-25-

4 1 0
                                    

.
.
جرت رهف وهي تحاول ان تبعد سديم عن رغد
خرجت ام عمر مسرعه : يا بناااات
سديم دفعت رهف بكوعها وشدت على يد رغد اكثر وبغضب : مو نبهتك ؟!
ام عمر جرت ل رهف المتألمه بخوف
رهف امسك يد امها : لا تخافي بس
ابعدي هالمجنونه عن رغد
سديم صرخت وهي تترك يد رغد : نبهتك مرتين ما رح اسكت المره التالته انا مجنونه اه بقتلك
رغد نفضت يدها وهي تنظر ل سديم بغضب
وجرت لدفع سديم بكل قوتها للخلف
شهقت سديم
لكنها تنفست براحه عندما شعرت بيدين امسكتها
رهف صرخت وهي تضع يديها على ظهر سديم : ما رح نسمح لك تتمادي اكتر
ودفعتها بقوه كبيره
ام عمر صرخت وهي ترى انها دفعتها بإتجاه الدرج
سديم حاولت أن تسيطر على نفسها او ان تتوقف لكن لا جدوى ارتفع صوت صراخها
وهي تنزلق على الدرج بقوه
لتنهيه وهي تتألم وبقوه
رهف يداها رجفت بصدمه
اسرعت ام عمر لحافه الدرج ويداها على قلبها وهي ترى جسد سديم ملقى آخر الدرج  تخاف من عاقبة هذا الامر
رغد همست وهي تقف بجانب امها واختها : ليش سكتت !!
رهف ببكى : ما بتتحرك
ام عمر شعرت بأطرافها ترتخي
وعضلات قلبها تتصارع داخل صدرها
اقفلت عينها وهي تصرخ: اههه
اسرعت رغد بإمساك امها
ورهف ما زالت تنظر ل سديم بخوف
ضحكت بفرح عندما رأت سديم تتحرك
لكن قطاعها صرخت رغد عندما ارتخت امها بين يديها وسقطت مغشي عليها : مامااااا .
.
.
.
.
الليل 🌃
ابتسمت وهي ترى مراد يقف امامها ببدلته السوداء واناقته البراقه بنظرها
اقتربت منه وهي ترتدي فستان ابيض وامسكت يديه وهمست بحب: مرادي
احتدت ملامحه وعقد حاجبية ليمسك يديها بقوه ويدفعها للخلف
صرخت وهي ترجع للخلف لكنها لم تصدم بالجدار بل اخترقته لتدخل غرفه مغلقه وصغيره
نظرت حولها بهلع وجدران الغرفه تضيق امسكت الجدار بخوف وصرخت : مراااااد ... حبيبيييي
ارتجفت يديها عندما تحول الجدار ل قضبان حديديه هزتها بقوه : لااااا
حاولت تحريك ارجلها لكن كانتا مكبلات بالسلاسل
جلست على الارض وهي تحاول فك السلاسل وهي تبكي : مراد طلعني
رفعت صوتها بذعر عندما ارتفع صوت رجل جهور " حكمت المحكمه "
صرخت : لااااا
اكمل الرجل " بتاريخ ٢٥ / ٤ بالسجن على  لمياء ال.. بتهمت القتل العمد "
صرخت : لااا لااااا لاااا .
..
.
فتحت عيناها وهي تصرخ : لا لا لا
نظر لها مراد الذي كان يزيل ساعته بهدوء
بعد رجوعه من خطبته
لمياء كانت تحاول ان تلتقط أنفاسها بصعوبه
اقترب منها واخذ كأس ماء
جلس على حافة السرير : خلص حلم وخلص سمي بالله واستعيذي من الشيطان
لمياء اخذت منه الماء وشربت وهي ترتجف
مسح على شعرها وقبل رأسها
لمياء وضعت الماء وهي تتأمله كان يرتدي بدله سوداء تماما كالحلم
ازاحت نظرها عنه عندما تذكرت اين كان
ابتسم : بعدتي عني يعني صحيتي
لمياء نظرت له بقهر : شو صار معك
اخذ نفس : تمت الامور
شهقت وامسكته بقوه : خلص يعني رح تتزوجوا؟! انزل رأسه وهو يقوم حتى لا ينظر بعيناها واستدار: اتفقنى نعقد القرآن الاسبوع الجاي تقريبا
بيكون تاريخ ٢٥ /٤  ايش بيصادف ؟
اتسعت عيناها وهي تذكر هذا التاريخ جيدا !!! ماهذه الصدفه نفس التاريخ الذي ذكر بحلمتها
اكمل كلامه مراد : اظن بيكون الخميس
دقات قلبها تسارعت... ويلها زواجه القريب وويلها هذا الحلم الغريب هل كتب عليها الغرق بأحلامها ...
عاد والتفت لها وهو يرا حالها
جلس ونطق بإبتسامه : كنت صريح معاها اليوم
مسحت بقايا دموعها  و داخلها الف فكره وسؤال  وتعجب واستغراب وحيره وغيره والف شعور : كيف يعني
رفع يدها وقبلها : حكتلها انا بحب مرتي وكتير
بس الله ابتلاها انها ما بتجيب ولاد وهاد سبب زواجي منك
نطقت بحده: وقبلت هالكلبه فيك وانت بتحكيلها بحب مرتي
مراد ترك يدها : خليني ابدل ملابسي
تعبت منهم وبنحكي بعدها تمام
لمياء بعصبية وقهر : لأ
بدي اكمل نوم احسن لي
ووضعت رأسها على المخده وغطت رأسها بالغطاء حتى لا يرى ارتجافها وبكائها
وخوفها من تصادف الحلم .
.
.
.
.
بالمشفى 🏨
كان يجلس ويحرك ارجله بتوتر
وامامه رغد ورهف تقطعا من البكاء
ام عمر ما زالت بغرفة العمليات ولا يوجد خبر
عندما اتصلن به عاد مسرعا لها فليس لهم سواه وسوا والدتهم بعد الله
نظر ل رهف التي تتحدث بالهاتف :  ماما ي عُمر ...
امنا يا اخوي
شهقت وهي تبكي : بغرفة العمليات ما طلعت ... بحكو جلطه
جواد قام بقهر وابتعد عنهم ورفع هاتفه
وطلب رقمها
.
.
بالمزرعة
نظرت لهاتفها يرن لم تجيب كانت مستلقيه ودموعها شقت طريقا على خديها
جسدها كله يألمها تشعر بحواف الدرجات للآن على جسدها
وغير ذلك ضربت رأسها
وايضا تحمل هم أن جواد سوف يحملها ذنب ما حل بأم عمر
ولم يأخذها للمشفى بسبب وليد المختفي وخوفه الغير منطقي بالنسبه لها من وليد
ردت بألم : الو
جواد بهدوء: ادعي ربك ما يصير فيها شي
ابتسمت بسخريه : طبعا بدعي بغض النظر عن بناتها هي الوحيده الي وقفت معي بحالتي هاي او هي الوحيده الي اعطتني حل لحياتي نصحتني كبنتها نصيحه لوجهه الله دون لا تطلق علي احكام مسبقه
وبدعيلها لاني حزينه عليها بناتها جابولها الجلطه
جواد بعصبية: انا بدي اترك شغلي وكل حياتي واقعد احل بقصصك انتي والزفته رغد
سديم كلها فتره وكل واحد بيروح بحال سبيله
طلبت منك ما تسببي مشاكل صح ؟!
وضعت يدها على قلبها واخذت نفس : لو اتأكد ان وليد رح يقتلني من دون لا يقرب مني ابدا هلأ بطلع من عندك
لا تذلني والي وصلت له بسببك
مو فاهمه انت مصدقني او لا
اذا لا يا اخي انتقم لبنتك واقتلني
واساسا ليش تطلعني من السجن
صمت جواد وانفاسه تسارعت
سديم وهي تريد ان تحط النقط على الحروف! : مو اختك وخدامتكم شهدوا اني انا مسكت سمر ووقعتها من البلكونه بالعمد
ليش طلعتني من السجن ؟!
جواد بلع ريقه
سديم بحده : ليييييش
جواد وصوته مرتجف قليلا : في شو جواتي كان يعذبني كل ليلة في شي غريب خلاني اطلعك من السجن بعد سنه ونص من عذابي قررت اريح حالي
خفت خفت اكون ظالم وانا طول عمري ماشي بعدل الله حتى لو شهد الكون كله ما كنت رح اسمح لضميري كل ليلة يعذبني بكلمة ممكن تكون ظالم مع انه في ادله!
ضحكت بسخرية ودموعها تتساقط : على اساس هلأ انت عادل ؟!
سكت جواد
سديم بحرقه : يارب النار الي جوا قلبك تزيد وتزيد يارب ينسرق النوم من عيونك وتزيد افكارك يارب تغرق ببحر ظلامك وما تلاقي طريقك تعيش بمتاهه ما تعرف تطلع منها قلبك ينحرق حرق
سكت جواد هو فعلا لا ينام ليلة
ونهاره عباره عن روتين هو فعلا لا يعيش حياته ويغرق كل ليلة بأفكاره وقلبه ينحرق كل ليله اكثر مما تتصور
قاطع افكاره صوت خروج الطبيب
نطق ببحه : طلع الدكتور سلام
مسح على اعينه وهو يشعر ببل اهدابه
ومشى مسرعا للطبيب
عند سديم اغلقت منه و ازداد بكاها : يا رب لا تتقبل دعائي و أهديه الطريق الصحيح و ريح عقله من شتات الامر
واهدي روحه وقلبه وعقله
يارب ما يهون علي يتعذب بعرف
يارب انه كان بحب سمر كتير
يارب لا تزيد فوق ناره نار
يارب انت بتعرف قد ايش هو ظلمني بس انا بدي حقي انه  يعرف اني كنت مستعده اضحي بعمري عشان بنته لا ينجرح اصبعها لانه عارفه كيف رح يحترق عليها
يا رب انا حبيت جواد بكل حواسي وجوارحي يارب انا انظلمت وتعذبت كتير
خفت بكيت وتمنيت الموت بكتير اوقات
اكتبلي حياه سعيده
و اكتبلي قبل لا افارق انا او ابوي الحياه اني احضنه واسند راسي على صدره
شهقت بقهر : جواد بيعمل كل هاد عشان بنته ليش ابوي ما عمل شي عشاني
.
.
.
.
مريم وهي تمد ارجلها على السرير وتتكلم بالهاتف : عبد الرحمن شو الي زاعجك مو فاهمه
عبد الرحمن : مو لاقي اختي
مريم : كيف يعني !
عبد الرحمن بقلق : صارلها فتره مختفيه
وكتير خايف عليها
مريم بعجب : ليش هي مو ساكنه عندكم
عبدالرحمن : لا وما بتزورنا ابوي متبري منها
مريم :  ليش ايش سوت؟!
صمت عبد الرحمن بغضب من افكاره :ما سوت اشي بس غيرها سوا
مريم : كيف يعني
عبد الرحمن : ولا شي بس قريبا جدا رح آخد حقها
مريم: عبد الرحمن من متى انت غامض
ضحك : قريبا رح ينكشف غموضي
مريم ابتسمت: تحمست متى قريبا يعني !
عبدالرحمن : وانا متحمس كتير
مريم بعجب : طيب متحمس خلصني واحكيلي
عبد الرحمن : كل شي بوقته
مريم : رجعنا للغموض
عبدالرحمن ليغير الموضوع : كيف استعدادك للفاينال
مريم: انا مستعده بس انت استعد
ولا مو ناوي تتخرج
عبدالرحمن : ان شاءالله دكتوره مريم رح احاول
مريم: لا تحاول ابدأ ادرس ورح تشوف كيف رح تنجز
عبدالرحمن: شكلي رح اخليكي تدرسيني
مريم : شو بده يفهمني بتخصصك
عبدالرحمن : دكتورة لازم تفهمني
ضحكت: طيب بشوف الماده وبقرر
عبد الرحمن : بكره تعالي بدري اشوفك قبل الدوام
مريم وهي تذكر تدريب نفسها على تقويه شخصيتها : بس افضى انا برسلك وبنشوف بعض
رفع حاجبه : ممم تمام
ابتسمت: تصبح على خير
عبدالرحمن:  وانتِ من اهله
اقفلت الهاتف لتقوم وهي مبتسمة : اووه يا عبد الرحمن  شو انك كيوت الحكي معك بنسيني حالي!
فتحت خزانتها : شو البس مممم
لازم شي جذاب
ابتسمت وبدأت بإختار بعض القطع لترى اي منها يناسب دوامها غدا
.
.
.
.
دخلت الي الصاله وهي تتصفح هاتفها وتبحث عن فيلم مناسب لتشاهده مع يوسف
عقدة حاجبيها وهي تجلس بجانبه وهو يتكلم بالهاتف
يوسف : طيب بكره بشوفه .... ما بقدر الليله الوقت اتأخر بكره من الصبح بشوف قصته وبطلعه ...... طيب هو شو سوا عشان ينحجز.... طيب طيب بسيطه
ونطق بقهر : ولا يهمك بكره بيكون عندك .. سلام
اغلق الهاتف
اسيل : مين هاد!
يوسف قطب حاجبيه : ابوي
مررت اصابعها على جبهته لتفردها له : وليش كشرت
نظر لها : ابتسمت للحظه لما اتصل علي
بس ..
اسيل امسكت يداه : بس ايش!؟
رفع اكتافه وانزلهم : حتى ما سألني كيفك ايش مسوي بحياتك ؟
شعرت بقلبها يتألم على ملامحه الحزينه
كان يكابر هو حزين جدا لكن لا يظهر
اسيل شدت على يديه : ليش اتصل
يوسف : اخوي محجوز بالمغفر بحكيلي تخانق مع شرطي السير او اشي زي هيك
اسيل : رح تروح تطلعه!
يوسف : بكره
اسيل : ليش ما تروح الليله
يوسف: خليه يجرب يبعد شوي عن حضن أبوه وخلي الاب المثالي يحزن على ابنه المدلل
اسيل : صح ما حكيتلي انه عندك اخوان
يوسف ابتسم بسخريه: عندي اخوان مارح تقدري تحفظي اسمائهم
امي وابوي كل واحد منهم عنده بنات وولاد كتير وملتهين معهم
اسيل: علاقتك كويسه معهم
يوسف: لا بس اخ واخت بينهم علاقتنا كويسه والباقي لا
اسيل مليت رأسها وقابلت وجهه: لا تزعل نفسك ابوك ما سأل متوتر بسبب ابنه بس عشان هيك
اتسعت ابتسامته على مواساتها له : ما تضايقت اصلا تعودت
امسكت خدوده وسحبتهم ونطقت دون شعور : يا جعلني فدا ل هالبسمه
فتح عيناه على وسعها وهو يتأملها
بلعت ريقها وارادت ان تبتعد
لكنه امسك بها وهو ينظر لعيونها التي تنظر له بحب يراه
وهمس : اسيل
ابتسمت بخجل: يا عيونها
يوسف : بتعرفي كم بحبك ؟
رفعت حاجبيها بالرفض : لا ما بعرف وهاد الاسبوع كنت شرير بزياده معي
يوسف ضحك : كنت ناوي أطول مدة العقاب بس كالعاده ضعفت عند عيونك
اسيل ابتسمت
يوسف دفعها للخلف
واسقطها على ظهرها على الاريكه
اسيل : يوسف بدنا نحضر فيلم
عقد حاجبية وهو يقترب منها : بلا فيلم بلا زفت
ضحكت  وهي تضع يداها خلف رقبته .
.
.
.
.
بالمشفى
رهف وهي تبكي : كيف يعني يا دكتور غيبوبه
رغد : رح تصحى ولا كيف !
الطبيب : ادعولها وان شاءالله بتصحى بس ما بنعرف متى
رهف حضنت رغد بقوه وبكوا سويا بصوت مرتفع
ابعد جواد نظره عنهم بقهر
رهف ابتعدت عن رغد : احكي لعمر يجي
بخاف ما يلحقها لا سمح الله
رغد وهي تبكي: لا لا لا الله يطول بعمرها
رح تصحى ان شاءالله
شهقت وهي تبكي: ما إلنا غيرها .
.
.
.
.
اشرقت أشعة الشمس لتسقط على ملامحه
الحاده على جبينه المقطب وعلى بشرته السمراء
جمع عينيه ازعاجا من أشعة الشمس
الساقطه على التراب والمنعكسه على عيناه
رفع نظره لجميع القبور التي حوله
ازال يده عن تراب قبر ابنته
و رفع كفيه وقرأ الفاتحه لجميع الموتى
ومسح على وجهه
ثم عاد وامسك التراب لتسقط دمعه
دافئه وتسقي تراب ابنته  نطق بوجع : سمر !!
اخذ نفس : اهه يا سمر
رحتي من حضني واخدتي معك كل حياتي
وسعادتي من اليوم الي رحتي فيه وانا مو قادر اعيش
اقفل عيناه تكبرا على الدموع المتمرده
ونطق: قومي يا سمر احكيلي الحقيقه قومي
يا بابا خليني احضن ايدنك الصغار وانسى كل همومي
فتح عيناه ورفع رأسه للسماء : ان لله وانا اليه راجعون يارب لا اعتراض على حكمتك ولا على قدرك بس سمر ما راحت لحالها سمر راحت واخدت معاها سديم
واخدوا معهم قلبي يارب رجع لي قلبي لاني تعبت بدونه يارب انت اعلم بحالي
انزل رأسه : استغفر الله العظيم واتوب اليه
اخفض رأسه اكثر وقبل التراب وقام : يارب اجعل مثواي الجنه واجمعي فيها وبوالدي بجنات النعيم
خرج وهو يمسح دموعه متجهه الى المزرعه
بعدما اصرت رغد ورهف البقاء في المشفى .
.
.
.
.
استحمت بماء بارد حتى تخفف آلام جسدها
ودلكت الضربات الزرقاء بجسدها بمرهم مسكن
ثم ارتدت ملابس واسعه بسبب المرهم
وذهبت للمطبخ لتحضر شطيره سريعه 
قاطعها صوت الجرس
تركت الشطيره بخوف
ومشت للباب بهدوء
يوجد شرطيان يحرسان بالخارج
لكنها ايضا تخاف في وسط هذا المنزل الكبير الموجود بمزرعه واسعه بعيده عن مناطق السكن !
نطقت : مييين
رفع صوته : جواد
مررت يدها على شعرها و ازالت الربطه
وخبئتها بملابسها وفتحت الباب
واستدارت لتمشي
دخل جواد : السلام عليكم
سديم وهي تذهب : وعليكم السلام
جواد اخذ نفس وهو يتأملها : تعالي بدي احكي معك
سديم : هيني جاي
جلس جواد لتأتي سديم بعد قليل وبيدها الشطيرة تربعت على الاريكه : بسمعك
جواد :على فكره انا ما افطرت
نطقت وفمها منتفخ بسبب الطعام : افطر مين منعك ؟!
جواد ابتسم دون شعور على شكلها
بلعت بصعوبه وهي متوترة من بسمته
جواد عدل جلسته: سديم ما رح ينفع تبقي هون
سديم : انا تعبت من هالوضع
جواد : طبعا رح تتعبي ما انتي ما عندك غير المشاكل
نظرت له بقهر :  انا مشكلجيه ومتخلفه
ومريضه عندك مانع ؟
جواد امسك يدها بقوه وبعصبيه: بحكي جد
صرخت بألم : اخخ
فتحت عيناه بعجب ونطق بتردد: ايش فيك ؟
سحبت يدها : ايش بتأمر وين بدك اروح
بقي ينظر ليدها
وعاد امسكها ليرفع كم البيجامه عن معصمها
فتح عينيه بذهول وهو يرى كدمات زرقاء
جواد : من ايش ؟!
سديم شتت نظرها وهي تسحب يدها: ما دخلك
جواد قام ليجلس بجانبها تماما وامسك وجهها ليجذبه ناحيته وبنبرة حنان : من ايش ؟
رفعت حاجبها عجبا : غريبه سألتني ؟!
واكملت بسخرية: بالعاده بترجاك لحتى تسمعني
جواد بضيق : احكي
سديم : وفرضا حكيت رح تصدقني ؟
جواد بقي ينظر لعيونها بشغف وحب
سديم : حبيبة قلبك رغد واختها وقعوني كل الدرج وامهم خافت اموت ويبتلو فيني انجلطت
جواد فتح عيناه بدهشه وتذكر حركتها الصعبه
مد يده للبلوزه ورفع طرفها ونطق بخوف وهو يمرر أصابعه على بطنها : سدييم ايش هاد ليش ما حكيتيلي
تشنجت وهي تشعر بأصابعه على بطنها وخفق قلبها بقوه ل تقوم مسرعه وهي تنزل بلوزتها على بطنها : مين سمحلك ترفعها ومين انت احكيلك !!
جواد قام ووقف امامها : تعالي آخدك المشفى وبعدها بنشوف اوتيل
سديم: اوتيل ؟! رح تخلني فيه وتصير تروح عشان اموت من الخوف
جواد: مافي حل اكيد ما رح آخدك عند خواتي
سديم : بيت سليم !
جواد عقد حاجبيه بغضب : سليم عايش لحاله ؟! سديم : وإذا يعني ؟!
جواد بعصبيه : روحي البسي وبنقرر بالطريق
سديم : طيب شو صار على وليد
جواد : بكره أن شاء الله رح نمسك معاذ وكل الي معه بلكي قدرنا نوصل ل وليد
سديم : الله ياخده
جواد : يلا روحي
سديم : بلكي شافني
جواد رفع حاجبه : وانتي معي خايفه؟!
ضحكت بسخريه وهي تذهب: اصلا ما خفت غير بعد ما صرت معك
كانت حياتي دراستي وامي وابوي بس !
شد على يده بقهر بعدما ذهبت .
.
.
.
.
يوم جديد
استيقظت صباحا
وهي تشتم هذا السرير الغير مريح
جواد قد وضعها بشقه مفروشه كانت للإيجار بنفس شارع منزلهم
قامت لتفتح النافذة
صمتت وهي تتأمل هذا الشارع الذي ضم ذكريات جميله ودافئة لها
اخذت نفس وهي تنظر لمنزل جواد
بآخر الشارع منزل كبير ذو شجر مقلم ومرتب بأشكال منتظمه
كان ابيض اللون لكن بياض جدرانه لم يخفي سواد ايامه وذكرياته : اوف يا جواد
ذهبت للثلاجه التي وضع لها جواد فيها بعض الاشياء واخذت عصير وعادت للنافذة لتتذكر جميع تفاصيله
دقتت النظر بالماره
لتفتتت انتباهها جارتها مها تزوجت بعده زواجها من جواد بفتره
كنتا تتزوران كثيرا
مها كانت تمسك بيد ابنتها الصغيره وتمشي معاها
سديم تجمعت دموعها ومسحتها سريعا : يارب لا تخليني وحيده بهاي الدنيا .
.
.
.
على بعد شوارع عديده
وتحديدا مطار الملكة عاليا الدولي
سحب حقيبته السوداء الصغيره
وهو يجبر قدماه على المشي
مر يومان على اتصال اختاه
طيلة اليومان كان يحسب حساب هذا الأمر هل يعقل ان يكرهه المرء بلد بأكمله
بسبب شخص !!
هل من الممكن ان يخنقه هواء الوطن الذي تربى فيها وعاش على خيراته
كان يجبر قدماه على المشي
هذا الهوا لم يعد نقيا كما سبق !
لم يحمل له عطرها الساحر لينعش زويا قلبه وتفاصيل وجهه الحزينه
خرج من المطار ليصله عطرها
لكنه كان ممزوج بعطر رجل آخر
شعر بضيق بالنفس
هذا الهواء ثقيل جدا عليه
مسح على وجهه الذي ارتسم عليه ملامح الحزن منذ مده
ليُهدأ جموح عشقه وخيبة أمله وكسر قلبه وهمس : اه يا اسيل
مشى ليوقف سيارة أجرى
جلس على المقعد الخلفي : مستشفى الجامعة
.
.
.
.
.
وقفت وهي تساعده على ارتداء بدلته العسكريه
يوسف كان مبتسم وهو يتأملها عن قرب
رفعت رأسها بعد أن انتهت من ازراه لتخجل من بسمته وتخفض رأسها
يوسف همس : الروحه على الدوام ثقيله علي
اسيل اخذت عطره لتعطره ونطقت: ليش
يوسف : رح اشتاق لك
اسيل وضعت العطر : روح وتعال
انا بستناك
يوسف مرر يده على خدها : الله يخليلي ياكي
اسيل ابتسمت : صح يوسف
يوسف لفت يداه حولها: يا عيون يوسف
اسيل: بدي اتعرف على اختك واخوك الي بتحبهم من اخوانك
يوسف : ان شاءالله بحكي معهم
اسيل : بس احكيلي قبل عشان اجهز ضيافه
يوسف قبل رأسها وهو يشم رائحتها : مو حاب اتركك اليوم في إحساس غريب بقلبي
اسيل : انساه
ما غريب إلا الشيطان
بقي ينظر بعيونها وعيناه تنطق حبا وعشقا
يتأمل رسمة عيناها مع كثافة رمشها مع لون الشجر في عيناها
ابتسمت وهي تشعر بنظرته تخترق عيناها
لم تكن نظرته عاديه ولم يكن فيها ايا من السطحيه كانت عميقه لدرجه كاد ان يخبرها بدرجة نظرها وهل تحتاج لنضاره طبيه ام لا
نطقت بخجل : يوسف يلا روح تأخرت
ابتعد عنها بعصوبه : اووف رايح
نادته : استنى
التفت لها بسرعه
اقتربت منه سريعا وقبلت خده : استودعتك لله

ازهر قلبه قبل ان يزهر خده
ذهب وهو مبتسم بحب وعقله مع عيناها

تاهـتْ عيوني في بحورِ عيونِها
واختارَ قلبي أن يغوصَ فيغرقَ
أوَّاهُ مـن رمـشٍ أحـاطَ بعينهـا
سهـمٌ توغَّلَ في الوريدِ فمزّق
.
.
.

و الان ابكي بدمع الروح لا المقل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن