ضيفة غير مرحب بها

776 77 25
                                    

كنت أجلس وحدي في الملعب حين اقترب مني أليكس هامسًا:"هل علمتِ أن ميلينا دخلت في فترة تحولها, عليكِ ألا تريها هذه الفترة, واثق من أن مارك حذركِ بهذا الشأن".

"يبدو أنه لا علم لديكَ بما حدث". قلتُ مستغربة.

عقد حاجبيه بعدم فهم كطفل صغير:"ماذا؟"

تنهدت متذكرة أني طلبت من مارك أن يتكتم عن الأمر, لكن لم أتوقع أن يمتنع عن إخبار أليكس أيضا.
"لقد تحولَت في منزلي وهاجمتني, لم تكن ميلينا التي أعرفها, حرفيا كانت على وشك قتلي لولا قدوم مارك".

شهق بصدمة:"كيف؟! يا إلهي, كيف تقولين هذا بشكل طبيعي لقد كنتِ في خطر محدق".
اقترب يتفحصني:"هل آذتكِ بمكان ما؟"

ربت على كتفه:"صديقي, إني كالحصان أمامك, لم أصب بأي أذى, فأنا قوية كما تعلم". غمزت بمزاح فضحك يحيط كتفي بيده:"أتساءل من منا مصاص..."
صمتَ بخوف حين ظهرت كارين أمامنا وأبعد يده يرمقني بنظرات فهمت أنه يدعوا أن تكون لم تسمع كلماته.

تابعتها بترقب أرجوا الأمر نفسه, لكنها حملقت بنا بغضب:"ماذا بكم؟ أرأيتم بعبع".
عرفت حينها أنها لم تسمع شيء فضممت يدها أجرها وأليكس إلى الصف.
 

رافقني مارك إلى منزلهم لرؤية ميلينا, فقد سألت أصدقاءها عما فاتها اليوم.
توقف مارك فجأة عن المشي حين دخلنا المنزل:"إني حقا قلق, ألا يمكن إلغاء تدريسها؟ سأدرسها أنا".

ابتسمت:"بحقك, مما أنت قلق؟ ستكون معنا طيلة الوقت أم أنك غيرت رأيكَ؟"

"بالطبع لا, لكن لا أدري ما زال لدي شعور سيء..."
توقفنت عن الحديث حين سمعنا صوت ضجة غير مألوفة تزامنت مع وصول سيارة ترجلت منها فتاة عشرينية بشعر أسود طويل, ترتدي فستانا أحمر شديد القصر والضيق مما برز تفاصيل جسدها الذي وجدته جميلا خاصة مع بطنها المنفوخ بشكل خفيف جدا والذي زاد من تناسقها بشكل غريب.

علت فمها إبتسامة ساخرة لدى رؤية مارك الذي زفر بغضب:"عرفتُ سبب شعوري ذاك".

اقتَربَت منا تتكلم بصوت عالي لحد الإزعاج وصوت طرطقة كعبها ينافسها:"ما هذا الشعور؟ الإشتياق؟ علمت بهذا ولذلك أتيت".

"أغلقي فمك فحسب, فإزعاجك قد سبقك إلى هنا بالفعل". ردَّ باشمئزاز مما أثار دهشتي وفضولي لأعرف هوية هذه الفتاة التي يهينها مارك على غير عادته.

إتجهت نحوي تتمايل وتلعب بخصلة من شعرها:"لا تصدقيه عزيزتي فهو يتحرق شوقا لصديقة طفولته التي عاش معها أمتع اللحظات". رمقتني من رأسي لأخمص قدمي:"ولكن ما هذا؟ بشرية؟ أأصبحتَ تعاشرهم بعد فراقي". قصدت مارك بسؤالها الذي أثار أعصابي.

"إنها القائدة". قال بنبرة بدت لي فخورة فعدلت وقفتي لا شعوريا أرمقها باستخفاف لا أعرف سببه.
حمحمت لدى سماعها ذلك وأماءت برأسها قليلا كناية عن تحية فبادلتها بالمثل لكنها عادت لنظرتها المستهزئة تسأل مارك:"إذا فتاتُك".

BLODREINA | بلودريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن