.
.
ومَرت سنه ؛
إثنى عشر شهرا قد مر
هل مرّوا خفافا !
هل تداوت الافئده ! وجبرت الجروح !
أم مضوا في الفراق وكلُ حبيبِِ نسي محبوبه ومضى !
كلّا ف لا القَلبُ يَنسَى حَبيبًا كَانَ يَعْشَقُهُ ولا النُّجومُ عَنِ الأفْلاكِ تَنْفَصِلُ ... .
.
.
.
كانت تجلس كعادتها في نفس المقهى الدراسي
وفي نفس الطابق و الطاوله أيضًا منذ ستة اشهر تقضي معظم دراستها هنا !
لِما ؟ من أجلهِ فقط ❤️!
رفعت رأسها وابتسمت للنادل الذي كان يضع لها القهوه واسترقت النظر له
كان يجلس على الطاوله التي تبعدها قليلا مع كتاب تكاد تجزم انه لم يفتحه منذ ستة اشهر
عادت لتخفض نظرها بكبرياء وتكمل دروسها
أما هو فقد عاد من تركيا ولبث ثلاثة اشهر دون ان يذهب لها
فهي التي اراد الانتقام بها كيف يستسلم لحبها
لكنه كان اضعف من ذلك لم يستطع ان يكمل
تبعها مرارا وتكرارا راجي ان تتحدث معه فقط لكنها كانت اقوى منه او قد تكون فعلا تكرهه !
وها هو ذا منذ ستة أشهر يخرج من عمله مسرعا ليذهب لذاك المقهى الذي خصص للثقافة والعلم وقد يكون لدى عبد الرحمن ومريم للحب ايضا !
يراقبها من بعيد وهي تختلس النظر له
دون اي شيء آخر !!
نظر لها وهي تقوم مبكرا هذه المره!
تعجب وغضب
لكن سرعان ما تذكر أن اليوم هو الخميس وانها لا تسمح ان يضيع يومها على الدراسه فقط
وضعت الحساب ومشت لتمر من أمامه وهي تتجاهله تماما
وعندما تصل للسياره تضع يدها على قلبها خشيه ان يتوقف وتحمر وجنتاها وترتفع حراراتها
تنزل النوافذ وتنطلق عائده للمنزل وكل مافي رأسها هو فقط هو !!
لن تسامحه ولن تعطيه أي أمل ولكن ما زالت تحبه!!!
.
.
.
.
أما بطلتنا الأخرى قد ارهقتها الحياه
جدا !!
كانت تسوق السياره وهي تنظر من المرآه لطفليها وتطمأن عليهم بنظرها
كانت ترى في المرآه ايضا انطفائها وتعبها وقلة اهتمامها بنفسها وكأنها تبدلت !!
هي ليست اسيل التي تعشق النادي وصالونات التجميل
بل أم لطفلين توأم ومرهقه جدا !!
أوقفت السياره ونزلت لتخرج العربه الكبيره التي خصصت لطفلين
ثم عادت لطفليها حملت الاول وقبلته بهدوء حتى لا يستيقط ووضعته بالعربه وفعلت نفس الشيئ مع الآخر
سحبت العربه وهي تغلق السياره وتتجه الى ذلك البيت الجميل ذو ازهار الربيع المتفتحه
طرقت الجرس وهي تستند على طرف السور بتعبفتحت لها لمياء وابتسمت بفرح : يا هلا والله بأسول وقيس وقصي
اسيل وهي تدخل: خليهم نايمين عشان لا يجننوك
لمياء سلمت على اسيل و دخلوا
اسيل كانت تنظر للمياء بشعرها المصبوغ بالاشقر و يصل لنهاية رقبتها
وفستانها الاحمر البسيط لكنه جميل جدا عليها
نطقت وهي تدخل : شو هالجمال ولا ريحة البيت قهوه وبخور زمااان عن هالروائح
مافي بأنفي غير حليب وحفاضات ودخان يوسف
عقدت حاجبيها وهي تجلس : ومناكير احمر !! بعرف اليوم مراد مو عندك
لمياء ابتسمت بإشراق وهي تجلس معها : جايين صحباتي اليوم
اسيل : يا عيني يا عيني
بشوفك معهم على السناب طلعات ومطاعم وزيارات
لمياء : الحمدلله كتييير مبسوطه اني بشتغل وانه صار عندي صاحبات من شغلي وكتيير كويسين من اول ما نجتمع واحنا نضحك
اسيل ابتسمت بذبول : طيب الحمدلله الله يهنيكم
لمياء نطقت: مو عاجبيتني
اسيل : انسي انا ما رح اطول بدي اخلي ولادي عندك عشان بدي آخد يوسف على جلسة العلاج الطبيعي
لمياء اقتربت منها: ولو اسول احكي كل الي بقلبك و ريحي حالك
اسيل وكأنها تنتظر الحاح لمياء ارتجفت شفتاها وبكت
لمياء حضنتها : احكي شو في
اسيل وهي تشهق: تعبت يا لمياء والله تعبت
يوسف صاير كتير حساس وانا تعبت كتيير
مو قادره حتى ابين له اني تعبت عشان مشاعره بس تعبت اني انا مسؤوله عن توأم عمرهم ٣ شهور واحد بينام وواحد بصحى
ما بنام الليل وبالصبح علي كل المسؤوليات جوا وبرا البيت و يوسف وطلباته الي لازم بسرعه البيها وانا مبتسمه عشان لا يتضايق ولا يزعل عشان لا يحس حاله عاله علي
لمياء ابتعدت عنها وهي تمسح دموعها : فتره وبتعدي
اسيل : حكيت هيك وانا حامل حكيت بس اولد رح ارتاح واكون اخف واقدر اساعد يوسف
بس يوسف رجال طول بعرض ما بقدر لا ارفعه ولا اساعده
لمياء : ليش رجعتو على بيتكم كانوا بقيتوا عند جواد
اسيل : يوسف خجلان من جواد
صح هما زي الإخوان من زمان بس استحى انه قاعد عنده وجواد بيساعده بكل شي
وحقه يقعد ببيته بس انا مو حمل ابدا !!!
لمياء : شو صار بالمربيه الي كنتي رح تجيبها
اسيل : خايفه على ولادي منها لسى صغار حرام
لمياء اخذت نفس وهي تنظر لها
اسيل : امه ليوسف اول شهرين كانت تيجي وتحاول تساعده بعد ما اولادها عرفوا بحقارة ابوهم وخلوه يخليها تزور يوسف
بس هلأ بتيجي بالشهر مره بس
لمياء : بدك تتحملي اسيل واحتسبي اجرك عند الله مو سهل تكوني ام توأم ولا سهل وضع يوسف بس انت قويه وانت بتقدري تتحملي
اسيل اكملت بكاها وهي تضع رأسها بحضن لمياء بكت وبكت واخرجت كل ما في قلبها
أنت تقرأ
و الان ابكي بدمع الروح لا المقل
Actionالكاتبه ؛ نسرين 🖋️✨ 🕯️عندنا يلتفُ الماضِي حولَ رقابِنا كَ ثُعبان سَام عندمَا تجفُ المُقل من الدُّموع ونبدَأ نبكِي بدمعِ الرُّوح . هلْ تعيدُ لنَا الأيام ما خطفته منا على غفله ؟ هل سوف تعيد لنا بهجتها ؟ ودعنا احبه ، أحلام ، رغبات ، و أيام ... م...