سخرية كئيبة.

1.6K 134 5
                                    

رينا نوفمبر 2020:

"حقا!" صرخت كارين تستقيم من تمددها على سريري الذي رتبته للتو.
"لقد أخبرتك دائما أنه معجب بكِ، لتتعلمي أن تأخذي بكلامي في المرات القادمة". استرسلت ترجع خصلة شعرها الأشقر بغرور.
"لكن أتعلمين، شعرت بشيء غريب حياله". قلت أعيد برأسي ما حدث في الأمس لتقترب مني باهتمام فأكملت: "أنا أعترف أنني جاهلة في هذه الأمور، وحين صدمني لم أعرف أي ردة فعل أبدي، لذلك إعتذرت قائلة أنني لا أنوي إقامة أي علاقات غير صداقة في هذه الفترة فأنا أهتم للدراسة أكثر، لكنه ابتسم! كانت ابتسامة غاضبة ربما، ثم سأل 'لا تريدين سوى علاقة صداقة'، فأجبت 'نعم ومع أي كان' لأثبت له أن المشكلة ليست به أو شيء من هذا القبيل، فهمس 'سنرى ذلك' وذهب ببساطة".
فكرت كارين قليلا ثم أضافت: "إنه شاب رفض للتو ماذا تنتظري منه، كما تعلمين ميرفي وطبعه، لا بد أنه قاوم بشدة ليعترف، لا بد أن غروره يؤلمه".
تنهدت وشعور صغير بالذنب تسلل لقلبي، فبحسب معرفتي به، كارين محقة، لا أعتقد أنه شخص يعترف بسهولة.
هل أعطيته أملا زائفا بدون قصد مني؟ ليشهد الرب أنني حاولت دائما أن لا أفعل هذا.
ربتت كارين على كتفي و قد شعرت ربما بما أفكر: "صحيح أنني أخبرتك أحيانا أن تفسحي المجال ليتقرب منك ميرفي لأنني كنت أظن أنه مناسب لك، لكن هذا لا يعني أنني أقبل أن تضغطي على نفسك، ما لم يرتح له قلبك لا تقبليه حتى ولو حاول مئة مرة."
بعث كلامها الراحة بصدري كما يفعل دائما...


أنهيت تدريس ميلينا، و ظهر مارك من مكانه المعتاد في المكتبة -على الأرض بين رفين من الكتب- تقدمت نحوه: "أتذكر تصرفك النبيل في هذه البقعة بالتحديد؟".
قطب حاجبيه باستغراب فأكملت:"إن كنت لا تذكر فأنا أفعل بالتأكيد، فقد كنتُ على وشك الوقوع هنا بسبب تعثري بك وكنتَ أنتَ نبيلا لدرجة أنك حملت حاسوبك وحميته بسرعة".

إبتسم باحراج قبل أن يعلن بانفعال صغير: "كنت أعمل على ذلك البحث لساعات، لم أرد أن يذهب تعبي هباء".

حركت رأسي موافقة: "بالطبع أنا لا ألومك... على أي حال لماذا تبقى هنا من بين كل الأماكن والمقاعد في المكتبة؟"

أدار وجهه ناحية النافذة الكبيرة بمحاذاتنا:"أحب حين يدخل ضوء الشمس من هنا، كما أن هذه البقعة بالتحديد تبعث بي التركيز".

همهمت بفهمت، لكني انتبهت لأمر ما فسألته بصوت منخفض إحتياطا: "إذًا، كما لاحظت فأن الشمس لا تؤذيكم أو تحرقكم كما يُشاع".

أومأ: "هذا صحيح".

"هناك العديد من الأشياء المُتعارف بها عنكم وليست صحيحة، فأنتم تكبرون بالسن، عرفت هذا من جدك، ولا تقرؤون الأفكار..." عددت على أصابعي.

"ربما كانت يوما ما صحيحة". نبس بهدوء.

"ماذا تقصد؟" استوضحت منه.

BLODREINA | بلودريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن