-44-

3 1 0
                                    

.
.
بعد مرور يومان⌛
.
.
.
.
اعتدل جواد في جلسته
بصعوبه  وهو يعقد حاجبيه بألم كان ينظر لأسيل التي تصلي
ومريم التي تجلس على المقعد وبيدها هاتفها
نطق عندما رأى اسيل قامت ورفعت سجادة الصلاة عن الارض: تقبل الله
اسيل بهدوء: منا ومنك
جواد نطق ببطئ : اسيل لازم تروحي ترتاحي على البيت صارلك يومين ما طلعتي من المشفى
وانا هون اي شي بيصير مع يوسف بخبرك
اسيل : لا وهلأ بدي اروح اطمن عليه و و و اءءء امه حكتلتي رح تيجي بعد الظهر
جواد تنهد بصمت
اسيل اقتربت منه وهي تضع يدها على كتفه : الف الحمدلله انك قمتلنا بالسلامه
بس يقوم يوسف
بدي نوزع دبايح على كل الاردن
ابتسم جواد بذبول : ان شاءالله
اسيل : لا تهكل هم كل شي رح يكون بخير
مريم : يا صباح التفائل ايوا هيك اسيل
اسيل ابتسمت بهدوء: شفني لما غفيت هون على الكنبة بعد الفجر
مريم : ممم
اسيل : حلمت حلمة كتيير حلوه
دخلت الفرح على قلبي
جواد ابتسم : ان شاءالله خير
اسيل : حلمت ب امي
جواد ومريم سويا : الله يرحمها
اسيل : امين
واكملت وهي مبتسمه : حضنتها وشميت ريحتها وحكيت معاها كأنها حقيقه
مريم: نيالك
اسيل: كان معاها صحن كبير فيه تمر
مدت علي اخدت بس حبتين
واكلتهم
عمري ما ذقت اطيب منهم
وصحيت وطعمهم بتمي والله كان كأنه حقيقه
مريم ابتسمت : كفايه انك حضنتي امي
جواد اخذ نفس بحنين موجع لها : الله يرزقنا زي هالحلم
مريم وهي ترمش بسرعه حتى لا تبكي : الله يرحمها
جواد حاول ان يقوم
اسيل: وين رايح !
جواد :  التواليت
اسيل اقتربت منه وساعدته بالوقوف
ومشته الي الباب
دخل جواد وهو يسحب معه المغذي
اسيل همست : مريم مش ام يوسف الي رح تيجي لميا
مريم : ليش حكيتيلها
اسيل : شو ليش !! ترا زعلت مني اني تأخرت
بعدين حاسه اني بحاجتها
مريم بغضب : رح احكي لجواد
نسيتي شو عملت فينا !!!
اسيل : حرام عليكي
شو عملت ! جواد اخوك وهي اختك
مريم بسخريه: اه طبعا لانها ما اذتك
اسيل وهي تحاول ان تأنب مريم دائما حتى لا تضعف : اه فهمت كل هاد الحقد عشان حضرته !! كم مره حكيت خلي عندك كرامة وعلى الاقل اكرهيهه يا بنت شخص ما بحبك
مريم اقتربت منها ونطقت بإستفزاز :
رح اضل احبة وهو مو معبرني ولا بحبني ويسافر ويعيش حياته وتمر سنين وانا بحبة  وعامله حالي عندي كرامه  وبنظّر على الناس لحد ما يجي واحد يتزوجني غصب عني واحبه وقتاها بنساه
نفس السيناريوا تبعك  تماما
اسيل بعدم سيطره على اعصابها رفعت يدها وضربتها كف
مريم شهقت وهي تضع يدها على خدها وتجمعت الدموع بعيونها
ارتفع صوت جواد بغضب : اسييل
اسيل اقتربت من مريم بغضب وهمست بتهديد : لو سمعت هاد الحكي مره تانيه بقص لسانك
جواد اقترب منهم : اسيل
اسيل نظرت له وعيونها مغرقه بالدموع هي الاخرى
وقف محتار بينهم وهو يتظاهر بعدم سماع الحديث
سحب مريم لحضنه لتنفجر باكيه
شدّ عليها : اشش
جواد وهو ينظر لأسيل تخرج نطق: مريم سامحيها اسيل تعبانه
انتم ما الكم الا بعض لازم تستحملو بعض
مريم وهي تبكي : تعبت من طريقتها معي
جواد : اولا هي اختك الكبيره لازم تقصري لسانك معاها
بعدين اختك متزوجه بتعرفي شو يعني!! ما بصير تفتحي اي موضوع كان بحياتها قبل زواجها
مريم انحرجت انه سمع كلامها وتلعثمت
جواد وهو يمسح على شعرها : هلأ انا بدي اروح عندها
وانت اهدي وبس تشوفيها اعتذري منها
كفاية يوسف ووضعه
مريم ابتعدت عنه : ليش ما رحت عنده لهلأ !
جواد اخفض رأسه : ما لي عين
هو بسببي هون انا مفروض اكون بداله
مريم عادت لتبكي : بعيد الشر والله كان مت بعدك بكفي لمياء
جواد اغلق عيناه
مريم حاولت ان تهدأ من نفسها : طيب خلص خلص
نغير الموضوع
أول ما تطلع لازم تروح ل سديم
جواد نظر لها : شفتيها !
مريم : ما تركتك
وبس طلعت من العمليات طلبت تدخل عندك قبل لا تصحى
وبعدها طلعت وهي تبكي
حتى قعدت على الارض وكان بكاها بقطع القلب
جواد تسارعت أنفاسه
مريم : لسى بتحبك
جواد اخذ نفس: بدي اروح اشوف اسيل
خرج سريعا وعقله مع سديم
.
.
.
اما اسيل لقد خرجت من الغرفه وهي مقهوره
من كلام مريم
هي لا تريد سوا مصلحتها وهي تعلم
حتى لو ان مريم رفضت السماع لها
يوما ما مريم لن تسامح عبد الرحمن فقط خوفا ان يقولو عنها عديمة الشخصية وهذا ما تريده اسيل
وصلت لغرفة يوسف
ممنوع الدخول عنده سوا فقط وقت الزيارة
كانت تقف عند الزجاج وهي تنظر له بضيق: اصحى يا حبيبي طولت
التفتت  عندما شعرت احد يقف بجانبها
ونطقت بخوف: جواد ليش طلعت
جواد تنهد وهو ينظر ليوسف من بعيد ويشعر بحزن شديد : انا اسف انه هون بسببي
اسيل: ما بتصير تحكي هيك الله كاتب انه يوسف مو انت
جواد نطق : اسيل خفي على مريم  بعرف انك ملخبطه وتعبانه وشايلة هم الكل بس هي كمان نفسيتها تعبانه
وخصوصا بعدها
اسيل نظرت له
جواد : هي كانت زي امها وكانت تحتويها كتير
اكيد فاقدتها حتى لو كارهيتها
اسيل : زي ما انت فاقدها
جواد حرك راسه بالرفض: بالنسبه الي ماتت بهداك اليوم يعني هي بطلت موجوده بحياتي
اسيل: مو مصدقه انك بتقدر
جواد : الحقد بقلبي عليها كفيل اني اطلع بروحها
بس عشانكم ما سويت هالشي
فاكيد سهل علي اعتبرها ماتت ولو شفتها ممكن اسوي هالشي
اسيل شهقت وكأنه يهددها بشكل غير مباشر
جواد عاد ونظر ليوسف بذبول : متى وقت الزيارة
اسيل : العصر
جواد حرك رأسه واستدار ليذهب وبداخله
فراغ كبيير
.
.
اسيل سمعت صوت بكاء مخنوق
التفت لترى لمياء تقف عند الجدار وتبكي بحرقه
اسيل مشت لها : من متى هون
لمياء وهي تبكي: جيت وسألت عن غرفه يوسف بس شفت جواد خفت اجي
اسيل بضيق: سمعتي؟
لمياء حركت رأسها بالقبول
اسيل مدت يدها لوجهها ومسحت دموعها : تعالي غسلي وجهك مو ضايل شي لموعدك
لمياء مشت معاها
اسيل وهي تمشي: حكيت معه للدكتور وشرحتله شوي عنك
هلأ بالعيادة رح تكونوا لحالكم رح استناكم بره
لمياء احكي كل شي بتحسيه وكل شي صار
لانه الدكتور هو الوحيد الي بقدر يساعدك
لمياء كانت تمشي معاها وما زالت دموعها على خديها
.
.
.
.
كانت تقف أمام الخزانه وتضع ملابسها في حقيبة السفر  وعقلها مشغول
تحاول ان لا تتذكر ما عاشته مع وليد
لكن عقلها لم يرحمها ابدا
تشعر بقرف من نفسها
منذ يومان استحمت على الاقل عشر مرات
تحمد الله ان وليد مات قبل ان يكمل ما بدأ فيه
قاطعها صوت امها : سديييم جهز الغدا
اخذت نفسي وهي تمشي
وخرجت للصاله
نظرت حولها كان كل شيء مفكوك طاولة السفره والارائك بدون اسفنج
نطقت وهي تراهم يجلسون على الارض وامامهم السفره : اسفه اني السبب انا ننقل من بيتنا الي كل ذكرياتنا فيه بس احسن نغير كل شي
والدها : تعالي كلي بلا هبل
الشي الأأمن إلك أأمن النا كمان
امها : ماما ليش هيك وجهك وعيونك زمان ما شفتك ذبلانه هيك
سديم : عادي ما آكل ما لي نفس خليني اكمل شغل
امها : ما رح آكل اذا ما اكتلي شوفي كيف وجهك
جلست سديم بتعب: تمام
امها بحماس : بعدين لازم ننقل قبل لا يوصل عبد الرحمن خليه يجي يلاقي بيتنا الجديد مرتب ما بدي يتعب
سديم : حبيب امه بعد بكره جاي
اكيد ما بنكون مخلصين
امها ابتسمت : طيب انا بحاول اجهز غرفته على الاقل انت كلي
سديم : حاضر ام عبد الرحمن .
.
.
.
العصر
جواد نظر لمريم : بدي اقوم احاول بلكي دخلوني عند يوسف
مريم : طيب بس خلينا نشوف دكتورك بالاول
جواد : اه بدي احكي معه يكتبلي خروج لازم اطلع
مريم أرادت ان تتكلم لكن قاطعها صوت طرق الباب
عقدت حواجبها لتقوم للباب فتحه
للتتفاجئ : خالتوو اهلا !!!
ام عمر : الحمدلله خفت الغرفه تكون خطأ
مريم سلمت عليها
وعلى رغد ورهف : تفضلو
دخلت ام عمر بخوف على جواد
جواد رفع السرير ليستعدل بجلسته
ام عمر اقتربت منه : الف الحمدلله على السلامه متت من الخوف بس حكتلي الخدامه انك بالمشفى
جواد : الله يسلمك متى جيتوا ؟
رغد نطقت: اليوم الصبح بس ماما اتصلت
وعرفت متنا من الخوف عليك وجينا فورا
جواد : شكرا
رغد تقدمت بالورد ووضعته بجانبه وهي تبتسم بخجل : الحمد الله على سلامتك
رهف : ما تشوف شر
جواد : تسلمو
ونظر لام عمر : خالتي ليس تعبتي حالك كانت اتصلتي تلفون علي والله ما بدي تغلبي حالك
ام عمر : انت ابني يا جواد شو هالحكي
رغد : الله بيعلم معزتك بقلوبنا وكم بنحبك
جواد أزاح نظره عنها لينطق : كيف عمر
ام عمر بدأت تخبره عن عمر
وجواد عبر عن غضبه من ان عمر يرسل لحسابه مبلغ مالي بسيط ليسد ما اعطاه جواد
بعد نصف ساعه من الكلام
اعتذرت ام عمر انها تريد الذهاب وان زياره المريض لا يجب ان تطول
جواد رفع صوته وهو يراهم يذهبوا : رغد استني
رغد نظرت لأمها وقلبها ويدق بقوه
امها حركت رأسها بالقبول وخرجت
جواد : مريم روحي معهم شوي
مريم فتحت عيناها على وسعهم
جواد : وسكري الباب وراكي
خرجت  بقهر لتقف عند ام عمر
اما رغد انزلت رأسها بخجل ودقات قلبها وصلت للمليون
جواد بلع ريقه : رغدد
رغد بحب : عيونها
جواد : رح ادخل بالموضوع انت بنت حلوه والف واحد بيتمناكي بحكي معك لاني بحبك زي مريم بالزبط وبتعبرك اختي الصغيره
تجمعت الدموع بعيونها : بس انا بحبك كتير ومن انا صغيره ببني بأحلامي معك
جواد : عمري لمحتلك بشي عمري حسستك غير انك اختي ؟
رغد : بس انت مو اخوي
جواد : انا ما بقدر ولا رح اقدر لازم تفهمي هاد الشي
رغد : لا تكذب مو عشاني زي اختك عشان مرتك ال..
قاطعها : انتي حكيتي مرتي يعني ما بسمح تغلطي عليها
رغد : كانت مرتك
جواد : ولسى مرتي وانا حكيت لأمك برساله
عن آخر الاحداث
رغد : بس ما صدقته ما صدقت انها بريئه
انت بتكذب عشان انساك
جواد صرخ : رغد
انا مو مأثر علي حبك  انسيني عشانك
رغد وهي تبكي : جواد الله يخليك اعطيني فرصه الي بدك ياه بعمله
جواد قاطعها : رغد اوعك تفكري بحياتك بهاي الطريقه انا حبيت احكي معك عشان تتسكر القصه انا ما بحبك ولا حتى زي اختي انت ولا شي بالنسبه الي تمام هيك ؟
ما كنت بدي اجرحك
رغد : جرحتني وخلص
جواد : ما عاد بهمني ويلا اطلعي برا ما بدي اشوف وجهك بكفي  تقرفيني منك
رفعت يدها وهي تشهق حتى يسكت وخرجت  وهي تبكي
جواد تنهد لم يكن يريد أن يقول هذا الكلام لكن يجب ان تنتهي تلك القصه ويجب ان تنتبه رغد لحياتها وتتركه .
.
.
.
كانت تنظر الساعه
لقد طالت مدة الجلسة كثيرا
تخاف ان ينتهي وقت الدخول عند يوسف
وقفت براحه عندما سمعت صوت باب الغرفه
وخروج لمياء ومساعدة الطبيب معاها وهي تعطيها ورقه فيها اسم دواء
اسيل:طولتوا
لمياء :حكينا كتيير
اسيل : ارتحتي ؟
لمياء ابتسمت :حكيت كل شي بقلبي
لحدا يفهمني
اسيل : متى الجلسة التانيه
لمياء: الاسبوع الجاي
وانا بدي انزل للصيدليه
وارجع للبيت قبل لا يرجع مراد من الشغل
اسيل ودعتها
ثم انتظرتها لتذهب لتدخل هي عند الطبيب: السلام عليكم
الطبيب: هلا مدام اسيل تفضلي
اسيل جلست :طمني
الطبيب: زي ما توقعت حالتها متشعبه كتير
كتبت دوا اخف ومره على مره رح تترك المهدئات ان شالله
اسيل بتوتر: طيب الموضوع الي حكيتلك عنه
الطبيب: رح اكتب التقرير فورا
وانت بتتصرفي فيه
طبعا الخوف  مو  مبرر  لأي سلوك
بس صار عندها ردت فعل لما فجأه يتحول مصدر آمان لمصدر خوف بيصير هالخوف مبالغ فيه وهالخوف بكون غيرر مبرر ممم كيف بقربها لك
مثلا زي الخوف من الظلام او الاماكن المرتفعه
الخوف من زعل او غضب اشخاص  لدرجة ممكن يرتكب الشخص جريمه في سبيل انه هاد الشخص ما يزعل منه ولا يعصب
اسيل: زي الفوبيا ؟
الطبيب: شي زي هيك
هي بأي مره بيعصب او بيزعل بتبدأ تحس بأحاسيس اليوم الي تسبب لها بهاي النكسه
بتبدأ فورا تتخيله بيضربها وبيأذيها وبيسلب منها طفلها بكل مره بتتكر معاها هاد الشي
وغير هالشي هي عايشه ب اوهام وخيالات
مو حقيقه ولا موجوده
بتحكيلي انها وصلت ل درجه تعمل شي وتفكر انها ما عملته او العكس
اسيل: كيف يعني
الطبيب وهو يفتح الورق ليذكر الاسم : حكتلي مره تخيلت انها بتقتل ندى وبرتاح منها وبيرجع زوجها يحبها زي اول
بس كانت بعد فتره تروح وهي خايفه تتأكد اذا هي فعلا قتلتها او لا وترتاح بس تلاقيها موجوده ومافيها شي
اسيل بخوف :  ممكن تسويها
الطبيب: هي حابه تتحسن
ساعه ونص  الجلسة  هي  كانت حابه تحكي وحابه تتحسن اظن مع الجلسات بترجع طبيعيه
ومافي خوف لا عليها ولا منها بس هلأ بدها مراعاه هي ما بتقدر تتحكم بردات فعلها الخوف هو الي بيتحكم وهاد لازم تفهموه  وتعذروها
آسيل وهي تنظر للساعه : طيب انا لازم اروح ورح ارجع آخد منك التقرير تمام !
الطبيب: اكيد واصلا كمان شوي بيدأ موعد مريض  تاني
اسيل قامت وهي مسرعه
قبل انتهاء وقت الزيارة ليوسف
وصلت غرفته بالعناية المشدده نظرت للزجاج كانت الستائر مغلقه
ازدادت دقات قلبها : ليش سكروا الستاير جرتت للمرضه : بدي ادخل عند يوسف
وليش مسكرين ستاير غرفته
الممرضه : الدكتور عنده
اسيل بخوف: فيه اشي!!
الممرضه ابتسمت : لا صحي .
.
.

و الان ابكي بدمع الروح لا المقل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن