شعور الإطمئنان.

3.7K 231 31
                                    

رينا أكتوبر ٢٠٢٠

إذا هذا جاد، زادت نبضات قلبي وشعرت بها تضرب صدري بقوة، زادت معها سرعة خطواتي التي تحولت لركض، مسافة قصيرة وأخرج من هذا الحي المظلم، وحينها يزول الخطر، علي الإسراع و الخروج من هنا...

وبالفعل، عدة خطوات أخرى وكنت قد خرجت منه، لكنني أكملت الركض إلى أن وصلت لباب منزلي.
طرقت عليه بقوة، راجية أن يفتحه أبي بأسرع وقت.
وهذا ما حدث، عندما فتح أبي الباب وقد بدى الفزع على وجهه.
تفقدني بنظراته :"ماذا هناك؟ هل أنتِ بخير؟"

أدركت حجم الخوف الذي كان يعتريني، حين لم أجب بأي كلمة، إنما عانقته بصمت أحاول التقاط أنفاسي.

أغلق الباب و أخذ يمسح على رأسي :"ماذا حدث؟"

حركت رأسي نافية:"لا شيء، فقط أحسست بقطة تركض ورائي. "

ضحك بخفوت:"ألم تتخلصي من خوفك منهم بعد".

ابتسمت:"ليس بعد".

بعد لحظات ابتعدت وقد هدأت فأخبرني أبي أن العشاء جاهز .

" سأذهب لأغسل يداي إذا، أنا جائعة جدا" . قلت أضع يدي على بطني .

نظرت إلى وجهي في المرآة فوق المغسلة، شعور الإطمئنان فعلا لا يعوض، مهما أعطينا أهمية للحب ومشاعر العشق والمرح، لكن لا شعور يفوق الإطمئنان، لقد شهدت هذا قبل قليل، عندما تخيلت الكثير من السيناريوهات داخل رأسي، قد يكون قاتل، أو خاطف يطلب مال في المقابل، أنا شاكرة جدا أنني قد نجوت، لا أدري ماذا كان سيحدث لي، مع أنني لا أشعر بالعادة بخوف ولكن هذه المرة كان حقيقيا، أنا متأكدة مما رأيت .
قاطع صوت أبي حبل أفكاري يناديني، فنزلت بسرعة ...

اندثرت تحت الأغطية، أفكر بالعديد من الأشياء محاولة تناسي الخوف الذي يعتريني كلما تذكرت ذلك الموقف، إلى أن توقفت على أمر كان غائبا عن تفكيري لفترة ليست بقصيرة، ولكن ها قد أيقظته كايلي اليوم بسؤالها ذاك، كان الأمر الوحيد الذي لم أخبر كارين عنه، لأنني لم أعلم ماذا أقول، لو أخبرتها كانت ستقول أنه إعجاب أو حب من النظرة الأولى، كلها أشياء لا أؤمن بها، كان مجرد مصادفة بالطريق لشخص من عشرات الأشخاص الذين نراهم ولا نعرفهم، لكن لقاءه لم يكن عاديا، على الأقل بالنسبة لي، شعرت بشيء غريب، كأن شيء ما غرز بقلبي وثقبه، شعور بقي يشغلني لعدة أيام، وما زلت أحس بتلك الرجفة حتى الآن إذا تذكرت الأمر، لم أستطع تفسيره ولا معرفة سببه، لذلك احتفظت به لنفسي، لقد مر عام لكنني ما زلت أتذكر ملامحه جيدا، أعتقد أنني لو صادفته بعد عشرة أعوام حتى سأتذكره.
في حينها اهتممت جدا لمعرفته، لكن الآن لم يعد يشغلني، لدي أشياء أهم من مصادفة في الطريق...

BLODREINA | بلودريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن