دمعة وعناق

1.2K 103 3
                                    

رينا ديسمبر 2020

أخرجتُ الدفتر ذو الغلاف الطفولي من الدرج، مسحت بعض الغبار الذي تجمع عليه، لقد شغلتني أحداث الفتره الأخيرة عنه، وهذا آخر ما كنت أتوقعه...
فتحت صفحة جديدة، دونت تاريخ اليوم وشرعت بالكتابة.
'أمي، كيف حالكِ؟ لن أعتذر عن إنقطاعي كل هذه المدة، أعلم أنكِ بجانبي، تشاهدين التحولات التي حدثت بحياتي، لكني سأعتذر لأني فقدت أعصابي مرة أخرى، كنت أحاول أن أفي بوعدي لكِ بضبط نفسي عن هذا، لكنه فاق قدرتي، كان يحاول اللعب بمشاعري لسنتين، بالتفكير كم كان خبيثا، كل تلك الأفعال النبيلة واللطيفة لهدف ما...
لكن أتعلمين، بين كل الأمور، إحتجازه لي، ومعرفتي بحقيقته... الوحيد الذي أخافني أنه جعلني أشك بنفسي لوهلة، ولأكون صريحة معك، ليس لدي أي دليل مع من أقف غير شعوري الخاص، إن فكرتِ بالأمر، شخص حاول التقرب مني ومثل أنه صديقي وأنه معجب بي وغيرها من الألاعيب، أما الآخر حاول دفعي بعيدا خوفا من القادم، ومن أنني قد أعلق بمشاكل، من يكون الصادق والأجدر بالثقة؟ لو كان ميرفي محقا ولو بالقليل كان تصرف بنزاهة وجرأة ليس نذالة واحتيال، يمكنه أن يأتي من الأصل ويطلب مساعدتي.
أيضا أتى مارك لإنقاذي وقد نفعت العلامة التي وضعتها، فأنا لم أتصل بميلينا ولم آتِ لتدريسها عمدا، قد لاحظ ذلك كما توقعت أن يفعل، بالإضافة لشعوره الخاص فأدرك أنني بورطة ما، أرأيت؟ إنه شخص يعتمد عليه. قال أنه متفاجئ من صمودي، أعترف أنها مواقف خطرة وحكايات لا تصدق، بل عالم جديد تعرفت عليه لكن كما ترين إنها المرة الأولى التي أكتب لكِ دون أن أبكي مرددة بأن حياتي فارغة لا معنى لها، أعتقد أن هذه الفوضى أتت لتملأ ثقوب حياتي بطريقة ما، بالطبع، لا تقلقي، ما زلت أشتاق لك كل الوقت، أتمنى أن تزوريني في أحلامي قريبا فأنا أحتاج لعناق...'

بدأت صباحي ولم يكن مزاجي بذلك الصفاء، أشعر بصخرة ما تطبق نفسي، وسرعان ما استشعرت كآبة مارك في الجهة الأخرى من المدينة، كان تعيسا لأبعد ما يوصف، ما الذي حصل له؟
استغللت لحظة وجود أليكس وحيدا:"هل حدث خطب ما بالمنزل؟ أشعر أن مارك ليس على ما يرام".

بدت علي تعابيره الحزن، نظر للسماء متنهدا:"بالفعل، هو ليس على ما يرام أبدا، نحن نكره اقتراب هذا الشهر لمعرفتنا بما سيحصل له".
بقيت أنظر له بترقب فأكمل:"كنتُ صغيرا وقت الحادثة، لكن حسب ما أسمع وأذكر، فهو خسر صديقه المقرب في هذه الأيام، صديق طفولته وصباه".

شهقت بصدمة، إنني لا أفهم فقط ما يعيش الآن، بل أشعر به أيضا، أعلم كم الألم الذي يغلف هذه القصص.
كما لو أن الحياة أقسمت على تجريده من كل مصادر السعادة، القليلة بالفعل في هذه الحياة، هذا ما فكرت به عندما تذكرت صورته بكل مرة حزين على أمر مختلف.
أتت كارين تتفحصنا بشك للحالة التي كنا عليها، فما كان مني سوى عناقها وأحاول جاهدا أن لا أبكي.
أتنمى أن لا يصيب كارين أذى يوما، إنها كتعويض عن بؤس جياتي...

BLODREINA | بلودريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن