مجرد غريب.

2.7K 196 44
                                    

رينا ، أكتوبر 2019:

أشعر بالغرابة...
أن أذهب وحدي للمدرسة، حتى أنني أشعر أن الطريق أطول، أكره عندما تتغيب كارين، لكن ما بيدها حيلة، فقد أصيبت بنزلة برد، سيكون نهاري مزعجا بدونها.
رفعت رأسي أنفض هذه الأفكار فوقعت عيناي على شاب يمشي بالجهة المعاكسة لي، يضع قبعة رياضية وسماعات أذن، يقطب حاجبيه بحدة بينما عيناه البنيتين شاردة.
ما أن وقع نظري عليه حتى شعرت بشيء غريب، شعور غير مألوف، كأن يدا ما اجتازتني ولمست قلبي، بل اعتصرته...
أبعدت نظري بسرعة للجهة الأخرى حين أصبح قريبا مني لكي لا يلاحظ تحديقي له، لكن حين تجاوزني رأيته من خلال إنعكاس زجاج المتجر، استدار ونظر لي، لم أجرأ على الإلتفات و مقابلته، توترت في تلك اللحظة وفي كل مرة تذكرت بها هذا الموقف، الذي بقي يشغلني لأيام، موقف وإحساس غير معهود ولا يمكن نسيانه، لا أستطيع تفسيره ولكنني متأكدة من وجود سبب وراءه.

رينا، أكتوبر 2020:

اقترب من الباب، نظرت إليه وحينها أفلت الشوكة لا إراديا لتقع وتصدر صوتا، اتسعت عيناي وازردت ريقي.
لا أصدق! بل هذا غير قابل للتصديق.
لماذا هو هنا؟ في منزل ميلينا.
ما هذه الصدف التي تجمعني بعدة أشخاص هنا، لا، إنها لا تبدو صدفا...

كان على وشك قول شيء ما وهو يبتسم بسخرية، لكن حين وقع بصره عليّ اختفت إبتسامته وقابل نظراتي بعين متسعة .
شعرت بغرابة الوضع لأننا أطلنا حرب التحديق هذه فأشحت بوجهي أتنفس بعمق محاولة السيطرة على ضربات قلبي.
لما أشعر بكل هذا التوتر؟
لماذا علي رؤيته بعد هذه الفترة الطويلة؟ والأهم لماذا ينظر لي باستغراب ؟
هل تذكرني أيضا؟
هذا هراء ...

ذهب بصمت دون قول أي شيء، فعلا صوت السيد ماركوس بجدية :"مارك!"
لكن صوته ذهب في الهواء دون الحصول على أي إجابة..

إذا اسمه مارك...

سألتني ميلينا بحماس :"ما رأيك بجولة في المنزل قبل أن نبدأ بالدراسة ".

أجبت مبتسمة و محاولة تناسي توتري :"لا مشكلة، لكن علينا أن نسرع لكي لا نتأخر بالدراسة".

هزت برأسها موافقة و هي تمسك بيدي تجرني خلفها.
بدأت تشير إلى بعض الأبواب وتخبرني عنها، ثم توجهنا نحو السلم .
حين وصلنا للطابق الأول قالت :"هنا جناح جدي ومارك الذي رأيته قبل قليل، بالمناسبة إنه ابن خالي".
أومأت بتفهم، ثم فجأة ظهر مارك وقال بجفاء دون أن ينظر لي موجها كلامه لميلينا :"لا تقتربي من غرفتي".

ماذا!
من أخبره بأنني أموت لأدخل غرفته؟!
كنت أحترق أريد بصق هذه الكلمات بوجهه لكنني اكتفيت بتجاهله والتظاهر بأنه غير موجود كما يفعل معي، لذلك أشحت بوجهي نحو لوحة معلقة على حائط السلم أتظاهر بتأمل تفاصيلها الجميلة .

أجابته ميلينا بغيظ :"حسنا حسنا، كنت سأخبرها على أي حال بأن هذا الطابق غير مهم".
لم يجبها ورحل بسرعة .

BLODREINA | بلودريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن