-26-

4 1 0
                                    

.
.
.
.
وضع يديه خاف رقبته وهو يجلس خلف الحاجز الزجاجي ويستمع ل اقوال معاذ
انزل يديه بعصبية: اوووف
ما رح يزبط الوضع هيك
قام ليدخل غرفة التحقيق ويأمر الشرطي
بالخروج
ويوسف بقي يجلس خلف الزجاج يراقب تحركات جواد
جلس جواد وشبك يداه ببعضهم ونطق بهدوء: اذا انت اخدت مكان وليد !
معاذ : مكان وليد ايش !! انتو من الصبح قاعدين بترموا اتهامات باطلة ما بتليق بمقامي ولا بمقام السيد وليد
جواد ابتسم : السيد وليد ؟!
وبعدها ضحك بسخرية: طبعا رح تضل تحترمه لانه هو ما كان تارك ثغره قانونيه وحده ضده كنت انت وكل الرجال الي معه بآمان
بس انت وديت حالك بداهيه انت وكل رجالكم !! معاذ قطب حاجبيه والتزم الصمت
جواد : وين وليد ؟!
معاذ: بإجازه
جواد بسخرية : مسافر يعني ؟
معاذ : ما رح احكي الا لما يجي المحامي
جواد ابتسم : المحامي الي متورط معك كمان
خليه يقدر يفك نفسه من المصايب الي جبتها على راسه .... احكي وين وليد
عشان على الأقل يتخفف حكمك
معاذ :ما بعرف وليد شو عامل ولا بعرف من وين جبت اتهامتك
بس وليد اكيد قاعد بدور بكل شبر بالارض على خطيبته
جواد: مين خطيبته
معاذ ابتسم يعلم ان سديم معهم لكن اعترافه بوجودها اثبات للإتهامات : مديرة أعماله
كانت مسؤوله عن كل شي بالشركه بس هربت
جواد : هربت او انخطفت ؟!
معاذ ابتسم بإستفزاز : انت اعلم طبعا
جواد وقف : كيف
معاذ: انتو دايما اعلم وادرى
الله يخليكم إلنا
جواد قبض يده بقهر وصرخ وهو يخرج: رجعوه على الزنزانه
وقف أمام يوسف وصرخ : بدي اعرف وين وليد
يوسف: لا تخلي عواطفك تتحكم فيك
مو عارف تسوي شي جواد
جواد صرخ بحده : اي عواطف
يوسف لا تحكي كلام فاضي
يوسف ابتسم : امرك .... خليني اروح اشوف شو صار بالتحقيق مع الكلاب التانين
خرج يوسف وترك جواد يتخبط مع نفسه كم يشتهي ان يزيل اكوام الحزن من قلبه من وجهه ومن حياتهه
كم يشتهي ان يعمل كالسابق بحب بأمل ونشاط كم يشتهي ان يخلع ثوب الحزن ويعش ما تبقى من حياته
ضرب الطاوله بقهر: اوووف
.
.
.
.
.
بالمشفى
شهقت وجرت له لتحضنه بقوه
وكلها شوق لأخها الوحيد
بكت وهي بحضنه : اخخ يا عمر
امي رح تروح منا
عمر شد عليها : الله يطول بعمرها ويخليها
رهف ابتعدت عنه : عمررر الدكتور ما عم يحكي الحقيقة مو انت دكتور روح افهم منه الله يخليك
اقتربت رغد وسلمت على اخاها : كيفك ؟
عمر سلم على رغد ونظر ل رهف: هلأ بروح توكلوا على الله امنا ما رح تتركنا
رغد :  ان شاءالله
عمر مسح دموع رهف : وين غرفة الدكتور
رهف : تعال
ذهب عمر لمكتب الطبيب ليتحدث معه وليدخله عند امه .
.
.
.
.
كانت تمشي بالجامعه مسرعه لتلحق محاضرتها التاليه
توقفت وهي تراه بين مجموعه من زملائه ابتسمت دون شعور  ودقات قلبها ازادت وهي تراقب حركاته العفويه وضحكته
ونسيت نفسها والمحاضره بقيت ك بلهاء تقف بمنتصف الطريق تتأمل ذاك الفتى من بعيد
اما هو كان يتكلم بحماس لكنه توقف فجأة عندما وقعت عينه عليها
احد زملائه : مالك ؟! كمل
الاخر مرر يده امامه : عبوود
عبدالرحمن مد يده للطاوله واخذ دفتره : سلام بشوفكم بعدين
ضحك أحد أصدقائه وقد انتبه لمريم : رايح للمزه
عبد الرحمن التفت له سريعا ونطق بحده : نعم !! الشاب فتح عيناه هو يعرف طبع صديقه كل يوم لديه حبيبه جديده ولم يكن يهمه اي كلام عن اي منهم : عبود !! شو قصتك
عبد الرحمن امسكه من ياقته بعصبية
ليسرع باقي الاصدقاء ويبعدهم عن بعضهم البعض
عبدالرحمن تركه بعصبيه ونظر للمكان التي تقف فيه مريم لم تكن موجودة
ابتعد عنهم وهو غاضب واخرج هاتفه سريعا ليتصل بها
.
.
.
.
ابتسم الطبيب وهو يرى
عمر وبجانبه اختها بوجههما الشاحب
عمر: كيف حالها يا دكتور
الطبيب: كنت جاي اخبر الآنسات
الحمدلله وضعها مبدأيا استقر
صرخت رغد لتحضن رهف بقوه
عمر عادت له الحياه : دكتور بدي اعرف تفاصيل حالتها وبدي اشوفها كمان
الطبيب: تفضل اقعد
عمر جلس امام مكتب الطبيب
وبدأ الطبيب يخبره عن تفاصيل الحاله .
.
.
.
.
كانت تجلس على أحد المقاعد المنزويه
لم يكن هناك الكثير من الطلاب
وكان هواء الربيع يلعب بخصلات شعرها
كانتا يداها في حضنها وتشد عليهم بغضب
وقف وهو يلهث ويراها من بعيد
لم تجب عليه فقرر البحث
بقي يتأمل خصلات شعرها البنيه تتطاير مع الهواء
اقترب منها وهو يهدأ من انفاسه
وامسك بخصلات شعرها وجمعهم
ابتعدت بذعر
ابتسم : هاد انا
مريم : خوفتني
عبد الرحمن جلس بجانبها : وين رحتي
مريم بحرج : اسفه ما
قاطعها: على شو مريم انا الي بعتذر
صمتت مريم وانزلت رأسها
عبد الرحمن نظر للساعه : مو انت عندك محاضرة اورجانيك هلأ ؟
مريم: تأخرت الدكتور ما رح يدخلني
عبد الرحمن اتسعت بسمته : الجوو حلو كتير
ايش رأيك خلص تسحبي على محاضراتك الباقين
مريم نظرت له
عبد الرحمن : بنروح نقعد بمكان حلو
نغير جو من الدراسه يلا ؟
مريم دون اعتراض : اصلا مليت من الجامعه والدراسه
عبدالرحمن وقف
ومد يده لها
فتحت عيناها وبقيت تنظر ل يده بتردد
عبدالرحمن اراد ارجاع يده بخيبه
لكنها وقفت وامسكت يده
ليعانق كفها كفه
ابتسم ومشي وهو يشد على يدها .
.
.
.
.
جلست بعد تنظيف المنزل لتستريح
قاطعها صوت الجرس
قامت وفتحت الباب ونطقت بإستغراب : مراد !! مراد دخل : السلام عليكم
لمياء : وعليكم السلام ، جاي بدري؟!
مراد : اخذت اذن بعد شوي رح يجيو العمال عشان الغرفه
لمياء نظرت لل الغرفة بقهر
دائما كانت تفكر بها
كان يزعجها وجود غرفه فارغه بالمنزل
فليس لها اولاد لتجعلها لهم
لكن الان لم تعد فارغه فقدت وجدت صاحبتها
عبس مراد بحزن ثم رفع صوته فقد ناداها عدت مرات لم تجب
نظرت له : نعم
مراد اخذ نفس وهو متضايق على حالها وجلس : اقعدي
جلست قريب منه
مراد : لمياء ما بدي تضلك لحالك  روحي عند اهلك لحد ما نرجع
رفعت حاجبيها : شهر عسل كمان ؟!
مراد : لأ اكيد بتعرفي الوضع
حجزت بأوتيل على البحر الميت
ضحكت بسخرية: حقك طبعا
احنا تزوجنا من دون عرس من دون شي
لازم تعوض
مراد : لمياء حبيبتي لا..
قاطعته: عموما دون لا تحكي
انا الليله رايحه عند اهلي
مالي نفس اشوف تحضيرك للعروس
مراد : بس ضايل يومين
لمياء قامت : احكيلك وصلني هلأ قبل لا يجو العمال
مراد: لمياء بدي ياكي عندي على بين لا اروح لسى بدري
لمياء : ما بدك توصلني بروح بتكسي
تنهد مراد ثم نطق: ان شاء الله بوصلك .
.
.
.
كانو يجلسون حول امهم
عمر قبل رأسها و وجهها و يدها بشوق
رهف :متى رح تصحى
رغد :الدكتور حكى بأي وقت
رهف وهي ترى عمر يمسك يده امه ويتحدث معها لتستيقظ همست ل رغد: نحكي ل عمر عن سديم انها السبب ؟!
رغد : لا بخاف تحكيليه شي عني
بتعرفي  بذبحني خصوصا أنه مستعد يضحى بروحه ل جواد
رهف همست وهي مبتسمه :معه حق حقق له حلمه ودرسه على حسابه وبلا من اخته الوقحه بكره بنزوجه ست البنات
عمر نظر لهم بفرحه بعد ما رأى عينى امه تتحرك : امي صحيت
ذهبوا لها سريعا
شد عمر على يدها :الحمدلله على السلامه يا غاليه
ام عمر فتحت عيناها بصعوبه وهي تسمع صوته :عُ عُم رر
ابتسم : الله يخليكِ له
ابتسمت بفرحه وحاولت ان تشد على يده
عمر :ارتاحي بس تصيري احسن بتحكي
رغد قبلت يد امها الأخرى :الحمدالله يا امي
ام عمر سحبت يدها منها ببطئ
تجمعت الدموع بعيون رغد
رهف اقتربت من امها وقبلت خدها
وهمست لها:ريحي حالك سديم ما صار الها اشي
.
.
.
كان يبحث عن شيئ بسيارته ليجلسو عليه
مريم وهي تنظر حولها : يالله ما احلى المكان
بتعرف اني بحب اطلع زي هيك اكتر من المطاعم والكافيهات
نطق : وانا كمان بحب كتير الطبيعه
و اخرج سجادة صلاه : ما معي غيرها بنقعد عليها امسكي
مريم امسكتها وهو أخد الشطائر والعصير:
تعالي
مشت مريم خلفه : عبيد لا تدعس على الورد الصغير  ابتسم : حاضر
مشت مريم بحذر وسبقته
ووضعت الساجدة تحت الشجرة وجلست وجلس هو بجانبها
مريم: يلااا جوعانههه
فتح الاكياس واعطاها شطيرتها والعصير
وبدأوا  بالاكل وهم يتحدثون
مريم كانت منجذبة جدا ل عبدالرحمن وخصوصا بالكثير من الفراغ بحياتها
ليس لديها ام ولا اب اخواتها مشغولات مع ازواجهن وجواد يحاول كثيرا الاهتمام بها لكن همه قد أثر على حياته
وايضا عدم وجود اي صديقه مقربه منها  جعل من عبد الرحمن كل شي لديها
مدت يدها للهاتف بعد ان سمعت صوت رساله وقرأتها وعبست
عبدالرحمن وقد اختلس النظر للهاتف: مين مراد ؟!
مريم : زوج اختي الكبيره
عبدالرحمن:  وليش تضايقتي
مريم نطقت : حكالي وصل اختي على بيتنا وحكالي اتطمن عليها كل ليلة اذا اخدت الادويه او لا
نطق :ادوية ايش؟؟؟
مريم : مهدئات يعني ادويه نفسيه
عبد الرحمن عقد حاجبيه :من متى بتاخدهم !!
مريم : تقريبا من سنتين ليش بتسأل ؟!
شد على يده بقهر وهو يفكر كيف أخدوا بشهادتها ضد اخته وهي مريضه نفسيا
مريم : عبد الرحمن ايش فيك !!
عبدالرحمن حاول الابتسام بالقوه
وهو يفكر " الله لا يسامحني اذا ما اخدت حقك يا اختي "
مد يده ووضعها على خد مريم
مريم تشنجت ملامحها وازادت دقات قلبها مع حركة ابهامه
على خدها ببطئ
نطق:بدي احكيلك شي
من زمان بفكر فيه
نطقت بتتأتأه وخجل: احكي
ابتسم عبد الرحمن: من اليوم الي صدمتي فيني على الدرج وانكبت القهوه ورحنا على عيادة للجامعه وانت ما طلعتي من عقلي
حاولت بعدها اتقرب منك بس كنتِ ترفضي
بس بسبب اني كنت مهتم فيكي انقذتك من مصيبه كانت رح تصير لك
بهداك اليوم سمعت صوتك لأول مره
لامس قلبي بطريقه مو معقوله
مريم انتِ غيرتيني
مفروض هاد الفصل اتخرج خايف اترك الجامعه تتركيني معها
مريم انا ... انا بحبك
ارتجف كل ما فيها كان الدم قد تجمع بوجهها
ذكرها بكل لحظاتها كيف و هو الوحيد لم يرى عدم استطاعتها الكلام عائق
لا تعلم كيف تسيطر على قلبها فقد كان ك فرس غير مروض ولا سرج عليه يتخبط في صدرها بطريقه مجنونه شعرت ان الدنيا
أمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت
وردا
عبد الرحمن : شو ردك !
مريم بإرتجاف: شو ممكن يكون ردي !!؟ عبدالرحمن: عندي فضول
مريم بكت
عبدالرحمن توتر وعدل جلسته : مريم ايش فيه
لم تكن بحاجه لكل الكلام الذي قاله ورتبه بطريقه معسوله حتى يجذبها هي قدت حسمت مشاعرها تجاهه كان اول صديق لها واول حبيب نطقت وهي تبكي : بحبككك يا عبد الرحمن
ابتسم ومسح دموعها
حضنته بقوه ليرفع يديه على ظهرها
واكملت بكاها
عبدالرحمن : ليش البكى
مريم : عبدالرحمن في شو جوا
ابتعدت عنه وضربت على  صدرها : في شي جوا مو عارفه اوصفه
عبدالرحمن للحظه شعر بالحزن وهو يتأمل ملامح الطفله فيها ورجفت شفتيها
كم هي بريئه كم مشارعها بكر
حرك رأسه ليزيل افكاره ينتابه شعور غريب
ردة فعلها النقيه اثرت فيه
وقف: مريم احنا تأخرنا يلا نروح
مريم مسحت دموعها
ووقفت: عبدالرحمن
نظر لها
مريم : انا بعرف قداسة كلمة بحبك
وانها مش قابله للخدش
عبدالرحمن بلع ريقه : وليش هاد الحكي
مريم: مين  الي حكالي شعر لا تهوى مليحا واحد .. وما بعرف شو التكمله
ضحك عبد الرحمن واقترب امسك وجهها وهمس: التكمله واهوى الملاح جميعهم ... وانا لقيت فيكي الملاح جميعهم .... بعرف اني كان عندي كتير سوابق بس التوبه بتغفر الذنوب وانت رح تكوني توبتي
ابتسمت مريم بفرح
ترك وجهها واستدار وهو يشعر بشيء غريب : حبيبتي مريم يلا بنكمل حكي بالسياره
ابتسمت مريم ونزلت لتأخذ سجادة الصلاة عن الارض وهي ستطير من السعاده
ومشت سريعا وامسكت يده لتمشي بجانبه
نظر ليدها واخذ نفس واكمل سيره .
.
.
.
.
.
كانت تقف على النافذه كالعاده فهي وسيلة الترفيهه الوحيده لها
تنظر بالماره وبالسيارات
تحاول ان تشغل نفسها بالناس
ضيقت نظرها وهي ترى سيارة مألوفه لديها تقف اسفل العماره التي هي فيها
بقيت تدقق النظر لتعلم هل شُبهه لها ام لا
شهقت عندما رأت مريم تنزل من السياره
ورفع يده هو ولوح لها
وانطلق ذاهبا
بقيت مريم تقف بالشارع تتألم سيارته وهي تذهب وضعت يدها على قلبها وابتسمت
سديم ضربت النافذة بقهر: يا مجنونه يا مريم !!! مشت مريم وهي تمسك كتبها بإتجاهه المنزل فقد طلبت منه ان ينزلها بعيدا حتى لا توبخها لمياء
سديم امسكت هاتفها تريد الاتصال في عبد الرحمن لكن كيف ؟ ماذا ستخبره لماذا هي بهذه الشقه وكيف رأتهم !
ضربت رجلها بالارض بقهررر وهي تذكر شكل مريم السعيد : ايش بتعملل يا عبد الرحمن
ايش بتخبص يا زفتتتت اوف منك . .
.
.
.
.
بالمشفى
ابتسم جواد وهو يسلم على عمر بحراره
وفرح بإستقياظ امه : الحمدلله على سلامتها
عمر ابتسم : الله يسلمك
وشكرا لك كثير انك جبتها
جواد ضرب كتف عمر : بلا غباء
زي امي وذكرى الوالده الوحيده
عمر : الله يرحمها
جواد : امين ، كيف دراستك سمعت انك من اوائل الدفعه
عمر ابتسم : الحمدلله فضل الله ثم فضلك
جواد : اووف عمر ما رح نخلص اليوم
بدي ادخل اشوف امك واسلم عليها خدلي اذن
عمر وهو يذهب : يلا يلا .
.
.
دخل بعدما رجع له عمر ومشى لها
وقبل رأسها : الحمدلله على سلامتك
يا غاليه
ام عمر بتعب : الله يسعدك ويفرح قلبك
ابتسم كم يحتاج لتلك الدعوه : امين
ام عمر وهي تنظر لبناتها يقفن بعيدا
همست ل جواد بتعب : سمحنا يا ابني انا وعدتك احافظ على الامانه
جواد عبس : لا تعبي حالك خالتي
ام عمر : سديم بنت قلبها نضيف بس مجنونه
وما قدرت ابعدهم عن بعض
جواد انزل رأسه
ام عمر بنفس الهمس : الله يرضى عليك ..
قاطعها جواد : انا بعتذر مو مفروض جبتها عندكم
عمر بضجر : يا امي ما حكيتي معي زيه وانا المشتاق لك
جواد ضحك : تعال تعال لا تموت
ابتسمت ام عمر
عمر ابتسم : الله يخليلي هالبسمه الحلوه ولا يحرمني منها .
.
.
.
.
دخلت مريم المنزل وهي سعيده
حضنت لمياء : نور البيت
لمياء وما زالت آثار الدموع بعيناها : شو سر الفرحه الله يسعدك دايما
مريم شدت عليها : احن اخت
انت اكتر من ام إلي اكيد بفرح انك عنا
لمياء ابتعدت عنها وقبلت رأسها : حبيبتي انتي
مريم : بدي آخد شاور وبعدها بدي نقعد سوا
لمياء : يلا بستناكي .
.
.
.
.
.
كانا يقفان خارج الغرفه ويستمعان للطبيب
الطبيب: عرفت منك انه عايشه بمنطقه بعيده
بس تطلع من المشفى خطر ترجع هناك
لو تخلوها بمكان قريب احسن
تحسبا لأي طارئ
عمر : بس يا دكتو..
قاطعه جواد: بيتي موجود بتبقى فيه لحد ما تتحسن
عمر : طيب ليش ما تبقى بالمشفى
الطبيب: رح تبقى المده المناسبه بس قصدي لما نخرجها لانه أول مره بسبب التأخير حالتها ساءت
وانت بتعرف شو يعني جلطه دماغيه
يعني اي تأخير بتبدا وظائف جسمها تتعطل
عمر : لا قدر الله
الطبيب: ولو توفرولها فراش طبي احسن
لانه زي ما حكيت لك من قبل  عن حالتها الصحيه
جواد : اكيد أن شاء الله
الطبيب: عن اذنكم
وذهب
عمر : جواد رح استأجر لها بيت قريب
جواد بحده : عمر بالله تسكت
عمر تنهد : طيب اذا خليني اروح على السوق واشوف لها فرشه طبيه
جواد: طيب
ومن هلأ رح اطلب منهم يجهزوا لها غرفه بالبيت عشان تكون جاهزة
عمر : شكرا
جواد : عمر انقلع ارجع على روسيا
عمر ضحك
قاطعهم صوت هاتف جواد
رد : اهلا يوسف ... وينك ... لا يوسف ليش مو بالدوام ؟!
ابعد الهاتف قليلا وهو يبتعد عن عمر : عن اذنك عمر
عمر حرك رأسه
يوسف: رحت اتغدى مع اسيل
جواد : لا تخليني ابدأ فيك وبأسيل
انا مش موجود وسليم بالمحكمه
وانت رايح تتغدى مع مرتك
يوسف : خلص بخلص أكل وبرجع متصل عشان شي تاني اوف منك
عند عمر ضغط على يده بقهر وكل مافيه يرتجف غضبا !!
وهو يرى جواد يختفي عن نظره وسمعه
اذا يوسف هو اسم زوج محبوبته اسيل
والان يتغديان سويا وربما ينتظران طفلهم الاول بشغف
ضرب يده بالجدار بقوه وداخله يغلي
اسيل فتاته الصغيرة احبها منذ ان كانت بعمر السابعه عشر فتاه مجنونه طائشه
ليش لها هدف في هذا الكون سوا ان تخبر زوايا الارض والسماء بجنونها
يذكر تمرد شعرها الغجري على اكتافها
وعيونها الخضراء اللامعه
وضحكتها وصفاء قلبها
بكائها دون سبب وبسبب
كانت تضحك معه وتبكي على كتفه
تشاركه همومه وتمسح دموعه
هي هي بذاتها بلسانها العذب قالت له " احبك "
كان يشعر بالقله عندها كان يشعر دائما انه دونها فكيف يرد عليها ويقول انا أيضا
اراد ان يخبرها بهذا الحب الكبير عندما يكون يليق بها عندما يكون ذو مكانه على الاقل اكثر من ان يكون سائقها
مسح على وجهه ليهدي نفسه وعاد الى امه
وهو يحاول ان يفكر بكل شيئ سواها لكن مُحال مع كل نبضة قلب يذكر اسمها
مع كل ذكرى يزداد حبها
يشتاق وبشده لرؤيتها
يدعوا الله ان ينساها ودون شعور  يناقض نفسه ف يجد نفسه يدعي بصدفه تجمعهم ليملأ عيناه
بدواء قلبه وروحه وبلسم جروحه
.
.
.
.
.
داعب النور اهداب الصباح
واشرقت الشمس لتدفئ القلوب البارده
لتجفف الدموع وتبخرها  لتصل اشعتها لكل عين حزينه وتخبرها ان الدنيا لم تنتهي ولن تقف عند ألمك
لتقول بصوت حاني هيا انهض فعمارة الارض مهمتك
لكن أشعة الشمس بكل ما تفعله لم تيقظ بطلتنا النائمة بعمق وايضا لم يوقظها صوت الجرس المتكرر
كانت تنام بعمق ولا تأبهه لأي شيئ
خلف باب الشقه  اخرج المفتاح
وفتح الباب لم يرد ان يدخل دون قرع الجرس احتراما لها وحتى لا يخيفها
لكنه اُجبر
وضع اكياس الفطور على الطاوله وذهب ليبحث عنها
ابتسم وهو يراها تنام بطريقه فوضويه
وتشد على اللحاف بقوه
اقترب منها و نظر لكومة المناديل بجانبها
نظر لوجهها كان انفها احمر وكانت دمعه ما زالت عالقه بين عينها وانفها
كيف كانت ليلة سديم لما بكت
كثيرا !؟
اقترب وقبّل تلك الدمعه وابتعد سريعا وهو يلمس شفتيه
مد يده الثانيه وهزها  لا يريد ان يسمح لنفسه تأملها والغوص بها:سديم سديم
صوته كان بزوايا عقلها ل درجة ان تبتسم وهي نائمه
ابتسم وهزها بقوه اكبر
فتحت عيناها : اتركني انام
جواد : لا كفايه يلا قومي
شهقت عندما استوعبت وقامت سريعا : كيف دخلت
جواد: بالمفتاح متت وانا ارن الجرس
سديم حاولت جمع شعرها سريعا : طيب اطلع هلأ باجي
جواد : لا  تنامي
سديم وهي تتثاوب: لا لا روح
خرج جواد وهو مبتسم
وهي قامت وهي مرتبكه
شهقت عندما نظرت بالمرآه :الله ياخدك يا سديم شو هالمنظر ؟!
غسلت وجهها وبدلت ملابسها ورتبت نفسها
وخرجت لترى جواد ينتظرها وامامه فطائر
سديم وقفت تفكر لماذا يريد الفطور معاها جواد : تعالي
سديم : ليش جاي تفطر عندي
نظر لها جواد أراد اخبرها ان كل ما اكله دون ان تكن معه كان سما حاشا ان يسمى غذاءا
سديم :حاط لي سم ؟
جواد نظر لها بعجب كأنها اخذت الكلمة من افكاره :يا ريت
شهقت بعصبية:لا والله
خد اكلك وروح يلا
جواد : لا لا مو قصدي عنك لحالك
تخيلت للحظه هاد الاكل فيه سم ونموت هون سوا
سكتت ماذا يقصد دقات قلبها زادت تخليت ان هذا حقيقه
وان يموتا وان يعرف بالآخره انها على حق وانها انظلمت
جلست عند الاكل ونطقت: انت مستعد للموت؟
جواد : كيف يعني
سديم : يعني مو خايف من حساب الله
جواد : ليش بدي اخاف من العقاب بالعكس انا متأمل بالخير وبالجنه
سديم : وانا ؟! ربي مارح يسألك عني !!؟
صمت وبهتت ملامحه
سديم تبدلت ملامحها وهي تقاوم البكاء
جواد يشعر بإرتجاف ملامحها
لكن لم يشعر بإرتجتف ملامحه هو ونطق : ربي بعرف كم انا بتعذب كل يوم
مسحت دمعتها هل الان تعروا من مشاعرهم هل جواد تنازل قليلا
لكنه نطق وهو يسمح على وجهه: اوووف وين وصل الكلام كلي
قبل لا يبرد
-
-

و الان ابكي بدمع الروح لا المقل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن