رينا كانون الثاني 2021
دخلت المنزل متأففة, مارك ليس موجودا لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد أي نشاط يمكنني فعله, لماذا أشعر بكل هذا الملل.
استدرت بفزع بسبب صوت الطرق القوي والمتردد على نافذتي, من هذا؟
اقتربت بحذر وما إن توضحت الرؤية لي حتى ركضت أفتحها بلهفة.
"مارك, متى أتيت..." سألت إذ أنه ليس من المفترض أن يصل اليوم.بترت كلامي حين تقدم يحتضنني بقوة:"لا أصدق, أنت حقا بخير".
كان يلهث والكلام بالكاد يخرج من فمه, لم أفهم ما يجري لكني بقين ثابتة إلى أن هدأت أنفاسه.
"أين أصبتي؟ كيف حدث ذلك؟" ردد يتفحصني."أي إصابة, أنا لا أفهم شيء". أجبت بارتباك, أنا حقا لا أعلم ما يحدث هنا.
بدى مشوشا أيضا:"لقد أخبروني أنك تأذيت".
عقدت حاجباي باستغراب:"لا لم يصبني شيء, من أخبرك هذا".اعتدل يهز رأسه بهدوء كأنه أدرك ما يدور ثم فرك جبينه بأصابعه:"المهم الآن, هل حقا لم تتعرضي لأي شيء؟ يا إلهي, كنت قلقا حد الموت".
"أنا من عليها قول هذا, فأنتَ لم تكلمني حين كنتَ في مهمتك تلك وكنتُ خائفة مما يحدث معك هناك". قلت دون تفكير فهو شغل تفكيري كل ليلة أمس.
بقي متصنما للحظات قبل أن ينظر للجهة الأخرة ويتكلم بنبرة سريعة حتى أنني ظننت أنه نسي أن يتنفس:"أنظري, لقد قطعت وعدا أن لا أحاول إظهار مشاعري لك مرة أخرى, أنا حقا لا أريد الضغط عليك وإزعاجك, لكن لم يعد بيدي حيلة ولست قادرا على إخفائها أكثر, أنا لست معجبا بكِ كما كنت أظن في بادئ الأمر, بل أنا غارق إلى أعمق نقطة في قبلي, أنتِ دائما محور تفكيري والسبب الذي يدفعني لأخذ خطوة أخرى رغم كوني في قاع التعاسة, ربما أنتِ لا تريدين أن يسير الأمر على هذا النحو لكني أحبك بالفعل, وسأفعل هذا دائما".
إنها موجة كبيرة من المشاعر ليحتملها قلبي, لا أستطيع وصف ما يخالجني الآن من عواطف مختلفة, فرح, حماس, توتر ورغبة في بكاء شديد تطل برأسها علي, ولا أدري سبب أي منها, ما أنا متيقنة منه فقط أنني أشعر بطريقة مماثلة, رفعت بصري فوجدته يعطيني ظهره, ما الذي علي فعله؟ كنت قد اتخذت قرارا لكن الكلام سهل أمام الفعل. شعرت أنه على وشك المغادرة كالمرة السابقة سارعت أتكلم بأي شيء يخطر في عقلي:"إنكَ مزعج, أتعلم هذا؟ لقد كنت أخطط أني سيكون من يعترف لك هذه المرة عند عودتك لكنك سبقتني كما أرى".
رمش عدة مرات:"ماذا تقصدين؟"
أخذت نفسا عميقا:"الأمر ليس كما تظن, فأنا لا أكره المشاعر التي تظهرها لي, على العكس فأنا أملك مثلها لكني كنت خائفة وأفكار سخيفة تأكل رأسي جعلتني أخفيها, ما أعنيه أني أبادلك شعورك".سأل ببطؤ وعيناه متوسعة:"هل ما سمعته حقيقي؟ أنت تمتلكين مثلها؟"
أشرت بنعم محاولة السيطرة على ارتباكي فكرر مشيرا على نفسه:"لي؟"
أنت تقرأ
BLODREINA | بلودرينا
Fantasyماذا لو اكتشفت أنك لا تدرك شيء عن العالم الذي تعيش فيه؟ وعن البشر المحيطين بك؟ أخبرني ماذا تفعل لأنني ضائعة... "أعلم أنك بائس، مستسلم وأسير سرابٍ من ماضيك، لكني بالرغم من كل هذا أجدك ورقة حياتي الرابحة الوحيدة..." بدأت: 9/5/2020 إنتهت: 31/12/2021 #...