رينا نوفمبر 2020
قبّلت أبي، ارتديت حقيبتي، عدلت شعري، وخرجت مسرعة من المنزل.
لقد استيقظت متأخرة اليوم، وأشعر أن جسدي متعب قليلا.
ربما آثار ليلة أمس.
فبسبب مرضي، إن جرحت ولو جرحا صغيرا، سأنزف الكثير من الدماء وسأبقى متعبة عدة أيام، لقد سبب لي هذا الكثير من المشاكل وأنا صغيرة، ولكن الآن خفّت حدته وأصبحت قادرة على التعايش بشبه طبيعية.لوحت لي كارين لأسرع.
تأففت أصعد السيارة:"لماذا انتظرتِني؟ أخبرتكِ أن تذهبي بدوني."-إذا قرر الأستاذ جوش عدم إدخالك، فسأبقى معكِ خارجا، لن أبقى وحدي في غابة صفنا.
ضحكت بينما أعانقها.
فصلت العناق تسألني:"ولكن هل سهرت أمس؟ لماذا تأخرتِ؟"
صمتت تمعن النظر لوجهي:"لماذا تبدين متعبة؟ هل أنتِ مريضة؟"أجبت أمدد جسدي:" لا أنا بخير، فقط أشعر بالكسل، أريد النوم لساعات طويلة".
ترجلنا أمام باب المدرسة، وما إن مشيت عدة خطوات حتى سمعت شخصا يناديني.
كان مارك يقف مستندا على سيارة سوداء، ويرتدي ثياب رياضية سوداء كالعادة و... إن سيارته جميلة جدا.
"أيمكنني التكلم معكِ قليلا؟" سأل بهدوء.
بدلت نظري نحو كارين وأخبرتها أن تسبقني.
اقتربت منه باستغراب فدنا أكثر يخبرني بصوت منخفض:"من الأفضل أن لا تأتي لمنزلنا اليوم، صحيح أن رائحتك بدأت تخف تدريجيا لكن جدي قد يلاحظها".
أيمكنه أن يقول رائحة دماؤك بدل رائحتك، وكأنني كيس قمامة.
تنهدت:"حسنا، ولكن أحضر ميلينا لأدرسها في منزلي، سأخبرها أنني متعبة وأنني أفضل البقاء في المنزل"."حسنا وشيء آخر..."
استدار يجلب شيء من سيارته ثم مده لي:"أبقي الجرح مغلق".نظرت وكان كيسا أبيض به لاصق جرح ومواد طبية.
أشرت نحو يدي وأجبته:"أنا أغلقها بالفعل"."هذه خاصة بنا، إنها تخفف من الرائحة". همس
رفعت حاجباي بإعجاب، قبل أن آخذهم منه وأشكره ذاهبة بسرعة لأنني متأخرة بالفعل...
لدي العديد من الأسئلة، فأنا ما زلت أجهل كل شيء حول تصرفاته وكامل جنسهم -بالطبع فهو أمر أشبه بخرافة علمت به بالأمس- لكنني لا أشعر أن علاقتي به تسمح لي طرحها عليه.
وصلت للصف ألهث ولكن الأستاذ جوش كان قد سبقني، لكن لم يبدأ بالشرح بعد، لذلك وضعت تعابير باردة وطرقت على الباب.اقترب مني بنظرات ساخرة، وهو على وشك إهانتي أمام الأخرين أعتقد، فنحن لدينا سوابق في المشاجرات. لكن ظهر ميرفي خلفي ورمق الأستاذ جوش بتعجرف:"فقط أخبرنا إن كان بإمكاننا الدخول أم لا".
ابتعد جوش يهز رأسه سامحا لنا الدخول.
جلست بجانب كارين التي قالت بهمس:"حين أتيت كان ميرفي بالصف، وسألني عنكِ، عندما أخبرته أنك قد تتأخرين قليلا خرج، أعتقد أنه فعل ذلك لتدخلوا سويا وينقذك من شجار مع الأستاذ جوش".-أوه، أنا أدين له بشكر إذا.
أكمَلَت:"بالتأكيد، وبالمناسبة، من هو ذلك الشاب؟"
"سأخبرك لاحقا". أجبتُ أخرج الكتاب.
حركت حواجبها بطريقة مضحكة، فصفعت مؤخرة رأسها، وأتى صوت الأستاذ جوش يؤنبني أنني متأخرة وأتكلم أيضا، فجلست بهدوء.
ذهبت لمقعد ميرفي عندما انتهت للحصة، لأشكره على ما فعل.
لكنه نظر لوجهي بهدوء ولم يجب بشيء.
بدأت أشعر بالإحراج وخفت يحمر وجهي ويلاحظ هذا، فاستدرت بغية الذهاب.
لكنه أمسك يدي ونبس بنبرة هادئة وحاجبين معقودين:"هل كل شيء على ما يرام؟ إذا كان لديك مشكلة ما أخبريني يمكنني المساعدة".أرجعت شعري خلف أذني:"لا، لا، كل شيء بخير، وشكرا لك مرة أخرى".
"جيد، تذكري هذا إذا حدث معك شيء مستقبلا." قال بابتسامة نادرا ما أراها، فابتسمت بدوري.
أيبدو وجهي متعبا لهذه الدرجة؟ كان علي أن أضع القليل من مساحيق التجميل.
مر ثلاثة أيام كانت تأتي فيها ميلينا لمنزلي لندرس، كانت أياما هادئة وقد أعجبني أكثر أن تأتي لمنزلي لذلك سأتكلم مع جدها غدا لتأتي دائما، أتمنى أن أستطيع التكلم معه هذه المرة، ففي المرة السابقة حين أردت سؤاله عن هذا، ذهبتُ لجانب غرفة مارك وحدث ذلك السيناريو الذي ما زلت أحاول استيعابه.
لا!
لا تفكري بهذا الآن.
في الليالي السابقة لم أنم بشكل جيد لشدة التفكير...
تارة أقرر أنني مجنونة أو مريضة ترى أحداث غير حقيقية أو أن هذا حقيقي، هذا عدى عن الكوابيس التى رأيتها.
اليوم لا! لن أفكر فقط سأستمتع بالنوم.
شددت الغطاء أكثر، اليوم الطقس بارد وهذا مناسب أكثر للنوم.
لكن القدر كان له مخططات أخرى، إذ حين بدأت تستسلم عيناي للنوم، ارتجف جسدي وسرت به رعشة غريبة، اعتدلت فورا بجلستي على السرير.
ها هو ذلك الشعور مرة أخرى...
إنه مؤلم... مؤلم بشدة.
إن قلبي يُعتصر، بل يتمزق وكأن هواء العالم أجمع لم يعد يكفي رئتاي...
لماذا؟ أنا لست حزينة ولكن هناك شيء عالق بحلقي، كأنها رغبة ببكاء شديد...علي التأكد أن أبي بخير.
حاولت النهوض، لكني سمعت صوت طرق على زجاج شرفة غرفتي.
استدرت نحوها ببطئ، لأشهق بصدمة إثر ذلك المنظر، بينما هشم الضعف بجسدي...*****
باااااك
كيف حالكم؟
رأيكم بالبارت؟
ماذا رأت؟
توقعات؟
نقد؟
نلتقي في البارت القادم...♡
أنت تقرأ
BLODREINA | بلودرينا
Fantasyماذا لو اكتشفت أنك لا تدرك شيء عن العالم الذي تعيش فيه؟ وعن البشر المحيطين بك؟ أخبرني ماذا تفعل لأنني ضائعة... "أعلم أنك بائس، مستسلم وأسير سرابٍ من ماضيك، لكني بالرغم من كل هذا أجدك ورقة حياتي الرابحة الوحيدة..." بدأت: 9/5/2020 إنتهت: 31/12/2021 #...