فخ

749 79 3
                                    

تكلمت بصعوبة مع قلبي الذي يخفق بشدة ورعب:"ماذا حدث؟ لقد رأيناها مع أليكس سابقا".

"اهدئي وسيطري على خوفك، حاولي أن تتصلي بها أو بأليكس". قال مارك الذي يقود ليتجه للعنوان الذي أخبره عنه.

"الخطان مغلقان، يا إلهي". أخبرته بعد أن جربت الإتصال بهما, لا أدري ما قد يحدث لي إن أصابها أي أذى.

إرتجفت يداي ولم أتمكن من السيطرة عليهما, أمسكهما مارك فجأة بيده وقاد بالأخرى:"تنفسي بعمق, سننقذها وستكون بخير, تأكدي من هذا".

بعد دقائق كنا بالمكان المحدد, أمسك مارك بي وركض يتتبع رائحة ميرفي يلحقه بعض رجال مجموعتنا بصمت.
وجدنا سيارته تمشي في الطريق المشجر نحو أرض مصاصي الدماء, أنزلني مارك على أحد الأرصفة:"إنتظريني هنا".
لم ألحق الإعتراض لأنها ثواني وكان مارك والآخرين قد قفزوا معترضين طريق السيارة من الأمام والخلف, خرج أحد الرجال منها وبنفس السرعة قُبِضَ عليه من قبل روبرت وهو جندي من جيش ماركوس لكنه يقف بصف مارك سرا.

حينها خرج ميرفي مبتسما:"ما بالكم يا رفاق؟ أتريدون محاربتي فجأة؟ لا بأس لدي".

"لا يهمني أمرك, دع الفتاة التي معك تذهب". رد مارك بغضب.

في هذه اللحظة كنت قد وصلت لهم فصرخت به:"ميرفي أيها الحقير, ماذا تريد من كارين؟ أين هي؟"

تصنع الصدمة:"كارين؟ لماذا هل هي ضائعة؟".

اقتربتُ منه بسخط:"أيها الحقير كف عن الكذب ودعها تذهب الآن".
منعني جسد مارك الذي أصبح أمامي فجأة من التقدم أكثر.

ضحك ميرفي:"يؤسفني أن أخذلك لكن..." أشار لأحد داخل السيارة ليخرج:"حبيبتي تعالي".
خرجت فتاة شقراء من السيارة تنظر نحونا بتشوش لكنها اقتربت تمسك بيد ميرفي, نظرتُ لمارك الذي فهم قصدي فأشار بنعم.
هذه هي الفتاة البشرية التي معه! إنها ليست كارين لكنها بمواصفات شبيهة لها, لقد كان فخا!
لا بد أنه قام بهذه العبة الكريهة ليتأكد من كوننا نشكل مجموعة خاصة بنا, والتي بها جواسيس تراقبه. كان عليّ توقع أنها أحد ألاعيبه, فهذا ميرفي, تعريف للخباثة.

سيطرت على نفسي, إنها بشرية أيضا وقد يؤذيها:"أتركها ولا تجعلها ضحية لحقارتك".

"لا أفهم عن ماذا تتحدثين, إنها حبيبتي, أين الحقارة بهذا؟" نقل نظره نحوها:"ألستِ كذلك؟"
فأشارت الفتاة بنعم.
ثم عاد يسألها:"مع أنكِ تعلمين أنني..." صمت فأكملت هي:"مصاص دماء".

اقترب مني بابتسامة جانبية:"إن كنت تخترعين كل هذا الأمر, لأنك تغارين من كوني مع حبيبتي, لا بأس اعترفي فحسب فأنا شاب مراعٍ".

ارتفعت يدي بغية صفعه, لكن يد مارك التي لكمته كانت أسرع, تحول الأمر لشجار لم أستطع أن أميز شيء منه بسبب السرعة التي يتقاتلون بها, صوتي ارتفع يحاول إيقافهم, إلى أن نهض مارك يعلوا ميرفي ويثبته أرضا فناديته بسرعة:"مارك توقف الآن, الآخرين بخطر".
نظر حوله ليجد حراس ميرفي يرفعون الأسلحة على فريقنا الذي يفعل المثل, إن بدأ إطلاق النار الآن, بغض النظر من سيكون الرابح, فسنخسر حتما أحد من أصدقائنا, ونحن لا نريد هذا.
استغل ميرفي هذا لينهض دافعا الآخر, وأنا ممتنة كون مارك تحكم بأعصابه يأمر الآخرين بأن نذهب.

وصلت للبيت وآثار الخوف الذي عشته لا تزال تنهش بجسدي.
إني حقا لم أشعر بهذه الطريقة حتى حين كنت محتجزة بين يدي ميرفي، حين دخلت هذا العالم لم آبه بما سيحدث بي، لكن لم أتوقع أن يصل الأمر لمن أحب، سأفعل أي شيء لحمايتهم، لا بأس لدي لو أخسر حياتي في سبيل حمايتهم، لأنني لن أعيش بالطبع وأحدهم قد تعرض للأذى بسببي...
أكان من الضروري أن يتمادى ميرفي لهذا الحد؟ أتساءل حقا ما الهدف الذي يدعوه للقيام بكل هذا، لكن بغض النظر فأنا الآن أتوقع أي شيء, وأعرف أن الخطر لم يختفي, بالتأكيد ما فعله اليوم كان بغاية، وقد ساعده كوني -ولسبب أجهله- قد وصفت لأصدقائنا شكل كارين فقط، لا أدري ماذا دهاني بدل أن أريهم صورتها، حقا لم يخطر هذا ببالي.
فتحت هاتفي لأجد رسائل وردتني من رقم غير مسجل, كانت كارين تخبرني أن هاتفها وهاتف أليكس سُرقا اليوم في المقهى. تذكرت فورا ذلك الشخص الذي لاحظه مارك هناك, أيقل أنه الفاعل؟
في الحقيقة، لست أهتم لأمر معرفة ميرفي بفريقنا لكن ما أدركه الآن أن ميرفي ذكي, ودائما ما يمتلك خطة, ونحن نجهل ما ينويه حقا, لذلك علي الحذر أكثر... إلى أن أدمره.

BLODREINA | بلودريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن