-45-

4 1 0
                                    

.
.
الممرضه : لأنه صحي
اسيل شهقت وقلبها يدققق بقووه
وانفاسها اضطربت
وبسمتها قد شقت وجهها نصفين لتهمس: صحي !
الممرضه : تعالي البسي عشان تدخلي عنده
اسيل مسحت دموعها التي سقطت ونطقت بحماس: يالله قلبي رح يوقف والله
الممرضه مشت واسيل معاها ...
ارتدت الملابس المعقمه الخاصه بغرفة العنايه لتدخل
حبست انفاسها وهي ترى عينان يوسف تتجه نحوها ابتمست بسعاده واسرعت لتقرتب منه
تناست منظر  الاجهزه المرعب حوله والطبيب الذي يدون ملاحظاته
وامسكت يده بلهفه وقبلتها بحب : الف الحمدلله الف الحمدلله
ثم تركت يده لتقبل وجنته : الله لا يحرمني منك
يوسف نطق ببطئ : أسسيل
اسيل ابتسمت : عيونها
يوسف بلع بصعوبه وهو ينطق: جا جَجَواد
اسيل بسرعه : بخير جواد بخير
يوسف اغلق عيناه براحه
اسيل التفت و نظرت للطبيب وهي تمسك يد يوسف : دكتور كيف وضعه
الطبيب صمت قليلا ثم نطق: مو شايفته ما شاء الله عنه
اسيل ابتسمت
الطبيب بهدوء : خدي وقتك يا مدام وبس تخلصي مري علي على المكتب لنتكلم
اسيل حركت رأسها وبداخلها خوف غريب
خرج الطبيب
لتعود اسيل وتنظر ليوسف : الحمدالله يا يوسف انك بخير
يوسف حاول ان يشد على يدها وهو ينطق: ككي كيفك
اسيل : بخير وعندي إلك اخبار حلوه
بس رح اكون أنانية ما رح احكيها هلأ عشان تقدر تحضني بقوه
وكمان ما رح اخبرهم هلأ انك صحيت بدي اقعد معك لحالي
يوسف ابتسم
اسيل نطقت لتفرحه:ولا حرام امك فقدت عقلها عليك
ولا ابوك جن على الآخر
لازم نحكيلهم
يوسف : ما بهمني
اسيل : بس انت بتهمهم
ولا جواد لازم يعرف من اول ما صحي من العمليه وهو يلوم حاله انه السبب انك هون
يوسف بصوت خافت : عمليه ؟
اسيل: تصاوب بس الحمدلله
هو بخير هلأ
رفعت يدها الاخرى لوجه : متى صحيت انا كنت عندك بس والله رحت اشوف جواد
نطق بهمس :  بعرف انك كنتي جنبي
اسيل بدهشه : كنت سامعني؟
يوسف : للا بسس حسيت فيكِ
ابتسمت : فديتك
يوسف:  الدكتور اخذ وقت كتير
وهو  بيفحصني بس ما حكى شي
اسيل : بس اروح بعرف منه وهو حكى انك تمام
سمعوا صوت دق الباب
اسيل التفت
لترى جواد يدخل
يوسف ابتسم
جواد كان يخفض رأسه للأسفل وهو يمشي
ووقف قريب منه لينطق: الحمدلله على السلامه
يوسف تكلم وهو ينطق الحروف بثقل بسبب تعبه : الله يسلمك .
جواد نطق : بعتذر والله ما كان لاز..
قاطعه يوسف وهو يحاول رقعع صوته : شف الحمار شو بتحكي !!
اسيل كتمت ضحكتها : خليني اروح عند الدكتور
جواد ابتسم: روحي روحي هاد قاعد بستغل انه مريض ما بعرف شو يطلع معه كمان
ضحكت اسيل وخرجت وهي سعيده جدا
يوسف اكمل كلام : انسى مين سديم !
هاد شغلنا !! وطبيعي الي صار !
وانا وانت واحد ! لانه شغلنا واحد
جواد رفع حواجبه : بسس عشان شغلنا واحد!
يوسف : طبعا بس
جواد ضحك
وتبعه يوسف ليضحك
يوسف نطق بعد صمت:  كيف سديم!
جواد : ما بترد علي بس اطلع من المشفى رح اروح عندها مش رح اتركها ابدا لو شو ما عملت
يوسف اخذ نفس
جواد : انت ارتاح قاعد بتحكي من اول ما صحيت
يوسف نطق وهو يحاول ان يتحرك : متضايق كتير
جواد: شوفي
يوسف : كأني لسى مخدر ما بعرف ليش
سألت الدكتور بس هز راسه وكمل اسأله
جواد صمت قليلا ثم نطق : اكيد بسبب العمليه والتخدير
يوسف صمت وهو ينظر للسقف
وجواد بقي ينظر له وهو يفكر .
.
.
.
.
وصلت البيت وهي سعيده بحوارها مع الطبيب كان اول انسان يفهمها في هذه الحياه  طرقت الجرس مرارا وتكرار
نطقت بتأفف وهي تبحث عن المفتاح بحقيبتها : وين ندى لا يكون ماتت
ابتسمت عندما وجدته
فتحت الباب
لتلفحها موجه من الدخان الرمادي
وضعت جزء من حجابها على أنفها وفمها وهي مذعوره دخلت للداخل جريا
والى مصدر الدخان " المطبخ "
اسرعت للفرن لتطفأ ناره وهي ترى القدر اوشك على الاحتراق بالكامل
حاولت رفعه وهي تمسك بقطع القماش ووضعه تحت الماء ليرتفع صوته ويزداد دخانه
خرجت سريعا وهي تصرخ : ندىىىىىى
ندى  كان البيت احترق بسببك وينك ليكون نايمه وتاركه الاكل على النار
فتحت باب غرفتها لتشهق وهي تراها ممده عند عتبة الحمام واسفلها بقعة دم كبيره
جرت مسرعه محاوله رفعها
لم تستطيع  حاولت امساكها من اذرعها لتحسبها خارج الحمام وتجرها للخارج
تركتها على صوته المذعور : شو فيي
التفت وهي تشعر بخوف: مرااد ندى ندى خدها على المشفى بسرعه
مراد بذعر : شو صارر
لمياء: ما بعرف يلااا بسرعهه
مراد رفع ندى سريعا ليجري بها وتبعته لمياء اغلقت المنزل ونزلت الدرج جريا  لتحلق به .
.
.
.
.
كانت تفرك يداها ببعضهم البعض
وهي تسمع مقدمات الطبيب الغريبه
نطقت ونبرة صوتها ترتجف كحال قلبها: دكتور مو فاهمه عليك
الطبيب يحاول تهدئتها : بتعرفي انه انقذناه بصعوبه بفضل الله
وان الرصاصات كانت بظهره
وفي رصاصه كان مكانها سيئ جدا
الحبل الشوكي بيحتوي على العديد من الاعصاب حاولنا قد ما بنقدر نطلع بأقل الخسائر والشلل النصفي اهون بكتير من الي كان ممكن يصير
اسيل صرخت : لا مو اهون كيف اهون كيف
بكت : انت قاعد بتحكيلي زوجك ما رح يمشي
رح يقضي عمره على كرسي متحرك وهو لسى بعز شبابه
الطبيب : قدر الله ما شاء فعل
اسيل ودموعها تحفر خديها : مافي علاج !!
عمليه تانيه !! نسافر برا !!
الطبيب : ما بقدر اعطيك جواب
على بين لا اعرف مدى تلف العصب
بس لا تتأملي كتير
اسيل وضعت يدها على رأسها: كيف كييف بده احكيله رح تترك حياتك وشغلك وتقعد على الكرسي طول عمرك  الباقي!!!
الطبيب : كتير ناس بيتعايشوا مع الشلل
لازم انت تساعديه يتعايش معه لا تحسسيه انه هالشي قلل منه لانه معرض للإكتئاب
لازم يمارس حياته بشكل طبيعي ولا ينعزل
اسيل وضعت يدها على وجهها وهي تجهش بالبكاء
لماذا لم تكتمل فرحتها !!
كيف سيتقبل يوسف ان يقضي باقي حياته على كرسي متحرك !!!
كيف ستتعايش هي معه قبل ان تساعده على ان يتعايش مع نفسه !!
لما كل ما بنته من احلام مع يوسف وطفلها
تلاشى ليتصور الان بكرسي متحرك ل عجوز مسن في ارذل عمره
.
.
.
كان يجلس على الكرسي ويحرك ارجله بتوتر
نطق : شو الي صار
لمياء: ما بعرف !
مراد : كيف ما بتعرفي مو انتي بالبيت !!
لمياء صمتت تخاف ان تخبره انها خرجت دون اخباره ولا تريد ايضا ان يعلم عن الطبيب
مراد : شو جاوبي !!
لمياء : اءءءء طلعت عند جارتنا الي فوقنا اتصلت علي
مراد : من متى بتروحي عندها مو على أساس ما بتحبيها
لمياء ارادت ان تتكلم لكن قاطعهم صوت الطبيبة : وين زوج المريضه ندى ال ..
مراد وقف : انا طمني دكتوره
الطبيبه: للأسف خسرتوا الجنين
مراد اغلق عيناه بقهر
ثم فتحهم لينطق:  وهي
الطبيبه : ضربت راسها مو خطيره لفيناها
وهي حاليا بعمليه بسيطه عشان التنضيفات
مراد حرك رأسه وابتعد عن الطبيبه وهو يشعر بضيق على طفله
.
.

و الان ابكي بدمع الروح لا المقل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن