شكرًا لك.

2.4K 190 36
                                    

رينا، نوفمبر 2020:

مر أسبوع منذ بدأت تدريس ميلينا، الأمر ليس بتلك الصعوبة. لكن لا أزال أشعر بأن منزلهم مثير للريبة قليلا ذلك المدعو مارك فقط يتظاهر بعدم رؤيتي، و أنا أفعل المثل، هذا إن أتى للمنزل، فكما لاحظت علاقته ليست جيدة مع جده، أما أليكس فقد عاد لشخصيته المرحة وهذا يريحني، وقد أصبح يقضي الوقت معي وميلينا ببيتهم، لذلك أنا أستمتع بوقتي هناك بالرغم من غرابة العائلة...

"لدي أخبار جيدة، بدل القيام بامتحان هذا الشهر سأعطيكم بعض المشاريع، قسموا أنفسكم لمجموعات من ثلاثة أشخاص واختاروا واحدا من هذه المشاريع، إبدؤوا باختيار شركائكم ريثما أنهي كتابة عناوينهم على اللوح". قالت أستاذة الكيمياء ثم استدارت لتبدأ بالكتابة، وبسرعة علت أصوات الطلاب وهم يختاروا مجموعاتهم .

تذمرت كارين بجانبي:"يا إلهي، هل سنبدأ مشاريع من أول العام".

رمقتها متصنعة الغضب:"لا أفهم لما تكرهينهم، أم أنكِ تكرهين العمل معي".

قلبت عينيها :"لا، لكنني أكره حين نقف لعرضها أمام الجميع".

أجبت باستهزاء:"ما المشكلة بذلك؟ إنهم صفك وتتكلمين معهم دائما، ما الفرق حين تتكلمين عن مشروع..."

قاطعنا أليكس حين أسند رأسه على طاولتنا :"ما رأيك أن أكون بمجموعتكم فأنتِ تأتين لمنزلي على أي حال وسنتمكن من مناقشة المشروع هناك ".

اتسعت عيناي ونظرت لكارين بتوتر التي سرعان ما تحولت تعابيرها إلى تساؤل :"ماذا؟ تأتين لمنزله؟".

الآن لن تكف كارين عن التذمر لأنني لم أخبرها...
حمحمت وبدلت نظري بينها وبين أليكس الذي تساءل :"ألم تخبريها؟"

استفهمت كارين باستغراب:"تخبريني بماذا؟"

قلت أحاول جعل نبرتي طبيعية:"صحيح، نسيت أن أخبرك أنه قريب ميلينا ويسكنون بالمنزل نفسه".

قالت بصدمة :"ماذا! أخفيت عني الأمر كل هذه المدة".

قلت بمزاح :"لا تضخمي الأمر، إنه مجرد أسبوع ". ثم اقتربت منها وهمست :"سأشرح لاحقا".

رمقتني بغضب وأشاحت بنظرها للجهة الأخرى، فقلت بصوت عال قليلا :"لنعد لموضوعنا، لديكَ حق سيكون لدينا متسع من الوقت للعمل عليه في البيت و الآن لنختر المشروع الذي سنعمل عليه".

تمتم:"أتمنى أن يوجد بين الإختيارات مشروع عن قوس قزح".

ضحكت عليه:"بحقك! مشروع عن قوس قزح لطلاب في السنة الأخيرة ".

قال باستنكار:"حتى لو، إنه رائع كالمعجزة".

علا صوت المعلمة :"بما أن عددكم هو ٢٢ تلميذا فسيكون هناك مجموعة واحدة مكونة من أربعة أشخاص..."

BLODREINA | بلودريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن