رينا كانون الثاني ٢٠٢١
ضرب الباب مرتين وفي الثالثة كان الباب قد خُلع ليظهر جسد رجل ضخم لم أره في حياتي, يرتدي اللون الأسود ويضع قبعة تخفي جزء من ملامحه.
"من أنتَ؟" سألت بغرائزية أعود للخلف."أهذا ما يهمك الآن أم ما أنا قادم لفعله؟ أيتها القائدة". شدد باستهزاء على كلمته الأخيرة.
بقيت صامتة أسند ظهري على باب الخزانة الذي اقتربت منه عن قصد.
"لقد سمعت أنكِ تماديت كثيرا بأفعالكِ, كأنك تظنين مكانتك أو حبيبك ذاك سيحميانك تحت كل الظروف, لكن أنظري لما أنتِ عليه الآن". أخرج سكينا من جيبه:"ربما صغير قد يعيدك لحجمك, أو ربما قتل شخص آخر, ماذا تعتقدين؟"
صدح فجأة صوت أبي الذي يطرق على الباب لكنه لا يلقى إجابة, خفق قلبي برعب لا مثيل له خاصة بعد أن سمعته يفتح الباب بالمفتاح ويدخل فابتسم ذلك المجهول بشر:"أعتقد أني حصلتُ على الجواب".وقفت بطريقه:"أنت لن تقترب منه, مشكلتك معي".
سخرَ:"حقا؟ لكن الحقيقة أنك لست من يقرر هنا".
خطوات والدي المقتربة من غرفتي جعلتني أفقد الهواء, لم أجد حلا آخر, حاولت عرقلة ذلك الرجل بينما صرخت:"أبي, لا تأتي إلى هنا, اذهب من المنزل في الحال".
بالطبع أبي الذي شعر أني في خطر لم يُلقي لكلامي أي إهتمام بل اقترب مسرعا أكثر, ماذا كنت أتوقع...
اتسعت عيناه ما إن وقعت على الغريب, تفحصني بسرعة وركض يحاول وضعي خلف ظهره:"من أنتَ؟"صرخ الآخر بحنق:"أنتم مملون, فليسأل أحدكم شيء آخر, من أنا؟ أنا أتيت لقتلك, هل أنتَ مرتاح الآن؟".
قفز بسرعة دافعا أبي فضرب رأسه الحائط بقوة وفقد توازنه, استغل الفرصة واضعا السكين على رقبته فانشلت أي محاولة ليدافع بها عن نفسه, بدأ خط أحمر خفيف يظهر مكان النصل, إنهارت كل قوى بجسدي وركعت بضعف غير قادرة على التماسك, صرخت والدموع تتجمع في عيناي:"لا, لا أرجوك اتركه, لا ذنب له بكل ما يحصل, لا تدخله في الأمر".بينما تكلم أبي بصوت خافت:"إني أترجاك, اقتلني وخذ كل ما تريد, فقط دع ابنتي تذهب".
ارتسمت ابتسامة جانبية على شفتيه توحي بانعدام أي شعور إنساني عند المخلوق الماثل أمامي:"إن كانت هذه أمنيك الأخيرة, اطمئن فأنا لن أؤذيها, هذه المرة على الأقل, ستكون أنت الفداء".
بعد هذه الكلمات رأيت أبي يغيب عن الوعي, علت صرخاتي لكنه بدى يستمتع بهذا, لن أخسر والدي, لن أدعه يؤذيه مهما كلف الثمن, فتحت الخزانة بسرعة أتناول السلاح منها:"أبعد يديك عنه الآن".
لم يتاثر بكلماتي وبدى مصرا على ما يريده حيث رفع السكين بغية طعن جسد والدي فضغطت الزناد بدون تفكير لتصيب الرصاصة منطقة منتصف ظهره, خلال ثوان وقع جسده أرضا.
بخطوات مرتجفة تفقدت والدي فكان بخير والجرح الذي أصابه سطحي للغاية, انتقلت للرجل أضع يدي على رقبته فكان خاليا من أي نبض يدل على الحياة, شهقت بقوة والدموع انهمرت من عيوني بغرازة.
أنت تقرأ
BLODREINA | بلودرينا
Fantasyماذا لو اكتشفت أنك لا تدرك شيء عن العالم الذي تعيش فيه؟ وعن البشر المحيطين بك؟ أخبرني ماذا تفعل لأنني ضائعة... "أعلم أنك بائس، مستسلم وأسير سرابٍ من ماضيك، لكني بالرغم من كل هذا أجدك ورقة حياتي الرابحة الوحيدة..." بدأت: 9/5/2020 إنتهت: 31/12/2021 #...