك تروح تتزوج يعني ؟!!
رفع حاجبه ونظر لها وبجمود : اصلا كيف رح تحملي وانتي بتاخدي حبوب منع حمل
جحضت عيناها وبهتت ملامحها وبتوتر : اي حبوب
اقفل عيناه بعصبية وامسك يدها وسحبها لتقع على ارجله وهو يجلس
ومن بين أسنانه : بسمح بكل شي إلا انك تستغبيني !!!! 
رجفت اسيل وهي على ارجله : يو يوسف
اسمعني
ابتسم يوسف بسخريه : احكي
اسيل : ككنت شايفه علاقتنا غامضه
ما بعرف نهايتها
خفت
اخذت نفس وهي ترى نظراته الحاده وتشعر بأنفاسه المضطربه على وجهها
واكملت كلامها : خفت احمل ذنب طفل بنهايه علاقه غير معروفه
اقفل عيناه بغضب هو يعلم ان هذا سببها لأخذ الحبوب منذ اليوم الذي عرف فيه
لكن الكلام من شفتاها كان قاسيا عليه
قامت عن ارجله وهي تتنفس بصعوبه
وامسكت وجهه بكلتا يديها ونطقت وهي تهدأ ضربات قلبها : بقسم لك يا يوسف اني قررت اوقفهم عرفت خطأتي يمكن عرفت انه لازم ما اسمح نوصل للنها... قاطعها وهو يفتح عيناه وكانت عيناها القريبه منه اول ما نظر له
عقد حاجبيه وانزل يداها عن وجهه بقوه ودفعها للخلف لتقع على الاريكه على ظهرها وصرخ : مين حكى انه بدي توقفيهم !!!
بلعت ريقها بسرعه وقامت لتجلس وامسكت يده : يوسف
يوسف : من اليوم الي شفتهم عرفت انه زي ما اني بكل قوتي رح اتمسك بهاد الزواج
انتي رح تتخلي عنه بسهوله !
اسيل بكت وشدت على يده : يوسف لا تظلمني
يوسف : انا عشت ايام صعبه بسبب طلاق امي و ابوي وحتى قبل لا يتطلقوا عشت بجحيم حياتهم
ومش رح اسمح اعيش اولادي الي عشته
اسيل مليت رأسها وببكى : يوسف !
يوسف وقف وهو يتنفس بسرعه
اسيل : يوسف فهمتني خطأ مو قصدي
قاطعها : خلص بيكفي اسيل
سمعت الي لازم اسمعه وعرفت الي لازم اعرفه
حياتنا رح تستمر زي ما هي
وانا رح اتأكد انك بتاخديهم او لا
وآخر مره بنبهك لا تستغبيني !!!
مشى مسرعا ليخرج
وهي  وضعت يدها على فمها تكتم بكاها
لماذا عندما ارادت هي ان تنصلح حياتها عادت لتعيش اشياء لا تريدها
اي حظ تملك اسيل ! .
.
.
.
.
فتح باب المنزل
ليدخل بهدوء فالوقت متأخر ومريم من المأكد انها نامت
لكن فوجئ بصوت ضحكتها يرن بالمنزل
عقد حاجبيه واتبع الصوت
ليصل للمطبخ
كانت تجلس فوق الطاوله وبيدها تفاحه تأكلها وباليد الاخرى هاتفها
عقد حاجيبه وهو يقف عند الباب
ارتبكت لتنطق : خلص مش بحاجه حدا يسليني اجا اخوي .... سلام
عبد الرحمن ابتسم: يلا سلام ... احلام سعيده
اقفلت الهاتف
مشى جواد وقد زاد من تعقيد حاجبيه
ليجلس على الكرسي : مع مين بتحكي؟
مريم رفعت اكتافها : صاحبتي !
وابتسمت بحب : احطلك اكل
كل هاد الوقت شغل ارحم حالك يا جواد شوف كيف وجهك صاير !
اخذ نفس جواد قد لا يكون عمله يستحق كل هذا الوقت منذ الثامنه صباحا  وحتى الثانيه عشر ليلا ! ولكنه ك عادته اذا اراد ان يبعد عن نفسه فكره او شعور يعمل بلا توقف على أمل ان يتوقف ذاك الشعور !
مريم : وين رحت بحكي معك
قام عن الكرسي : بعرف اني بطول لحد ما ارجع وانتي لحالك بس سامحيني غصب عني
لو رح اطول مره تانيه رح آخدك عند وحده من خواتك
مريم : مش عشاني عشانك
مسح على شعرها بحنان :  اهتمي بحالك ولا تفكري فيني
مريم : الله يحميك ويهدي بالك
ابتسم : امين ... يلا نوم عندك جامعه
مريم نطت عن الطاوله : يلا رايحه .
.
.
.
.
.
بعد مرور اسبوع على ابطالنا
بدأ فثل الربيع بفرض سيطرته
تحولت جبال عمان السبعه الى اللون الاخضر
ما اجمل ربيعك يا وطني
وما اجمل صباحه ! كيف وان كان هذا الصباح الربيعي بوسط مزرعه مليئه بالنعم
قد نبت الورد في كل مكان
بدأت صباحها بجوله بالمزرعه لتهدأ فؤادها  كانت تمشي بين ورد الحنون الاحمر
بين الزعتر البري ذو الرائحه المنعشه
تمر بجانب شجيرات الميرميه
لينتهي بها المطاف تحت شجرة لوز  مزهره  جلست وهي تدعو ان تنجو هذه المره من النمل !
كانت تفكر بحيره ألا يكفي انها لا تعلم اي شيئ
ايضا جواد اختفى لم يأتي ولم يكلمها اخر مره رأته في ذاك اليوم الذي جمعتهم فيه لحظات جميله  اسبوع بأكلمه لم يتحدث معاها
رفعت هاتفها وقلبها يخفق به واليه
رد جواد وهو بطريقه للعمل : اهلا
نطقت معاتبه : وينك !!!!
جواد : ويني؟!
سديم : اسأل يمكن متت يمكن انتحرت انخطفت احتجت شي ومو عارفه اطلبه مثلا
يمكن اني بدي اشي معين وما حدا جابه إلي
جواد : شو هو الشي الي بدك ياه ؟
سديم : انا حكيت يمكن بدي !
جواد وهو ينظر للإشارة الحمراء اوقف السياره : شو بدك
مدت ارجلها على التراب وهي تلعب بشعرها : ممم ... بدي ياك انتَ !
سكت جواد ما بها سديم تلعب بأوتار قلبه ب لسان صريح
ضحكت سديم : وين رحت
جواد : معك !
سديم : بستناك اليوم لازم اشوفك ونحكي
جواد اخذ نفس : طيب
.
.
..
.
مر الاسبوع عليهم ببرود
هو يحاول ان يختلق حديث معاها وهي لا تتحدث معه ابدا
نظر لها
ملامحها ذبلت لم تقاطعه هو فقط بل قاطعت الطعام ايضا
يخشى عليها  ف لمياء تأخد العديد من الادويه بسبب اتضراباتها النفسيه
ويجب ان تأكل
رأها تريد ان تدخل للغرفه
سبقها ووقف  أمام الباب : لمياء
ادارت وجهها لتذهب
لكنه سحبها : حرام عليكي الي بتعمليه بحالك
لمياء نظرت لها بغضب وازاحت يده عنها
وابتعدت عنه لتذهب للصاله
جلست على الاريكه وضمت يداها سويا
تبعها وجلس على نفس الاريكه
نام ووضع رأسه على ارجلها
نظرت له بحده
مراد : اليوم ما رح اروح على الشغل اليوم بس رح اتأمل عيونك !
لمياء واخيرا كسرت الصمت وهمست : ولك عين تتأملي عيوني الي طفيتهم
مراد : لمياء الي كاتبه الله رح نعيشه
لمياء : اممم الله كاتب انك تتجوز عشره
شو تعمل مو بإيدك القصه
ضحك : لأ مش هيك يا حلوتي
و انا ما رح اتزوج عشره نسوان الكون كله ما ببدلهم فيكي بعدين  اصلا ما بزبط عشره !
لمياء: ما انت بإذن الله كل وحده رح تتجوزها رح تطلقها بعدين كيف ما بتبدلني وانت الليله رايح تخطب
مراد : بتعرفي اني ما شفتها ما بعرف عنها شي ! ما بهمني شكلها ولا اسمها ولا مين هي
هي بس رح تكون ام ولادي
وانت حبيبتي وكل حياتي
لمياء أزاحت رأسه عن ارجلها والغيره تحرقها الليله سيذهب ليقرأ فاتحته على حمقاء ليس من الممكن ابدا ان تحبه مثلها
نطقت: ان شاء الله ما بتتوفقوا سوا
مراد اقفل عينيه بغضب وقام عن الاريكه : لمياء !
لمياء : انا لمياء بتهددني عشانها !!
ابتسم واقترب منها وسحبها على حضنه حاولت الابتعاد لكنه امسك بها بقوه
همس : اقسم بالله بعشقك ! بعرف رح تتقبلي الوضع مع الوقت ويمكن لساني زودها شوي بس انتي غلطتي بحقي
نظرت له بقهر : واضح العشق واضح !!
غلطت بحقك! ليش انا وعدتك وعود وما وفيت فيها
مراد : الكل بعيش نصيبه يا لمياء والحياه بتمشي وعودنا ايام الشباب والحياه الحلوه اكيد رح تتغير
ارضي عشان نكمل حياتنا
سكتت بقهر : لو رضيت لو كملنا حياتنا
اعرف ان لمياء الي كانت مستعده تبيع روحها عشانك تغيرت !
.
.
.
.
.
كانت تجلس على السفره
مع ام عمر ورهف ورغد التي كانت هادئه
لمدة اسبوع وكأنها تفكر بطريقه لتتخلص من سديم او انها فعلا خافت من تهديد سديم
سديم ابتسمت : تسلم ايدينك خالتو
زماان عن المحاشي اكلك قريب من اكل امي
ام عمر : يخليلك ياها
رهف : ليش مو عايشه عندها
بلعت سديم بصعوبه
ونطقت بهدوء : ل اسباب بتحفظ فيها لنفسي
ضحكت رغد بسخريه وهمست ل رهف : امها مو مستقبليتها عندها وامي بدها نحبها ونتقبلها
رفعت سديم العصير وتظاهرت بعدم السمع بسبب وجعها من هذا الكلام وحتى اذا ارادت الرد ماذا ستقول ! هل ستقول وهي مبتسمه " والدي للآن متبرأ مني " ام ستنهمر دموعها وينهار صمودها مع تلك الكلمات التي تعتصر لها قلبها
قاطع افكارها صوت الجرس
قامت رهف : انا بشوف
بعد مده عادت رهف وهي ترتدي ملابس الصلاه وخلفها جواد
ابتسمت بلهفه له و لطلته
بادلها البسمه دون شعور
ام عمر : تعال يا ابني تغدى تعال
نظرت سديم ل رغد التي لم تقم ولم ترتدي حجابها وتكتفي بإبتسامه بلهاء وهي تنظر ل جواد
جلس جواد : اوووه تسلم ايدينك
والله خواتي خلص بطلو يعبروني
ام ضحكت : صحتين
رغد : كل وحظه بتهتم ب زوجها
تزوج خلي مرتك تهتم فيك
نظرت لها سديم بحده  دون كلام
وانفاسها تسارعت
جواد نظر ل رغد و توتر
فتح هذا الموضوع بوجود سديم يربكه
يخاف ان يقول كالعاده انه لن يتزوج ابدا وتفهم سديم ما يدور بقلبه
ابتسم بإصتناع ونظر ل الصحن الذي وضعته ام عمر امامه ونطق :  اذا الله كاتب ليش لا
سديم نظرت له وهي تحاول ان تخفي ما تشعر به
رغد وهي تضحك : الله يرزقك بنت الحلال الي تسعدك وتسعدها
سديم امسكت بالشوكه بقوه ونظرت للأكل
اذا لم تضع قهرها بشيء ستقلب هذه الطاوله على رأس رغد تحاول ان تمضع اسرع حتى لا احد يلاحظ ارتجاف شفتيها
ام عمر : رهف صبي ل جواد عصير
رهف قامت وهي تنظر ل سديم : سديم ليش بتاكلي بسرعه ، عندك اشي ؟
بلعت بصعوبه عندما اتجهت لها كل الانظار
جواد عقد حاجبيه وهو يراها يحفظ سديم ل درجة انه يعلم انها الان تصارع البكاء
نطق وهو يبتسم : انا حكيتلها كلي بسرعه بدنا نحكي بموضوع مهم
قامت سديم : الحمدلله
نظرت ل جواد : انا بالغرفه فوق بس تخلص تعال .
.
.
..
.
قام جواد عن الاكل ليذهب ليغسل يداه
وام عمر و رهف بدأوا بتنظيف الطاوله
جواد فتح صنبور المياه ورفع رأسه
عقد حاحبيه وهو يرى انعكاس رغد بالمرآه
انزل رأسه وانشغل بيداه متجاهلا رغد
رغد اقتربت بصوت باكي : جواد !
جواد نظر لها
رغد : في موضوع لازم احكيه معك !
جواد : بعدين سديم بتنتظرني
رغد رفعت رقبتها : شوف
عقد حاجبيه وهو يرى بقع على رقبتها وكأنها اصابع
رغد : اسبوع ما راحو اسبوع !!
جواد : من ايش
رغد بكت : من سديم !!
عقد حاجبية : رغد اعرفي شو بتحكي بلا تخبيص
رغد فتحت هاتفها وهي تقترب منه حتى يسمع : اسمع
ازدادت تعقيدة حاجبيه وهو يسمع صوت سديم بهاتف رغد بتسجيل صوتي قامت بقصه بإتقان " بقسم لك بربي يا رغد
اني ساكته بس عشان امك
ضحكت :  ولا الضحيه هالمره رح تكون انتي
سديم : يلا انقلعي !
نطقت رغد بصوت مخنوق : قاتله !
سديم : انتبهي على حالك ! "
اغلقت الهاتف ونظرت لجواد وملامحه احدت
ونطقت : خايفه كتير يا جواد
امسكت يده : مو خايفه على حالي بس خايفه عليك ، قتلت طفله ضميرها ميت ممكن تعمل اي شي
سحب يده منها ونطق بغضب : ابعدي عن سديم يا رغد
واتجهه مسرعا الى سديم وهو يشتعل غضبا
هو الذي اتبع قلبه وصدقها يصدر منها هذا الكلام ! هل قلبه جعل منه مغفل تجاه أفعال سديم ! .
.

و الان ابكي بدمع الروح لا المقل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن