-47-

2 1 0
                                    

.
.
.
لئن غبت عن عيني وشطَّ بك النَّوى
فأنت بقلبي حاضرٌ وقريبُ
خيالُك في وهمي ، وذكرُك في فمي
ومثواك في قلبي ،  فأين تغيبُ !! .
.
.
.
كانت تقف أمام المرآه وهي تمرر احمر الشفاه ذو اللون الوردي على شفتيها
وهي تتأمل كحل عيناها ورموشها
واللون الوردي على وجنتاها
قاطع اندماجها صوت والدتها وهي تتكتف : وين على هالمسا!!
سديم : بدي اطلع انا واخوي شو المشكله!
ام عبد الرحمن : وليش كل هالتزبيط !
سديم لفت على امها : استني البس الشال واحكيلي اللبسه حلوه او لأ
ام عبد الرحمن  وقفت تنتظرها
وهي تلف حجابها
سديم القت نظره على نفسها ببنطال واسع بنفسجي داكن وقميص أبيض وحجاب بنفسجي فاتح
ام عبد الرحمن : حلو
سديم اخذت حقيبتها البيضاء
وقبلت امها : يلا سلااام
ام عبد الرحمن: صليتي المغرب!
سديم : اه قبل لا البس
ام عبد الرحمن: الله يرضى عنك بس وين اخوكي
ضحكت سديم : متمحس بستناني تحت!
امها وهي تراها تذهب : الله يستر منكم .
.
.
.
.
بحديقة منزلهم الكبيره التي زُينت من فضل الله بالوان الربيع الاخضر والورد الاحمر والاصفر والبنفسجي
كان الجو هادئ جدا وخصوصا بعد تجهيزات مريم المكثفه
كان جواد يقف بالقرب من الفحم ينتظر ان يصبح مناسبا لوضع اللحم
وكان يجلس يوسف بالقرب منه ويتبادلوا الحديث
اما مريم  تجلس على الارائك
وامامها عربة قيس وقصي وتلعبهم
اسيل اتت من الداخل هي والخادمه تحمل اطباق اللحم والدجاج الموضوعه على الاسياخ : جواد جهزوا
جواد نظر لها : تمام حطيهم على الطاوله
اسيل وضعتهم واقتربت من يوسف لتضمه من الخلف وهي تخفض نفسها له  وقبّلت خده وهي سعيده : حكيت ل جواد !!!
جواد نظر لهم : شو !!
يوسف ابتسم : لأ
اسيل اعتدلت بوقفتها وعينان مريم وجواد تتجهه نحوها
جواد بقلق ترك المهفه البلاستيكيه من يده: شو في !!
اسيل : اليوم كان عند يوسف جلسه علاج طبيعي و و ... حكاله الدكتور
انه استجاب للعلاج
صرخت مريم : جددد!!
جواد بصدمه : بتحكي جد !!
وابتسم بسعاده مُطْلقه: وهلأ حكيتولنا !!! اقترب من يوسف وهو يضع يده على كتفه واراد الكلام وهو مبتسم
قاطعه يوسف بجمود : استجابة ٣٪ بس
اسيل ابتعدت عن مريم التي تحضنها وذهبت لتقف أمامه : المهم في استجابه ومع الايام بتزيد
يوسف: بس ممكن ما تزيد وبعدين سنه كاملة علاج بس ٣٪
متى برجع امشي بس اصير بالسبعين
اسيل عبست وهي تنظر له
جواد هز يوسف بقوه : اوووف شو بتحب النكد بدأت تستجيب يعني ممكن ترجع على رجليك بيوم من الايام
مريم : الالاف المرضى بتعالجو سنين ومافي استجابه ولا واحد بالميه ولسى ما فقدوا الامل كيف انت الي عندك كل الأمل
اسيل : صح كلام مريم
واصلا الدكتور كان كتير مبسوط
بعدين جد بتحب النكد وانا بحكي ولادك لمين طالعين
مريم قاطعتها وهي تحمل قصي : الحمد الله نكدين على ابوهم ولا ثقال دم على امهم
يوسف ضحك وتبعه جواد
اسيل فتحت عيناها وهي تنظر ليوسف : بتضحك اه !!
ونظرت ل جواد وهو ما زال يبتسم ويضع اللحم على النار : جواد يا حبيبي اوقف مع اختك ولا تطعمي هدول الاتنين
جواد ضحك
مريم : لا حبيبتي انتي بتروحي على بيتك وبتشبعي
وانا وجواد هلأ ما النا إلا بعض
بعدين ما كذبت ولادكم غريبين
اسيل وضعت يدها على خصرها : ليش ان شاء الله
مريم : تخيلي اخدوا شقار يوسف وخضار عيونك اووه بيطلعوا أوروبيين
بس هم ما خدين لون عيون جوزك وسمارك
يعع
ارتفع صوت ضحكهم
اسيل فتحت عيونها على وسعهم ونزلت  لحذائها
مريم وهي ترجع للخلف: لا لا معي ابنك
اسيل تركت الحذاء: اولا يصح لك لون عيون جوزي ولا سماري يا قطعة الثلج
مريم ضحكت
اسيل : ثانيا اولادي هدول بكره بناتك رح يموتو حالهم عليهم
بس تفشري انتي وبناتك
ثم نظرت ليوسف: وانت بتضحك
انت معي ولا معاها !!!
يوسف ابتسم بحب : وانا بقدر اكون غير معك
فديتك انتي وسمارك وولادك
اسيل ابتسمت بخجل واقتربت منه وهي تمسك وجهه وهمست : بحبكك
ارتفع صوت بكاء قيس
مريم بضحكه : تعالي خدي ابنك التاني
اسيل رفعت وجهها لها : انت اصبري علي والله لأموتك
جواد غمز يوسف وهو يرى اسيل تذهب : لا اليوم لازم نحتفل بهاد الخبر الحلو
رح ارن على الشباب بدنا نسهر زي زمان
يوسف: لا لا ما بدي
جواد : مو على كيفك
بعدين اليوم لازم احتفال اكتر من شي حلو صار
يوسف ابتسم : شو صار ! احكي
جواد اراد الكلام
لكن صوت صراخ مريم ارتفع وهي تجري : جواااااد خلي الغوله تبعد عندي
جواد رفع صوته : بتستاهلي
مريم وقفت وهي تلهث: اسوله عمري انتي
بحبك انا
اسيل وهي تتنفس بسرعه بتعب : بعد شوو
نظروا لبعضهم عندما ارتفع صوت الجرس
اسيل وهي تمرر يدها على شعرها لترتبته بعد الجري: مين ممكن يكون !
جواد : مريم شوفي بما انك محجبه مو قادر اترك اللحم لازم اشيلة لا ينحرق
لكن قاطعتهم الخادمه
اسيل نطقت: مين ؟!
الخادمه ارادت الكلام لكن قاطعها صوت من خلفها : انا
التفت الخادمه بغضب :  مدام قلت ابقى عند الباب
اسيل تداركت الموقف : مرام خلص روحي
جواد كان قلبه ينبض بقوه
وانفاسه تسارعت
نطقت اسيل وهي تقترب منها : تفضلي
دخلت سديم وهي تشد على الحقيبه بتوتر بسبب دخولها الى هذا المنزل  اخر يوم لها فيه كان سيئ جدا وقد كانت حلفت ان لا تدخله مره أخرى لكن للضرورة احكام وللحلف كفارة
كانت تحاول ان لا تنظر للجهه التي يوجد بها جواد نطقت بهدوء: بعتذر على الازعاج
جواد كان ما زال يقف بمكانه وهو مصدوم لأبعد حد لم يتوقع ابدا مجيئها
اسيل ببسمه : لا شو ازعاج بتعرفي انه البيت بيتك سديم
نطقت مريم بفرح فهي واسيل يدعون ليلا ونهارا ان تعود لجواد : حماتك اكييد كانت بتحبك قرب الاكل يجهز
سديم التفت لجواد وهي تنظر له وقلبها يقرع بقوه داخل صدرها ونطقت بضحكه : مش رح تاكلو انتو كمان الاكل رح ينحرق
جواد اغلق عيناه ليهدأ انفاسه واضطرابه ثم فتحهم وهو يرى بعيونها شيء غير الرضى والرجوع : سديم شو بدك !
يوسف همس له : جوااد!!
سديم عادت ونظرت لمريم : بدي احكي معك
مريم اشرت على نفسها : انا !!
سديم : اه انتِ !!
مريم: لحالي؟
سديم وهي تجلس : هو الحكي إلك بس بيهم غيرك
اقعدي !
مريم مشت لتجلس قريب منها
وجواد مشى ليقترب منهم
يوسف سحب كريسه للفحم وبدأ بإزاله الاسياخ
ثم تبع جواد ليوقف كرسيه بجانب اسيل
سديم نطقت وهي تحاول إخفاء رجفت صوتها بسبب نظرات جواد الحاده الذي كان يقف خلف الارائك بجانب اسيل ويوسف : مريم بتتذكري لما حكينا سوا انا وياكي بالمشفى !
مريم بتوتر حركت رأسها بالقبول
سديم : عرفت وقتها انك جد بتحبي عبد الرحمن
مريم تلون وجهها وارتفعت حراراتها
السؤال قد يكون على الوتر الحساس او قد يكون محرج امام جواد ويوسف!
همست اسيل وهي ترى جواد يرفع حاجبة : خليها تخلص بعدين احكي
سديم : وبعرف انك لهلأ بتحبيه
ومو طالبه منك جواب
رفعت رأسها لتنظر لجواد وتكمل : لاني متأكده
انه لما تحبي ما بتنسي حبك بسهوله وحتى لو مرت ٣ سنين فراق ووجع وقهر حتى لو الي بتحبيه كان السبب انه ٣ سنين كاملين وانتي بتتعذبي
همس يوسف لأسيل:شوفي جواد
اسيل كتمت ضحكتها وهمست له : طبعا بده يصير هيك بتحكيله انها لسى بتحبه
سديم عادت ونظرت لمريم : عبد الرحمن بحبك والله بحبك كتييير هو غلط بس كان بإعتقاده هالشي يشفي غليله بس ما توقع انه يحب !!
جواد بغضب :سديم انت مستوعبة شو بتحكي!
سديم نظرت له:اه
ثم نظرت لمريم: والله انه بحبك وانا ما تحملت اشوف اخوي هيك بيتعذب وهو بحبك وانتي بتحبيه
مريم تكتفت لتنطق بجرأة: لا عادي بتقدري تتحملي هينا متحملين ومن زمان
جواد ابتسم و اسيل همست بإعجاب بالرد : براڤو
سديم ضحكت : شكرا انك اختصرتي علي الحكي
... بإختصار رح نعمل اتفاق انا وانتِ
مريم : إتفاق!!!
سديم : شوفي مريم  بدنا نيجي نخطبك لعبد الرحمن
اذا وافقتي وانا رح اوافق على طلب جواد
واذا رفضتي نفس الشي رح تحكمي علي انا وجواد انه ما نرجع لبعض
جواد  فتح عيناه بدهشه
مريم كان قلبها يدق وبشده
سديم: شو حكيتي ؟
جواد نطق سريعا وبخيبة أمل : مستوعبة شو بتحكي !
سديم رفعت حواجبها : الاتفاق بيني وبينها
ليش بتتدخل
جواد ضحك بسخريه: اولا انا داخل بهاد الاتفاق من جهتين
ووحده منهم اني ولي امرها لمريم وما رح اسمح تاخد واحد ما بيستاهل
سديم :  ولي امرها بس ما بتتدخل !
ومين حكالك انه ابوي موافق ارجعلك ؟! ومين حكالك انه شايفك بتستاهل !
جواد صمت
سديم وقفت وهي تنظر لمريم التي كانت ليست معهم اصلا :  لا تتأخري علينا بالرد ما بحبوا اهلي يستنوا
وكمان نسيت احكي
كتمت ضحكتها:  لاني بعرف انكم غشاشين ما رح نرجع نكتب كتابنا إلا بعدما تنزفي بالفستان الابيض ل عبد الرحمن قبل هيك لأ
مريم دون شعور اجابت : شو بتحكي مستحيل اتجوز وانا ما خلصت جامعه
سديم ابتسمت : وانا ما وراي اشي بستنى
جواد بغضب من مريم كيف تجيب وكأنها وافقت: مريم !!!!!!!!
مريم اخفضت رأسها
سديم ابتسمت وهي تنظر لجواد وهي تعلم انه الان بحيره : يالله عن اذنكم
تركت الحديقه لتدخل لمنزلهم لتذهب لباب المنزل
جواد مخاطبا مريم بحده : بدك تتجوزيه !!
مريم امتلت عيونها بالدموع
اسيل نطقت: مريم روحي على غرفتك
مريم قامت مسرعه وذهبت جريا واطلقت العنان لدموعها وبنفس الوقت كانت تبتسم !!!
جواد بتفكير ذهب سريعا ليحلق ب سديم
سديم كانت خرجت من باب المنزل
سحبها من يدها بقوه ليلفها عليه وهو يقف عند باب  المنزل
سديم  بألم وهو ما زال يمسك ذراعها وتوتر بسبب ضيق الحيز بينهم : اييي جواااد اتركني !!
جواد وهو ينظر لعيناها : ليش هيك بتعملي فيني ليييش!!!!!
بلعت ريقها وتحاول ان تبعد عيناها عن عينيه ونطقت : شو عملت ؟
جواد وانفاسه سريعه:  شو عملتي!!! بتعرفي اني مستعد اعمل اي شي عشان تسامحيني و ترجعيلي
سديم ارتجف كل جسدها وهي ترى عيناه وشفتاه وحتى نبرة صوته كان يفيض بالحزن
نطق: بس مو بخواتي يا سديم !
انت اكتر وحده بتعرفيني ليش بدك تعذبيني اكتر!!
سديم عيونها امتلئت بالدموع: لو بدي أأذي خواتك بتعرف شو ممكن اعمل وبمين كمان !!
انا بدي ازوجها لشخص فعلا بحبها وهي بتحبه
جواد : هي ما بتحبه
سديم ابتسمت وأخذت نفس: اكتشف لحالك انها بتحبه او لا !!
جواد : سديم اخوك دمرها لمريم بالموت لا رجعت زي زمان
سديم : ليش انت بس بيحق لك تخاف على خواتك وتشيل همهم والناس لأ ؟
صح طريقة عبد الرحمن خطأ بس يمكن من قلة الحيلة لا عنده نفوذ زيك ولا واصل ولا يقدر اصلا يسويلك شي وقارن تدمر حياة مريم بحياتي !!  جواد صمت
سديم : بعدين انت مفكر انه
بوضعنا  الورد بيخليني اسامحك ولا كم كلمة حلوه هديك سديم القديمه
و انا هون عشان اخوي لاني بعرف عقلك صخر ورح توقف بوجهه سعادتهم
و حكيت خليني اشوف اذا جد بده ياني او لا!!!
جواد وهو يقترب منها اكثر :افهم من حكيك انك مو على شاني !
سديم بلعت ريقها وحاولت الرجوع للخلف لكنه يمسكها
سديم ابتسمت بإرتباك : لأ مو عشانك
جواد وضع جبهته على جبهتها :مين سديم الجديده؟
سديم  أغلقت عيناها وفتحتهم :اقوى واصلب  واقسى من القديمه
جواد :اقسى عرفناها اقوى واصلب كيف!
سديم اغلقت عيناها ونطقت بلعثمه :زي اني رح اموت من شوقي إلك وقادره اني ما  احضنك وابكي على كتفك!
جواد ابتسم وحضنها بقوه
لتبادله بشوق كبير  دون تردد وهي تضع رأسها على كتفه وبكت
جواد وهي يشد عليها :رح احكيلك عن جواد الجديد
صار اضعف والين واذكى من انه يتركك تروحي بدون لا يشبع منك حتى لو مو عاجبة كلامك
سديم كانت تحاول ان توقف بكاء
جواد وهو يممر يداه على ظهرها ويدفن رأسها برقبتها يستنشق رائحتها: اشتقتلك كتير
سديم ابتعدت عنه قليلا وهي تمسح دموعها وبضحكه :بس احيانا برجع سديم القديمه!
جواد ابتسم وهو لم يشبع منها بعد يشتهي احتضانها لدهر بأكمله
سديم اقتربت وقبلت وجنته
و ابتعدت سريعا ونطقت : اذ مافي خطبة هاي آخر مره  بشوفك
مع السلااامه جواد
واستدارت لتذهب
جواد اغلق عيناه وهو مبتسم وقلبه يدق بقوه: مع السلامه! 
لكن سرعان ما اختفت بسمته ونطق وهو يعود للحديقه : اووف
وصل للحديقه
كانت اسيل تجلس وبيدها قصي وامامها يوسف
يوسف نطق وهو ينظر لجواد : شكلكم خلص رجعتو ؟
اسيل ضحكت
جواد حرك رأسه : لأ
يوسف : طيب كيف لو رجعتو؟
جواد: مش فاهم
اسيل وهي تضحك : امسح امسح الي على خدك !
جواد بإحراج مسح خده بسرعه
اسيل: ما رحت عند مريم عشان ما أأثر على قرارها شوي وبروح
جواد : ما بدي ترضى عشاني
اسيل : لو مكانها رح احكي عشانك زي ما عملت سديم بالزبط
كل وحده رح تلعب دور انها ضحت عشان اخوها وكل وحده فكرت بنفسها قبل الكل
جواد بقي ينظر لها
اسيل : لا تضغط على مريم
خليها تلقى شي تحمي في كرامتها وتحكي عشانك
جواد : بلكي جد عشاني!
اسيل : طيب اترك علي هاي القصه تمام !
جواد : لأ مو تمام انا بحالي رح اسألها
صمتت اسيل وهي تعلم جواد لا يثق بأي احد بسهوله بعد لمياء
..
.

و الان ابكي بدمع الروح لا المقل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن