-43-

3 1 0
                                    

.
.
الممرضه : دورت عليكي كتير
سديم بخوف: ليش؟
الممرضه: خلصت العمليه
سديم بسرعه: وكيف جواد !
الممرضه : نقلناه حاليا على غرفة خاصه
وضعه مستقر
سديم أقفلت عيناها : الحمدلله
ثم نطقت : متى بقدر اشوفه ؟
الممرضه: بده  وقت لما يصحى
سديم: بدي اشوفه قبل لا يصحى
الممرضه بإستغراب:تمام بس شو بتكوني للمريض !
سديم :اءء مرته
الممرضه: معك هويتك !
سديم : لا
الممرضه: اذا بدك تستني لما يصحى
او اذا الشرطه الي عنده بيعروفوا انك مرته عادي بتدخلي
سديم قاطعتها: أخته اظن معاها هويه
الممرضه: تمام خليها تجيب هويتها وبندخلكم
سديم عادت مسرعه لغرفة اسيل
لتُطمأنهم ولتخبر مريم ان تأتي معاها
وتعطيهم الهويه
اخبرتهم وعادت مع مريم
مريم بسعاده: الحمدلله الي تطمنا عليه
حياتنا من دونه ولا شي
وقفوا أمام الغرفه
سديم: اءء مريم عادي ادخل لحالي
مريم صمت قليلا لوهله خافت ان تأذي جواد بسبب ما تعرضت له
لكنها تداركت افكارها ونطقت : تمام لا تتأخري
سديم :بدي كمان طلب
مريم :شو
سديم: بس اطلع بدي اروح لأهلي
عادي تعطيني جاكيتك عشان ما امشي بالشارع ب هاد القميص والدم !! مريم :تماام بس صح ليش لابسة قميص جواد
سديم اخذت نفس والتفت لتدخل دون ان تجيبها
فتحت الباب لتدخل واغلقته خلفها .
.
.
.
.
كانت تقف وهي تعد السفره  اليوم دورها بالطبخ وداخلها الف كسر وكسر
اخيها الاكبر الذي بمقام ابيها
وكان في الطفوله و المراهقه صديقها أيضا
كيف وصلت الى هنا معه !  كيف اصبحت تخافه وتهابهه بهذه الصوره كيف اوصلها الخوف لإرتكاب كل هذا !!
تشعر أنها تريد ان تتكأ على أحد وتقول كل ما في قلبها له لا احد يفهمها ابدا
نظرت للصاله ل مراد الذي يجلس مع ندى يتناقشون على اسم الصبي !!
هل تلوم مراد !! نعم مراد لم يعد كالسابق لديها فقد خذلها كثيرا ولم تعد تستطيع ان تجلس معه لتخبره مافي قلبها
لوهله تجلس مع نفسها وتتبرر له زواجه فهو طلب منها وترجاها وحاول فيها ان تترك تلك الحبوب المهدئه التي اماتت حياتهم الزوجيه
لم تكن كل القصه الاطفال فحسب بل كانت تُترجم عند مراد بالمتعه ايضا
تنهدت بوجع وهي تفتقد نفسها سابقا
وكل ما يدور برأسها رسالة اسيل في الصباح تخبرها انها حجزت موعدا عند طبيب نفسي معروف غدا وستذهبان له سرا
جلست على كرسي السفره وهي تشعر بغربة غريبه غربة محليه رفعت صوتها : مراد الغدا جهز .
.
.
.
خرجت من غرفتها وهي تمشى بهزل وتعب
وتتجهه الى حيث ما قلبها ينبض
وقفت عند زجاج العناية المشدده تتأمل يوسف البعيد
عاري الصدر من الملابس لكن مليئ بالاجهزه
بكت وهي تضع يدها على الزجاج تشتهي لمسه والكلام معه
يوسف علمها الكثير والكثير
علمها كيف يتمسك الإنسان بمن يحب كيف يكون شجاعا بالحب
كيف يكون ذو روح طفلِِ وقلبٍ شاب
لا يمل من اعطاء الحب ولا الامل
يوسف جعلها تكتشف نفسها تكتشف نقاط قوتها وضعفها يوسف كان دائما معها وبظهرها مهما كانت الظروف
همست:لا تروح وتخليني بعد ما خليتني احس شو يعني الروح تلبس روح وتعيش فيها
شو يعني اني القى حدا جنبي بأي وقت
اقفلت عينها ودموعها اكملت الكلام
.
.
.
اما مريم كانت تقف تنتظر سديم
سديم التي أشعلت بروحها وفكرها مره أخرى عبد الرحمن وجعلتها تذكر جُل ايامها معه
هل تبكي ان تلك الأيام ذهبت ام تبكي على انها ليست حقيقة! ام تبكي على أنها تحب من لا يستحق الحب! ام تبكي شوقها له !!
بكت وهي تشعر بضياع .
.
.
.
.
فتحت الباب لتدخل واغلقته خلفها
اخذت نفس وهي تراه ينام على السرير بلباس المشفى الازرق
وقفت امامه وهي تتأمله ودقات قلبها سريعه
جلست على طرف السرير
وهي تمسك يده وتتأمل تفاصيل وجهه المتعب ، سماره المرهق ، ما زال في عقده الثالث لكن خُطت خطوط على جبينه لا تظن ان لها علاقة بالعمر بل لها علاقة اكثر ب شيخوخة الروح والقلب
مررت اصابعها على جبينه لتحاول فرد تلك التجعيدات وهي تتأمل رموشه التي تنام بهدوء ، انفه الملائم لوجهه وشاربه المتوسط الكثافة اسفله المتصل مع ذقنه نلقت يدها الى ذقنه ونطقت بهدوء:جيت اودعك
الي تسبب انه نجتمع مره تانيه مات وخلصنا
وصار لازم اروح ... ما قدرت اودعك قبل سنتين هلأ بدي اودعك
اخفضت رأسها لتضع أنفها على طرف جبينه قريب شعره تستنشق رائحته ثم تقبل جبينه بعمق
ثم تنزل شفتاها الى وجنتيه وتقبل كل جهه عدد كافي من قُبلات الوداع
وتترك دموعها مع قبلاتها على وجهه تعلم انه من الممكن ان يتقابلو مره آخرى او من المؤكد لكن سيلتقوا كالسابق البعيد كالغرباء !
قامت  ومازالت يده بيدها همست بصوت مخنوق: كنت احبك كتير
شهقت وهي تبكي بسبب وجعها مما تنطق وبسبب ضعفها تجاهه
وتعلق قلبها به رغم كل الظروف :ولسى بحبك ورح اضل احبكك لآخر يوم بعمري
تركت يده لتمسح دموعها :بس ما رح اقدر ارجع اعذب روحي معك
التفت مسرعه للباب وخرجت جريا حتى لا تضعف واغلقت الباب بقوه
واجهشت بالبكاء وهي تغطي وجهها بيدها وتشعر بصدرها يضيق على قلبها
.
.
الآن أبكي بدمعِ الروح لا الِـمُقَلِ
الآن ما عادَ ، لا يأسي ، ولا أملي
في لحظةٍ بين إن كانت هنا ومضتْ
أصبَحت عود ثقاب جِدّ مُشتعلِ !
أهكذا الروح أيضاً تنحني ؟وإذن
ماذا تبقى بهذا الصَّرح لم يَمِـلِ ؟!
في لحظةٍ شاخت الأوجاعُ أجمعها
حتى النّدى شاخَ في ينبوعه الخَضِل !
الله .. قد ترحل الدنيا بآهلها
على حقائبِ شخص عنكَ مُرتحلِ !

و الان ابكي بدمع الروح لا المقل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن