فراغ

746 77 60
                                    

رينا كانون الثاني ٢٠٢١:

تلك الليلة وبعد ذهاب مارك, دامت حفلتنا إلى أن تعب الجميع وبدأنا نذهب للنوم واحدا تلو الآخر, لكني بقيت مستيقظة لوقت أطول بكثير أتقلب في سريري, أفكار عدة تتقلب في رأسي, لقد كان اعترافا حقا, كيف سأتعامل مع الأمر حين أراه في المرة القادمة؟ لقد قال أحبك وليس معجبا بك, دفنت رأسي بالوسادة أكتم صرختي، يا إلهي قلبي سينفجر.
أنا لم أسمع بشكل خاطئ أليس كذلك؟
لكن ما الذي سيحصل بعد هذا, أشعر بالتوتر...

انتهت العطلة واليوم سأعود لتدريس ميلينا, أي اللقاء بمارك, لا أعلم كيف سأنظر له, فركت فروة رأسي أحاول التخفيف من موجة المشاعر التي ضربتني, سأترك هذا لوقته...

خلال تلك الأيام تحدثت مع كارين بالتفاصيل, كانت حزينة كيف سيمر ذلك اليوم دون أن نتكلم, أرادت الإتصال بي لكنها ظنت أنني لن أجيب, لا أدري ما الذي جعلها تظن بي هكذا, على أي حال فقد اتصل بها مارك وطلب أن تخبره بما سمعته من ميرفي, لقد قال صاحب رأس الأفعى بأنني قادرة على إخبارها لكنني تكتمتُ وطلبتُ من أليكس ذلك لأنني لا أثق بها وبقدرتها على عدم بوحها السر أمام الٱخرين, أخبرها أيضا بأنني سآخذ حمايتها كحجة لكن ليس عليها تصديقي فأنا القائدة ويمكنني حماية من أريد, الشعب يحترم قراراتي, لا أصدق كيف صاغ لها الأمر بهذه البراعة, كما كذب بشأن أليكس مدعيا أنه يفقد السيطرة ويتغذى على دماء البشر ورغم ذلك تركتها تبقى بجانبه متجاهلة الخطر الذي قد يصيبها.
كيف لها أن تصدق شيء كهذا؟ في الحقيقة أنا أتفهم, فهي سمعت كل تلك الحقائق بشكل صادم بل وأيضا تغذى ميرفي على دماء بشري أمامها, أي أنها كانت مرعوبة ولا تفكر بشكل سليم لكن بعد أن هدأت بدأت تستوعب بأن ميرفي ليس الجانب الذي عليها تصديقه, كما أنها تعرف أن ما رواه ميرفي مخالف عني, هذا ما جعلها تتجاوب مع مارك عندما اتصل بها, بعد أن سمعها طلب أن يلتقي بها ليعلمها الحقيقة وليس تراهات ميرفي, شرح لها أن كوني القائدة صحيح لكننا الآن لا نملك القوة الكافية لحمايتها من جده, وعن السياسة التي يتبعها جده في حال علم أحد البشر بسره, هو لديه طرقه الخاصة في التحري عن هذه الأمور لذلك اضطررت إخفاء الحقيقة عنها, وأن أليكس لا يتغذى على دماء البشر, بل أنه بقي دائما يحرسها خائفا عليها من ميرفي.
أنا ممتنة فلولا خطوته تلك ربما لبقينا إلى الآن متخاصمتان.
لكني متعجبة من الحد الذي وصله ميرفي, هذا كان إنتقامه مني, لكن لماذا كان يريد من مارك تسليم نفسه, ما الذي أراد أن يفعله به؟ بالطبع لم يرد قتله, هل أراد تعذيبه مثلا؟
الفكرة وحدها تجعلني أرتجف...

مسحت المكان بعيني قبل الدخول, كأني لص يتسلل لأحد المنازل, أردت فقط أن أتأكد أن مارك ليس في الداخل.
"رينا". صرخ باسمي من خلفي فقفزت من مكاني بفزع.
"آسف لكننا كنا بانتظاركِ". قال وأليكس ضحك عليّ بجانبه.

BLODREINA | بلودريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن